الاحتجاجات تهز فرنسا.. مرشح رئاسي سابق يحذّر من حرب أهلية
المرشح للرئاسة الفرنسية السابق، إريك زيمور، يتحدّث عن أنّ ما يحدث في فرنسا هو بداية حرب أهلية وعرقية، وسط تواصل الاحتجاجات لليوم الخامس على التوالي.
قال المرشح للرئاسة الفرنسية السابق، إريك زيمور، اليوم الأحد، إنّ "الاضطرابات في فرنسا يمكن اعتبارها بداية حرب أهلية وعرقية".
وفي تصريحاتٍ لقناة "يورو ب1" التلفزيونية، أوضح زمور أنّ "الحرب الأهلية هي صدام بين السكان والسلطات، وهذا بالضبط ما يحدث الآن".
ورأى أنّ "سبب ما يحدث هو سياسة الهجرة في فرنسا، بالإضافة إلى تعرّض الشرطة لضغوط مفرطة الآن".
وأشار زيمور إلى أنّ عناصر الشرطة أُمروا بعدم المشاركة في القتال، لأنّ "هذا قد يؤدي إلى وقوع إصابات، ما سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات التي لا يمكن السيطرة عليها".
منزل عمدة مدينة ليل لو روز يتعرض للهجوم
في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات على مقتل القاصر نائل المرزوقي برصاص شرطي، الثلاثاء الماضي، في ضواحي العاصمة باريس، لليلة الخامسة على التوالي.
وقال عمدة مدينة ليل لو روز الفرنسية، فينسان جان برون، إنّ منزله تعرض للهجوم وأُصيبت زوجته وطفله، مصرحاً بأنّ "الحادث محاولة اغتيال".
French protesters attack the home of the mayor and his family
— Spriter Team (@SpriterTeam) July 2, 2023
The mayor of the French city of L'Ail-le-Rose said his house was attacked, his wife and child were injured. In fact, the protesters began to hunt for government officials.
“ The attackers rammed my house with a car,… pic.twitter.com/lQoZfRrffC
Cette nuit, un cap a été franchi dans l'horreur et l'ignominie. Mon domicile a été attaqué et ma famille victime d'une tentative d’assassinat.
— Vincent Jeanbrun (@VincentJeanbrun) July 2, 2023
Ma détermination à protéger et servir la République est plus grande que jamais. Je ne reculerai pas. #PasPourRien #Emeutes ⤵️ pic.twitter.com/9HW1eAFCXN
وكتب العمدة في "تويتر": "الليلة الماضية... تعرض منزلي للهجوم وكانت عائلتي ضحية محاولة اغتيال"، موضحاً أنّ "مجهولين حاولوا اقتحام المنزل في سيارة ثم إضرام النار فيه".
كذلك، تحدّثت وسائل إعلام محلية عن إصابة شرطيين في باريس بعد تعرضهما لإطلاق نار، في الدائرة 13 في باريس. وبحسب التحقيقات الأولية، فقد أصيب هذان الشرطيان بطلقات نارية من مسدس، في نحو الساعة الثانية صباحاً.
كما أُصيب سبعة من ضباط الشرطة في مدينة ليون الفرنسية، ليل الجمعة، بطلقات نارية خلال الاحتجاجات.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في وقت مبكر، صباح الأحد، أنه جرى توقيف 719 شخصاً، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات إلى نحو ألفين، فيما كانت الشرطة قد نشرت 45 ألفاً من أفرادها في أنحاء فرنسا.
وجرى تعزيز الأمن في 3 مدن رئيسية هي باريس وليون ومارسيليا. كما أرجأ الرئيس إيمانويل ماكرون زيارة كانت مقررة الأحد إلى ألمانيا للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكومته منذ احتجاجات "السترات الصفر".
وكانت النقطة الأكثر سخونة في مرسيليا حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة في ساعة متأخرة من الليل.
وأعلنت السلطات المحلية في أنحاء البلاد فرض حظر على التظاهرات، وأمرت بوقف عمل وسائل النقل العام في المساء.
وستزيد الاضطرابات الضغط السياسي على الرئيس ماكرون إذ تمثل ضربة لصورة فرنسا على الصعيد العالمي قبل عام واحد من استضافة الألعاب الأولمبية.
وعلّق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على المواجهات المستمرة بين المحتجين والشرطة في مختلف المدن الفرنسية، أمس قائلاً: "قرّرنا اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الممتلكات والمواطنين".
ومن جهة أخرى، أصبح تأثير أعمال الشغب في السياحة في باريس كارثياً بالفعل، وتضاف إلى ذلك الخسائر الهائلة والناجمة عن العنف، والتي يصعب تقديرها راهناً، بسبب تواصل أعمال العنف.
وتوعد وزير العدل الفرنسي، إريك دوبوند موريتي، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: "أقول للمحرضين في وسائل التواصل إننا سنصل إليكم".
وفي ظل استمرار الاضطرابات، أقيمت مراسم جنازة الفتى نائل المرزوقي السبت، وشيّع جثمانه مئات الأشخاص من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية.
وعمّ الغضب أرجاء فرنسا في إثر مقتل القاصر نائل ذي الـ17 عاماً بنيران الشرطة الفرنسية خلال تفتيش على الطريق في ضاحية نانتير، غربي باريس. وقالت الشرطة إنه "كان يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء"، وهي تصريحات دانها محامي عائلة الضحية.
وعقب ذلك، اندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد في مدن مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل، بالإضافة إلى باريس، حيث قُتل الفتى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها فرنسا أحداثاً كهذه، إذ كانت مسرحاً لأعمال عنف في مختلف المدن بسبب مقتل شبان يتحدّرون بغالبيتهم من أصول مغاربية ومن دول أفريقية أخرى خلال عمليات تدخّل للشرطة.