التحضير لانتخابات الرئاسة الفرنسية: المناسبات الوطنية تحشد المرشحين
ذكرى وفاة قائد تحرير فرنسا الجنرال شارل ديغول، ألهمت مرشحي الرئاسة وفي مقدمهم رئيس الدولة. وفاة آخر رفاق مسيرة التحرير من الإحتلال النازي المعمّر جيرمان أيضاً لملمت صفوف المرشحين.
الرئيس إيمانويل ماكرون ليس مرشحاً رسمياً بعد، لكن الأمر أصبح حتمياً بعد خطابه الذي استمر حوالي 30 دقيقة من قصر الإليزيه، الثلاثاء 9 تشرين الثاني/نوفمبر. ففي كل فاصلة من الخطاب إيذان بشروع ماكرون، وإن كان بشكل غير رسمي، في معركة الحملة الرئاسية.
في الجزء الأول من خطابه احتل استئناف انتشار وباء "كوفيد-19" والحاجة إلى جرعة ثالثة حيزاً مهماً، فقد انتهز رئيس الجمهورية الفرصة للدفاع عن سياسته وإعطاء وجهات نظر تشبه مسارات المرشح للانتخابات الرئاسية. إصلاح المعاشات التقاعدية، محاربة البطالة، إحياء الطاقة النووية، تسلل "الظلامية" و"عودة القومية"، كلها شعارات تكشف عناوين المواضيع المركزية لحملته المستقبلية.
الجمهوريون
المرشحون لمؤتمر حزب "الجمهوريون" (اليمين)، ميشيل بارنييه، فاليري بيكريس، فيليب جوفين، إريك سيوتي وكزافييه برتراند، قبل المناظرة الأولى، تنافسوا في منصة مشتركة يوم الإثنين 8 تشرين الثاني/نوفمبر لمناقشة 4 مواضيع ولا فائز بينهم. قبل أقل من شهر من المؤتمر (من 1 إلى 4 كانون الأول/ديسمبر) وتصويت أعضاء الحزب لتسمية مرشحه للانتخابات الرئاسية، ناقش الـ5 موضوعات القوة الشرائية، والهجرة، والأمن، وحتى الترشيح المحتمل لليميني المتطرف إريك زيمور.
اقتراح الصدمة لأرنو مونتبورغ
المرشح للرئاسة من البيئة الاشتراكية أرنو مونتبورغ عاش أسبوعاً معقداً وصادماً بسبب اقتراحه الضغط على الدول التي ترفض قبول عودة مواطنيها الذين طردتهم فرنسا لمنع "جميع التحويلات" للأموال من الأفراد الموجهة لعناية أسرهم التي تعيش في البلدان المعنية – أو ما يعادل "11 ملياراً تمر عبر ويسترن يونيون".
عرض وصفته أوساط سياسية وإعلامية بالمرتجل مثيراً ضجة لدى اليسار. فقد شجب مرشح "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلينشون، على الفور "مقياس القسوة الكاملة" و"الظلم لأنه يصيب الأشخاص الذين لا علاقة لهم به". وانتقد رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور رفيقه السابق "لتبنيه هذا الاقتراح اليميني المتطرف القديم".
حتى أن هناك ضجة في فريق حملة مونتيبورغ، إذ أعرب المتحدث باسمه، ميكائيل فاليت، عن أسفه "لخطأ فادح للغاية" وقال: "لقد كنت أحد أولئك الذين صرخوا في وجهه". وذهب فريق شبيبة مونتبورغ إلى حد إصدار بيان يعلن انسحابهم من حملتهم بحجة اقتراح يعتبر "غير عادل وغير إنساني".
منذ ذلك الحين، تراجع مونتبورغ عدة مرات، دون أن ينجح في تجاوز الجدل. ورداً عن سؤال "هل مازلت مرشحاً رئاسياً؟" أجاب المرشح: "لقد كان خطأً، لن يكون الاقتراح في برنامجي".
في القائمة للأيام القليلة القادمة
يتوقع العديد من المرشحين حضور معرض "صنع في فرنسا"، وستحتشد مجموعة من المتنافسين على الإليزيه، سواء تم الإعلان عن ذلك أو لم يتم الإعلان عنه بعد. وهي مناسبة لإظهار الدعم للمنتج الفرنسي ومخاطبة الناخبين بلغة وطنية تشدد على أهمية دعم الصناعة الفرنسية.
لكنها مناسبة للاستعراض والتنافس بين المتفرقين سياسياً وإنتخابياً، ولكل منهم شعاراته التي لم تأت من قبل على ذكر دورة الحياة الإنتاجية في البلاد، وسيكونون أقل تأثيراً من حضور ماكرون الذي سبقهم في تفصيل إنجازاته حول هذا الموضوع من دون أن يكون بإمكانه أن يتعالى أمام جان لوك ميلونشون وهو من القلائل الذين رفعوا لواء الصناعة الوطنية وقدم لتطويرها برنامجاً مفصلاً وعملياً.
اللجوء إلى ديغول
ذكرى وفاة قائد تحرير فرنسا الجنرال شارل ديغول، ألهمت مرشحي الرئاسة وفي مقدمهم رئيس الدولة. وفاة آخر رفاق مسيرة التحرير من الإحتلال النازي المعمّر جيرمان أيضاً لملمت صفوف المرشحين. الجميع، من اليمين واليسار، أراد الظهور في مظهر الوفي لإرث ديغول وتاريخه. ماكرون كان له الأسبقية والمنصة المناسبة في تشييع جرمان، حيث استقبل جثمانه بالدموع ما أثار حفيظة الوسط السياسي ومسارعة البعض لاتهامه بمسرحية مكشوفة.