إعلام إسرائيلي: مفهوم العائق على حدود غزة "انهار".. لم نتوقع اختراق "حماس"
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إنه كان يوجد فهم لدى الاحتلال بأنّ الجدار الذي بُني على حدود غزة سيعرقل أي قوة ستحاول الاختراق براً، إلا أنّ هذا الفهم تلقّى صدمة يوم السبت الماضي.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ قيادة "الجيش" الإسرائيلي لم تأخذ بالحسبان على مرّ السنين الماضية إمكانية توغّل قوات النخبة لحركة "حماس" إلى المستوطنات بهذا الحجم الكبير وبهذا المستوى.
ونقل محلل الشؤون العسكرية في موقع "والاه"، أمير بوحبوط، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنّ الفهم لدى "الجيش" الإسرائيلي كان بأنّ الجدار الذي بُني على حدود القطاع "سيعيق بصورة مهمة كل قوة ستحاول الدخول براً ومن تحت الأرض".
وأكد بوحبوط أنّ "هذا الفهم تلقّى واقعاً آخر يوم السبت الماضي"، موضحاً أنه "على مرّ السنين، كان الجيش الإسرائيلي مستعداً لتوغل من أرض العدو إلى إسرائيل، خصوصاً من الأراضي اللبنانية إلى مستوطنات خط التماس المحاذية للسياج".
وبحسب ما تابع، فقد نسبوا في "الجيش" أهمية كبرى لقوة الرضوان (وحدة النخبة في حزب الله)، فيما أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أنّ "سيناريوهات مشابهة طُرحت في الجنوب أيضاً (غزة)، لكن لم تؤخذ بالحسبان إمكانية توغّل قوات النخبة لحماس إلى المستوطنات بهذا الحجم الكبير، ولا بهذا المستوى".
وقالت المصادر إنّ التقدير الكبير كان بأنهم سيحاولون الوصول إلى الدوريات على الحدود في قطاع غزة والمواقع القريبة وليس إلى المستوطنات. التقدير الإضافي، كان بأنه "إذا ما خططت حماس شيئاً في المدى الزمني المباشر فإننا سنتلقى حداً أدنى من الإنذار وسنستعد بما يتلاءم".
المصادر الأمنية أشارت إلى أنه كان هناك فهم بأنّ الجدار الذي بُني على حدود غزة سيعرقل بصورة مهمة أي قوة ستحاول الاختراق براً، ومن تحت الأرض مع جدار ضد الأنفاق، وهذا سيمكّن "الجيش" الإسرائيلي من احتواء المقاتلين عند خط التماس.
وأضافت أنّ "نقاطاً فولاذية بُنيت في خط خلف الحدود ضمن الأحراج القريبة. نقاط كان من المفترض أن يهرع إليها المقاتلون على الأرض من أجل صدّ الهجوم. لكن هذا كان يجب أن يكون تبعاً لإنذار في الوقت المناسب كي يتمكنوا من الاستعداد".
وسائل إعلام إسرائيلية: "نحو ثلث سكان #عسقلان قد غادروا.. ما زالوا يتلقون وابلاً من الصواريخ والحكومة لا تساعد".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 13, 2023
#غزة #فلسطين #الثورة_الكبرى #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/dkMAA3u6I2
ووفق المصادر، ففي يوم السبت (الماضي)، "كل شيء جرى ضمن مفاجأة مطلقة، كما شلّوا المراصد بقصف مسيّرات".
وأكد بوحبوط أنّ الأدلة على الأرض أظهرت أنّ "حماس" نجحت في الحفاظ على مستوى عالٍ جداً من السرية، فيما لم يستوعبوا في "الجيش" الإسرائيلي على مر السنين أنها في خططها ستهرول إلى بيوت المستوطنين.
وفق إفادات جنود الاحتلال، كان المقاتلون يتجولون مع أجهزة "تابلت" مربوطة بأرجلهم، على ما يبدو مع خرائط ديجيتال مكّنتهم من الملاحة من الجو (للذين هبطوا بطائرات شراعية) وعلى الأرض.
بدوره، أوضح مصدر عسكري إسرائيلي أنّ مقاتلي حماس "عرفوا المكان الدقيق للقواعد في كل المنطقة، بما فيها قاعدة استخبارية".
من جهتها، أفادت مصادر عسكرية في المنطقة الجنوبية بأنّ "مقاتلي حماس تجوّلوا مع خرائط مطبوعة عليها أهداف. عرفوا بالضبط إلى أين يتجهون. الوصول السريع من قطاع غزة إلى الأهداف في المدن المختلفة وفي القواعد أثبت أنهم درسوا عميقاً مسار سيرهم أو طيرانهم. لم نسمع أبداً عن مستوى جاهزية كهذا ودقة لدى قوات النخبة".
كذلك، أكد بوحبوط أنّه "حتى الساعة لم تنجح الجهات الأمنية الإسرائيلية على الأرض في التأكد من الزعم بأنّ المقاتلين استخدموا أجهزة تشويش على الـGPS والاتصالات، لكن لا أحد أيضاً يستبعد هذه الإمكانية كونه يمكن اليوم الشراء من شبكات البيع أجهزة بسيطة، لكن قوية، اكتُشفت لدى حماس في عملية حارس الأسوار".
خرائط للمستوطنات والمواقع وطرق التسلل.. كيف تفاجأ "الجيش" الإسرائيلي بما وجده في جعبة مقاتلي #حماس؟#طوفان_الأقصى #فلسطين #غزة pic.twitter.com/pUjYEy4mwY
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 14, 2023
يأتي ذلك فيما لا يزال المسؤولون الإسرائيليون يتبادلون الاتهامات، محمّلين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مسؤولية الإخفاق الذي أدّى إلى عملية "طوفان الأقصى".
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي في الأيام الماضية عن "الصدمة" التي تعيشها المؤسسة الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال، في إثر الفشل الاستخباراتي الذريع الذي ظهر السبت الماضي، مع معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال.