ابن سلمان: لا ننظر إلى "إسرائيل" كعدو.. بل كحليف محتمل
وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، يصرّح لمجلة "أتلنتك" الأميركية بأنّ "الولايات المتحدة تعي ما ينبغي لها فعله من أجل تنمية مصالحها السياسية والاقتصادية معنا".
قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اليوم الخميس، إنّ بلاده "لا تنظر إلى "إسرائيل" كعدو، بل كحليف محتمل".
وأضاف ابن سلمان، في حوار مع مجلة "أتلنتك" الأميركية، أنّه "يمكن أن تكون "إسرائيل" حليفاً في عدد من المصالح، التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك، وحل مشاكلها مع الفلسطينيين"، وذلك بحسب وكالة الأنباء السعودية.
سمو #ولي_العهد يشير إلى: أننا ننظر إلى إسرائيل كـ "حليف مُحتمل" ولكن قبل ذلك عليها حل مشاكلها مع الفلسطينيين.#لقاء_ولي_العهد | #واس
— واس الأخبار الملكية (@spagov) March 3, 2022
سنستمر في المناقشات مع إيران
وأشار ابن سلمان إلى أنّ "إيران دولة جارة، وستبقى جارتنا إلى الأبد، وليس في إمكاننا التخلص منها، وليس في إمكانها التخلص منا"، مؤكّداً أنّ "من الأفضل أن نحل الأمور مع إيران، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش. وقمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات".
وشدد ابن سلمان على "أنّنا سنستمر في تفاصيل المناقشات مع إيران"، آملاً الوصول إلى موقفٍ يكون جيداً لكِلا البلدين، و"يشكل مستقبلاً مشرقاً للسعودية وإيران".
وأضاف أن "أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعَد خطيراً، سواء إيران أو أي دولة أخرى"، مضيفاً "أنّنا لا نودّ أن نرى ذلك، ولا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف، لأنه سيؤدي في النهاية إلى النتيجة ذاتها".
لدينا علاقات رائعة ومذهلة بقطر
وبشأن العلاقات السعودية القطرية، أكّد ابن سلمان أنّ "لدينا علاقات رائعة ومذهلة بقطر"، واصفاً أمير قطر بـ"الشخص والقائد الرائع"، و"كذلك الحال بالنسبة إلى قادة دول الخليج".
وأوضح أنّ "دول مجلس التعاون الخليجي لديها النظام نفسه والآراء السياسية ذاتها، بنسبة 90%، على ما أعتقد"، لافتاً إلى "أنّنا نواجه المخاطر الأمنية نفسها، والتحديات والفرص الاقتصادية ذاتها، ولدينا أيضاً المجتمع والنسيج الاجتماعي نفساهما".
ووفقاً لابن سلمان، فإنّ "هدف دول الخليج وتركيزها منصبّان على كيفية بناء مستقبل رائع".
لا يحق لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية
ورداً على سؤال بشأن إذا كان يريد أن يعرف الرئيس الأميركي جو بايدن شيئاً قد لا يعرفه عنه، أجاب ابن سلمان "ببساطة، إنّ هذا لا يهمني".
ولفت إلى أنّ "الولايات المتحدة تعي ما ينبغي لها فعله من أجل تنمية مصالحها السياسية والاقتصادية معنا"، مشيراً إلى أنّ "استثمارات السعودية في أميركا بلغت 800 مليار دولار".
وأكّد ابن سلمان، وفقاً لذلك، أنّه "كما لدينا فرصة في تعزيز مصالحنا مع واشنطن، لدينا فرصة في خفضها"، لافتاً إلى أنّ "الاستثمارات السعودية في الصين أقل من 100 مليار دولار، لكنها تنمو بسرعة كبيرة".
وتطرّق ابن سلمان، في مقابلته مع مجلة "أتلنتك" الأميركية، إلى الشأن الداخلي السعودي، قائلاً إنّه "لا يوجد شخص في هذا الكوكب يمتلك القدرة على إفشال رؤية المملكة 2030".
وأضاف "يمكنك إبطاؤها بنسبة 5%. هذا أكثر ما تستطيع فعله، لكن لا يستطيع أحد فعل شيء أكثر من ذلك"، مؤكّداً أنّه "لا يحق لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية، فهذا الأمر يخصّنا كسعوديين فقط".
وبحسب ابن سلمان، فإنّ "السعودية، يعيش فيها السنة والشيعة، في مختلف مذاهبهم، ولا يوجد احتكار للرأي الديني".
وأضاف أن "دولتنا قائمة على الإسلام، وعلى الثقافة القبلية، وثقافة المنطقة، وثقافة البلدة، والثقافة العربية، والثقافة السعودية، وعلى معتقداتها. وهذه هي روحنا"، مؤكّداً أنّ بلاده تسعى للتطوير بناءً على ما لديها من مقومات اقتصادية وثقافية.
جماعة "الإخوان" أدّت دوراً ضخماً في صناعة التطرف
أمّا بشأن جماعة "الإخوان المسلمين"، فاعتبر ابن سلمان أنّها "أدّت دوراً ضخماً في صناعة التطرف، وأنتجت ابن لادن والظواهري".
وتابع أنّ "جماعة الإخوان المسلمين تؤدي دوراً كبيراً وضخماً في خلق كل هذا التطرف، وبعضهغا يُعَدّ جسراً يودي بك إلى التطرف"، ورأى أنّه "عندما تتحدث إلى قادتها، لا يبدون كأنهم متطرفون، لكنهم يأخذونك إلى التطرف".
وقال ابن سلمان إنّ "المتطرفين اختطفوا الدين الإسلامي وحرّفوه، بحسب مصالحهم، ويحاولون جعل الناس يرون الإسلام على طريقتهم. والمشكلة هي انعدام وجود من يجادلهم ويحاربهم بجدية".