الاحتلال يواصل عدوانه على غزة.. ومرضى الأورام سيصبحون بلا خدمات

الوضع الصحي في قطاع غزة يزداد سوءاً، حيث تكتظ المستشفيات بجثامين الشهداء والجرحى، المهدّدة حياتهم في ظل نقص الإمكانات، فيما يواصل الاحتلال قصفه المناطق الجنوبية من القطاع، على الرغم من دعوته السكان إلى النزوح بذلك الاتجاه.

  • فلسطينيون في غزة على عتبة أحد مستشفيات رفح، جنوبي القطاع (أ ف ب)
    فلسطينيون في غزة على عتبة أحد مستشفيات رفح، جنوبي القطاع (أ ف ب)

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ارتقاء رئيس هيئة المعابر والحدود، اللواء فؤاد علي أبو بطيحان، وعدد من أفراد أسرته بقصف إسرائيلي.

وأكد المكتب أنّ الاحتلال الإسرائيلي يكذب، موضحاً أنّ المناطق "الآمنة"، التي يزعم "جيش" الاحتلال أنّ على العائلات التوجه إليها، استُهدفت بأطنان من المتفجرات، حيث دمَّر الاحتلال أحياء كاملةً فيها، ونفّذ مجازر بحق عدة عائلات نزحت إليها.

وشدّد على أنّ "تأخّر الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها المنظومة الصحية في القطاع يعني الحكم بإعدام آلاف الجرحى والمرضى"، لافتاً إلى أنّ "الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مصير آلاف الجرحى والمرضى في المستشفيات".

وأعلن أنّ قوات الاحتلال ارتكبت مجازر راح ضحيتها نحو 80 شهيداً، بالإضافة إلى تسجيل عشرات الإصابات، في الـ24 ساعة الماضية.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتقاء 2837 شهيداً، فيما جُرح نحو 12 ألف شخص من جراء العدوان المستمر على القطاع.

ودعت الوزارة المواطنين إلى التوجه الفوري إلى المستشفيات كافة، بالإضافة إلى فروع جمعية بنك الدم في قطاع غزة من أجل التبرع.

كما وجّهت نداء استغاثة لكل أصحاب محطات الوقود، وكل من يتوفر لديه أي لتر، بالاتصال الفوري بها، من أجل إنقاذ حياة الجرحى.

وفي غضون ذلك، أفاد مراسل الميادين بتواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، مضيفاً أنّ نحو 1000 جثمان لا يزال تحت أنقاض المباني المدمَّرة، ولا يمكن انتشالها بسبب ضعف الإمكانات.

وفي هذه الأثناء، سُمعت نداءات عبر مكبرات الصوت في مستشفيات غزة للتبرع بالدم، وفق ما نقل مراسلنا.

وفي رفح، جنوبي القطاع، دمّرت طائرات الاحتلال منازل 6 عائلات، منذ صباح اليوم، وفق ما نقل مراسلنا. كما ارتقى عدد من الشهداء وأُصيب أشخاص آخرون بعد قصف طال محيط مسجد السلام في المدينة.

أما في خان يونس، فارتقى أكثر من 50 شهيداً، بعد قصف الاحتلال عدداً من المنازل السكنية.

وأفاد مراسل الميادين بارتقاء شهداء ووقوع جرحى من جراء غارات عنيفة لطائرات الاحتلال، قرب مسجد التقوى في مخيم البريج، وسط قطاع غزة.

وقال مراسلنا في القطاع إنّ 21 شهيداً من عائلة الطلاع لا يزالون تحت أنقاض منزلهم المدمر، منذ أكثر من يومين.

وارتفع عدد شهداء الصحافة إلى 14 شهيداً من جراء العدوان، الذي يستهدف الصحافيين في محاولة لمنعهم من نقل مجريات العدوان. 

عائلات كاملة من الشهداء.. ولا أمكنة للمصابين في المستشفيات

وفي غضون ذلك، قال مراسل الميادين في غزة إنّ "الجرحى يُنقَلون حملاً إلى الطوارئ، ولم يعد هناك أسرّة، حيث يجلس المرضى على الأرض".

المدير العام لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، صبحي سكيك، وهو المستشفى الوحيد للأورام في قطاع غزة، أعلن أنّ أجزاء كبيرة من خدماته "تتوقف عن العمل، نتيجة نقص الوقود".

وأضاف سكيك أنّ الجزء المتبقي سيتوقف خلال 48 ساعةً على أكثر تقدير، ما يؤدي إلى أن يصبح جميع مرضى الأورام في قطاع غزة بلا خدمات. 

أما المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في غزة، خليل الدقران، فأكد للميادين أنّ من بين الشهداء الذين تصل جثامينهم عائلات بأكملها.

وأعلن أنّه "لم يعد لدينا أمكنة للمصابين، ولذلك تم فتح مستشفى ميداني بدائي"، مضيفاً أنّ الإمكانات أوشكت على النفاد، وأنّنا "أمام كارثة حقيقية، في حال عدم وصول المساعدات إلى المستشافيات".

ودعا الدقران، عبر الميادين المجتمع العربي والدولي إلى "الوقوف مع قطاع غزة في مواجهة العدوان، وإرسال طواقم طبية للمساعدة".

بدوره، أفاد مراسل الميادين بأنّ قوات الاحتلال شنّت غارةً على مستشفى شهداء الأقصى، وذلك بعد شنّها غارةً على مبنى يؤوي عدداً من النازحين.

وأضاف مراسلنا أنّ مزيداً من جثامين الشهداء وصلت إلى المستشفى.

من جهته، قال مدير عام المستشفيات في قطاع غزة، محمد زقوت، إنّ المستشفيات استقبلت 110 جثامين من مناطق مختلفة، جنوبي القطاع، ليل الثلاثاء.

وأضاف زقوت، في تصريحات لشبكة "سي أن أن" الأميركية، أنّ مستشفى النجار استقبل 60 جثماناً، فيما استقبل مستشفى النصر 40 آخرين، من ضحايا الغارات الجوية على رفح.

ووصلت 10 جثامين أخرى إلى المستشفى الأوروبي.

وأوضح زقوت أنّ بعض الجثامين انتشلتها فرقُ الإنقاذ من تحت أنقاض المنازل، مشيراً إلى أنّ "هناك الكثير تحت الأنقاض، بالإضافة إلى الأشلاء التي لا يمكننا التعرف إليها".

ولفت إلى أنّ المنازل التي طالها القصف الإسرائيلي كانت تستضيف عائلات نزحت من شمالي غزة، ولجأت إلى أفراد آخرين من عائلاتهم أو أشخاص يعرفونهم.

وضمّ منزل واحد نحو 150 شخصاً، وفق زقوت، الذي توقّع أن "يرتفع عدد القتلى بشكل كبير".

وأفاد الناشط الفلسطيني، علم صباح، من مستشفى رفح بـ"استمرار وصول المزيد من جرحى العدوان إلى مستشفى رفح، العاجز عن التعامل مع الحالات الخطرة".

الاحتلال لم يبقِ منطقةً آمنةً جنوبي القطاع

وقال الناشط الفلسطيني، علم صباح، من مستشفى رفح إنّ مزيداً من الجثامين يصل إلى المستشفى أيضاً، مشيراً إلى أنّ الوضع في رفح كارثي، في حين لا يزال المعبر الحدودي مع مصر مقفلاً، علماً بأنّ شاحنات المساعدات ما زالت تقف على الجانب المصري، من دون الحصول على إذن المرور.

وعلى الرغم من دعوات الاحتلال سكان غزة إلى النزوح جنوباً، فإنّه لم يبقِ أي منطقة بأمان جنوبي القطاع، كما أكد صباح للميادين، مشيراً إلى أنّ القصف المدفعي للاحتلال استهدف المنطقة الشرقية لرفح. 

اقرأ أيضاً: دعاية سلاح الجو الإسرائيلي الكاذبة.. يقصف في غزة ويدعي أنها في لبنان

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك