الأمم المتحدة تندّد بالهجمات على الخرطوم: فظائع يومية تنتهك القانون الدولي
الأمم المتحدة تندّد بقصف سوق "قورو" الشعبي جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، أوّل أمس الأحد، في حين أشارت حصيلة غير رسمية إلى ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 40، والجرحى إلى 55.
ندّدت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بقصف سوق "قورو" الشعبي جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، أوّل أمس الأحد، في حين أشارت حصيلة غير رسمية إلى ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 40، والجرحى إلى 55.
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، كليمنتاين سلامي، إنّ "الهجمات العشوائية على المناطق السكنية في الخرطوم غير مقبولة على الإطلاق وتنتهك القانون الإنساني الدولي".
وأضافت سلامي، في منشور لها على منصة "إكس"، أنّ الهجوم الذي أدّى إلى مقتل وجرح العشرات في أحد الأسواق الشعبية في الخرطوم، ليس إلا "أحدث مثال على الفظائع اليومية التي يواجهها المدنيون في السودان"، وفق تعبيرها.
Indiscriminate attacks on residential areas of Khartoum are completely unacceptable and violate international humanitarian law.
— Clementine Nkweta-Salami (@CNkwetaSalami) September 11, 2023
The attack that killed and wounded dozens of people in a market on Sunday is just the latest example of the daily horrors that #Sudan's civilians face.
وكانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، قد أعلنت في بيان، أنّ عدد ضحايا القصف على سوق "قورو" في ضاحية "مايو" جنوبي الخرطوم، ارتفع إلى 43 قتيلاً والمصابين إلى 55.
وقد اتهمت قوات "الدعم السريع"، الجيش السوداني بالمسؤولية عن قصف ضاحية "مايو"، وتحدثت عن مقتل وإصابة العشرات.
لكنّ الناطق باسم الجيش السوداني، قال إنّ الحديث عن قصف طيران الجيش مدنيين جنوب الخرطوم هو "ادّعاءات مضلّلة وكاذبة من قوات الدعم السريع المنحلّة"، وفق تعبيره.
عبد العاطي: الاتحاد الأفريقي "انحرف تماماً" عن دوره القانوني
من جهته، أكد القيادي في مبادرة الوفاق الوطني "نداء السودان"، ربيع عبد العاطي، أنّ طريق التفاهم بين الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي، أو "إيغاد"، أصبح "صعباً جداً" في الآونة الأخيرة.
وأضاف أنّ الاتحاد الأفريقي بدأ "يميل نحو التمرد في مناطق محدّدة غرب البلاد منذ الساعات الأولى لاشتعال الحرب في السودان"، مشيراً إلى أنّ هذه "سابقة خطيرة جداً"، إذ لم تكن تلك المواقف معتادة من الاتحاد في العديد من "حالات التمرد" التي تكررت في القارة الأفريقية.
وتابع عبد العاطي: "ما حدث من الاتحاد الأفريقي هو مسألة مثيرة للشك، لأنّه لم يعد يعمل وفق نظامه الأساسي الذي يقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، إلى جانب عدم تحفيز أو تأييد وموالاة الذين يخرجون عن السلطة العامة في السودان أو في أي دولة أفريقية".
وأوضح أنّ الوضع "معقد جداً" بين الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي الذي "انحرف تماماً" عن دوره القانوني ونظامه الأساسي، مشيراً إلى أن هذا "التدخل من جانب الاتحاد في السودان يفقده استقلاليته واحترامه لنظامه الأساسي، وتأكد هذا الاتجاه عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية، الأمر الذي دفع المغرب للانسحاب".
البرهان للاتحاد الأفريقي: نحن في غنىً عن مساعدتكم
وطالب البرهان، في كلمة له نشرتها صفحة القوات المسلحة السودانية على "فيسبوك"، الاتحاد الأفريقي بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه من الأزمة في السودان، قائلاً: "رسالتنا للاتحاد الأفريقي بأنه إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنى عن مساعدتكم".
واستنكرت وزارة الخارجية السودانية، تصريحات الناطق الرسمي باسم مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمد الحسن لبات، ووصفت لغته بـ"الهابطة".
وكانت قوات "الدعم السريع"،قد كشفت، في بيان لها، في 3 أيلول/سبتمبر الجاري، عن لقاء جمع مستشارها السياسي عزت يوسف، بموسى فكي في أديس أبابا حيث بحثا "حل الأزمة في السودان وإيقاف الحرب"، وبعدها استنكرت وزارة الخارجية السودانية، لقاء فكي، مع المستشار السياسي لقائد قوات "الدعم السريع" في أديس أبابا.
يذكر أنّ رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أصدر مرسوماً دستورياً يقضي بحل قوات "الدعم السريع"، بسبب مخالفتها الأهداف والمهمّات والمبادئ لإنشائها، والواردة في قانون قوات "الدعم السريع"، عام 2017.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اشتباكات في مدن عدّة لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، وحصد النزاع نحو 7500 قتيل وفق أحدث أرقام لمنظمة "أكليد" غير الحكومية التي ترجح - كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية - أنّ تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك.
واضطر أكثر من 7 ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.