استمرار وصول المساعدات وعمليات الإغاثة ورفع الأنقاض في سوريا
عمليات الإغاثة في المناطق السورية المنكوبة من جراء الزلزلال مستمرة، والمساعدات الدولية والداخلية تتواصل. يأتي هذا بالتزامن مع تأجيل دخول مساعدات الهلال الأحمر السوري لمناطق سيطرة المعارضة بقرار من المسلّحين.
أفاد مراسل الميادين من حلب، بأنّ "مساعدات الهلال الأحمر السوري المقرر توجهها إلى مناطق سيطرة المسلحين تم تأجيلها بقرار منهم".
وكانت تقارير إعلامية أفادت أمس بأن مكتب الأمم المتحدة في دمشق، طلب أمس السبت، من الهلال الأحمر العربي السوري، تأجيل إدخال قافلة المساعدات لمحافظة إدلب السورية، والتي كانت مقرَّرة اليوم الأحد.
من جهتها، أكدت الحكومة السورية أنّها جاهزة لإدخال قوافل المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة من جرّاء الزلزال في الشمال الغربي لمحافظة إدلب، في أيّ لحظة، بعد فتح الطرف الآخر للمعابر والسماح لها بالدخول من أجل إغاثة متضررين الزلزال.
ووافقت الحكومة السورية، الجمعة، على ايصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها "بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري" وبدعم الأمم المتحدة.
هذا ويعتزم مجلس الأمن الدولي الاجتماع لبحث الوضع الإنساني في سوريا بعد تقييم الاحتياجات، فيما تتواصل الدعوات إلى التعجيل في فتح معابر حدودية إضافية مع تركيا لإيصال المساعدات.
تواصل الإمدادات الإغاثية
بالتزامن، أفاد موفد الميادين إلى حلب بأن طائرتين عراقيتين حطتا في سوريا ضمن الجسر الجوي الذي أعلنته بغداد لإغاثة منكوبي الزلزال. كما قال إنّ " قوافل الحشد الشعبي الإغاثية تتمركز في ملعب الحمدانية في حلب"، مشيراً إلى أن "القوة الجوية للجيش العراقي تساهم بشكل كبيرة في نقل المساعدات إلى سوريا".
وأفاد المتحدث باسم فريق الحشد الشعبي، أمس السبت، بأنّ قوافل المساعدات العراقية دخلت الأراضي السورية عبر معبر البوكمال. كما قال القيادي في الحشد الشعبي أبو علي الكوفي في حديثه للميادين، إنّه تم تسيير قافلة مساعدات إلى سوريا تضم مواد غذائية، وأنّ هذه القافلة لن تكون الوحيدة.
ووصلت إلى مطار اللاذقية الدولي اليوم الأحد، طائرة مساعدات بيلاروسية يرافقها نائب وزير الطوارئ البيلاروسي خودولييف الكسندر، والسفير المفوض فوق العادة البيلاروسي في دمشق يوري سليبا.
وفي تصريح لوكالة "سانا" أكد نائب وزير الطوارئ البيلاروسي، أنّ هذه الدفعة من المساعدات هي السابعة من بلاده لمنكوبي الزلزال في سوريا، وأنه سيكون هناك المزيد من الدفعات".
كذلك، وصلت إلى مطار دمشق الدولي اليوم الأحد، طائرة هندية ثانية محملة بالمساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال، بحمولة تصل إلى نحو 30 طناً من المساعدات.
داخلياً، انطلقت اليوم، قافلة مساعدات إغاثية من محافظة حمص إلى المتضررين من الزلزال في محافظات حلب واللاذقية. وتضم القافلة أكثر من 15 شاحنة يرافقها عدد من متطوعي الجمعيات للإشراف على عمليات التوزيع.
كذلك، تم تسيير دفعة مساعدات جديدة من السويداء إلى متضرري الزلزال بحماة إضافة إلى سيارة إسعاف وعيادة متنقلة مع طاقمهما إلى اللاذقية لمؤازرة جهود مديرية الصحة فيها، بحسب ما ذكرته وكالة "سانا".
وبرزت الجهود الشعبية في جميع المحافظات السورية وجهود المغتربين في الخارج لمساندة المتضررين من الزلزال الذي ضرب محافظات إدلب وحماه واللاذقية وحلب، والذي راح ضحيته المئات وآلاف الجرحى، ومئات المفقودين الذين ما زالوا تحت الأنقاض.
اقرأ أيضاً: سوريا: 55 طائرة إغاثية وصلت إلى البلاد لمتضرري الزلزال
عمليات الإغاثة مستمرة
ميدانياً، أكد مراسل الميادين أنّ "70% من بلدة جنديرس سوي بالأرض"، كما أشار إلى أن "بعض بلدات محافظة حماه شهدت دماراً كبيراً بفعل الزلزال".
وفي اللاذقية، أكدت موفدة الميادين أنّ فرق الانقاذ مستمرة في عملية انتشال ضحايا الزلزال من تحت الردم.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال، الذي ضرب سوريا، إلى أكثر من 4 آلاف شخص، ولا يزال كثيرون تحت الأنقاض حتى اللحظة بينما توشك عمليات البحث في أعقاب الزلزال المدمّر على اتمام أسبوعها الأول.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال زيارة لمدينة حلب في شمال غرب سوريا التي ضربها الزلزال، إنّه شعر بحزن كبير "لرؤية الظروف التي يواجهها الناجون، الطقس البارد ووصول محدود جداً إلى المأوى والطعام والماء والتدفئة والرعاية الطبية".
ووفق الأمم المتحدة، شرّد الزلزال ما يصل إلى 5,3 ملايين شخص في سوريا وحدها. وقالت ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا إنّ "هذا رقمٌ ضخم لدى شعبٍ يُعاني أساساً نزوحاً جماعياً".