اقتصادي إسرائيلي: "إسرائيل" تتجه نحو التخلف مع تزايد أعداد الحريديم
التوقعات بأن يكون نصف المولدين في "إسرائيل"عام 2065 هم من الحريديم يقلق "اليسار" الإسرائيلي، ويهدد بحسب "هآرتس" الاقتصاد، وقد يؤدي إلى انهيار "إسرائيل".
ذكر البروفيسور الإسرائيلي والخبير في النمو الاقتصادي دان بن دافيد، أنّ "49% من جميع الأطفال المولودين في "إسرائيل" عام 2065، سيكونون من المتدينين (الحريديم)".
وقال إنّ "عدم وجود انخفاض كبير في معدل المواليد لدى الحريديم، مقابل عدم زيادة كبيرة في معدلات التعليم في الفئة الأرثوذكسية المتطرفة، يعني انخفاض عدد الطلاب الذين يدرسون المناهج الأساسية ثم يحصلون على شهادات جامعية، الأمر الذي سيؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي، وبالتالي سينهار".
وأضاف أنّ "إسرائيل ستصبح متخلفة، يعاني فيها نصيب الأسد من الجهل، لغياب منهج أساسي في المدارس الابتدائية".
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "هآرتس"، فإنّ "هذه البيانات التي توقعها بن دافيد، فإن الهاوية التي تتسع أمام إسرائيل تنبع بشكل أساسي من الفئة الأرثوذكسية المتطرفة".
كذلك أوردت "هآرتس" توقعات مشابهة لمدير برنامج الحريديم في "إسرائيل"، جلعاد ملاخ، الذي يرى أنّه في عام 2040، ستشغل الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة 23 مقعداً من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعداً، وترتفع إلى 25 أو 26 بحلول عام 2050 و 28 في عام 2060.
اقرأ أيضاً: من عزلة "الأتقياء" إلى امتيازات الحكم.. كيف أصبح الحريديم قوة سياسية؟
وفي وقت سابق، قال روغل آلفر في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنّ نسبة الولادات الحريدية مشكلة تُهدّد وجود "إسرائيل"، مضيفاً أنّ "الجمهور الحريدي يستخدم الولادات سلاحٍاً في حربه على الجمهور "العلماني" للسيطرة على إسرائيل، لذلك يخشى الجمهور العلماني التمدد الحريدي الحثيث".
وتبلغ نسبة الحريديم 13.6% من مستوطني كيان الاحتلال، ويتضاعف عددهم كل 10 أعوام، ومن المرجّح أن تكون نسبتهم عام 2028 أكثر من الخمس، وفي عام 2059 ستتخطى نسبتهم 34.6% من إجمالي عدد المستوطنينن.
ويبلغ متوسط عدد المواليد في الأسرة الحريدية 10 أطفال فما فوق. ويتزوج 85% من الرجال الحريديم من "المجتمع" نفسه، ولا يعمل 50% من هؤلاء، بل يقضون معظم أوقاتهم في المدارس الدينية، أمّا النساء فيخرجن للعمل في أماكن قريبة من سكنهن في المجالات المختلفة.
وتُشير أرقام نسبة الحريديم وتناميهم داخل الكيان الإسرائيلي، وحصولهم على عددٍ لا يستهان به من مقاعد الكنيست، إلى أنّ هناك تحولاتٍ عميقة في "إسرائيل" سيكون لها آثار على "المجتمع" نفسه المنقسم بين "متدين" و"علماني"، وكذلك سيعزّز الانقسامات داخل المؤسستين العسكرية والأمنية.
ولدى الحريديم اليوم أحزاب في الكنيست الإسرائيلي، أبرزها: "شاس" وهم اليهود الحريديم السفارديم (الشرقيون)، وحزب "يهودت هاتوارة" وهم الحريديم الأشكيناز (الغربيون).
وقد حصل "شاس" في الانتخابات الأخيرة، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على 11 مقعداً ضمن الكنيست، وهو يملك نفوذاً ليس بالهين من خلال مؤسساته التعليمية المنتشرة في الكيان الإسرائيلي.
ويتميّز هذا الحزب بموقفه الرافض تماماً لوقف الاستيطان، ويرفض أيضاً حتى مجرّد التفاوض بشأن مصير ووضع مدينة القدس المحتلة، ويطالب هذا الحزب الدول العربية بتعويض اليهود الذين هاجروا منها إلى "إسرائيل".
أما الحزب الثاني، فهو "يهودت هاتوارة"، الذي يرفض أيّ تفاوضٍ مع الفلسطينيين، ويُشكّل هذا الحزب حالياً ركناً أساسياً من أركان تحالف قوى اليمين "العلماني" التقليدي واليمين في نسخته الصهيونية الدينية. وحصل الحزب على 7 مقاعد في الانتخابات الأخيرة.
وتتمتع هذه الأحزاب أو الحركات بنفوذٍ كبير، وبقاعدة جماهيرية واسعة في أوساط المستوطنين الذين يُمثلون قاعدة صلبة لهذه الحركات المتطرفة.
وإحدى النقاط التي عززت الكراهية بينهم وبين "العلمانيين" الذين يعتبرون أنّ الحريديم عالة على "إسرائيل" لحصولهم على ميزانيات ضخمة، وفي المقابل لا يعملون ولا يخدمون في "الجيش".
ويحصل كل شاب يلتحق بالمعاهد الدينية على راتب شهري بواقع 4 آلاف شيكل (1140 دولاراً) طوال مدّة دراسته التي قد تصل إلى 3 أعوام، ثم تسقط عنه الخدمة العسكرية الإجبارية في "الجيش".
وكشفت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية في وقت سابق، أنّ نتنياهو وافق على أن تمنح الحكومة المقبلة 100 ألف شيكل (نحو 30 ألف دولار) لكل أسرة حريدية فقط، ترغب في شراء شقة سكنية.
هذا ورأى رئيس الموساد السابق تامير باردو أنّ "أكبر تهديد لإسرائيل هو الانقسام الداخلي".
وفي وقت سابق،تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن هذه الانقسامات قائلاً: "إنه "لن نكون بحاجة إلى حرب مع كيان الاحتلال نتيجة الانقسامات والتفكك الداخلي الذي يعيشه".