الأمم المتحدة: لا يمكن تحقيق أمن عالمي من دون الأمن الأفريقي
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يدعو إلى معالجة الظلم التاريحي لأفريقيا وتعزيز تمثيلها في الأمم المتحدة وفي هياكل الإدارة العالمية، بما يتناسب مع أهميتها.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنّه لا يمكن أن يكون هناك أمن عالمي من دون تحقيق الأمن الأفريقي"، مشيراً إلى أنّ بلدان أفريقيا تعاني من أعباء الديون الثقيلة ونقص التمويل، وتواجه فيضانات وموجات جفاف ناجمة عن أزمة مناخية لا دور لها في حدوثها".
وفي بيان له تحت عنوان "صون السلام والأمن: معالجة الظلم التاريخي وتعزيز التمثيل الفعال لأفريقيا"، أشار غوتيريش إلى أنه "لا يوجد عضو دائم يمثّل أفريقيا في مجلس الأمن، وإلى أنّ "عدد الأعضاء المنتخبين من القارة لا يتناسب مع أهميتها".
وأفاد غوتيريش بأنه "لا يمكننا تقبّل أن هيئة السلام والأمن البارزة في العالم تفتقر إلى صوت دائم لقارة يزيد عدد سكانها عن مليار نسمة -وهم من الشباب الذين يتزايد عددهم بسرعة- ويشكلون 28% من أعضاء الأمم المتحدة.
وأضاف "لا يجوز لنا أن نقبل أن وجهات نظر أفريقيا لا تحظى بالتقدير الكافي فيما يتصل بمسائل السلام والأمن، سواء في القارة أو في مختلف أنحاء العالم".
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنّ "تمثيل أفريقيا في هياكل الإدارة العالمية، من مجلس الأمن إلى المؤسسات المالية الدولية، ناقص"، مؤكداً أن "الصراعات وحالات الطوارئ والانقسامات الجيوسياسية لها تأثير كبير على البلدان الأفريقية".
ولفت غوتيريش في بيانه إلى أن "ما يقرب من نصف الصراعات الإقليمية أو الخاصة ببلد محدد والمدرجة على جدول الأعمال تتعلق بأفريقيا. وهي تتفاقم غالباً بسبب الطمع بموارد أفريقيا، التي تشكل أهمية بالغة للاقتصاد العالمي، وتنتشر وتتفاقم بسبب تدخل الجهات الفاعلة الخارجية".
وتابع قائلاً "تستضيف البلدان الأفريقية ما يقرب من نصف عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في حين تساهم بقوات خاصة بها في النقاط الساخنة العالمية على مر السنين"، لافتاً إلى أنّ "أكثر من 40% من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هم من الأفارقة".
وأكد البيان أن "الأجندة الجديدة للسلام هي التي أسهمت في إثراء المفاوضات بشأن ميثاق المستقبل، الذي من المقرر أن يتم اعتماده في قمة المستقبل التي ستعقد الشهر المقبل"، موضحاً أن "القمة توفّر فرصة بالغة الأهمية لإحراز تقدم بشأن هذه القضايا، والمساعدة في ضمان قدرة جميع البلدان على المشاركة بشكل هادف في هياكل الإدارة العالمية على قدم المساواة".
وختم بيان الأمين العام للأمم المتحدة بالقول "أحث جميع الدول الأعضاء على الحضور والمساهمة بآرائهم وأفكارهم حتى تكون الأصوات الأفريقية مسموعة، داعياً إلى "أخذ الأصوات الأفريقية والأفكار الأفريقية والمشاركة الأفريقية في الاعتبار بشكل كامل في مداولات المجلس وعمله".