إعلام إسرائيلي: الوضع الأمني ليس على رأس أولويات حكومة نتنياهو

وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن التهديدات المتعددة الساحات التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي، وتشير إلى أنّ الوضع الأمني - الاستراتيجي ليس على رأس أولويات حكومة نتنياهو.

  • إعلام إسرائيلي: الوضع الأمني الاستراتيجي ليس على رأس أولويات الحكومة
    رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، عن التهديدات المتعددة الساحات التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنّ حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو لديها أولويات أخرى.

وكتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" طال ليف رام أنّ "الأرض تشتعل، والتهديد المتعدد الساحات ملموس، والأزمة في الجيش تتعمق، لكن الحكومة لديها أولويات أخرى"، مضيفاً أنّ "صورة الوضع الأمني خطرة، وهذا ما يقوله مسؤولو المؤسسة الأمنية والعسكرية".

وأشار إلى أنّ "الإيرانيين مستمرون في وتيرتهم نحو مساحة الحصانة النووية"، لافتاً إلى وجود تهديدٍ ملموس بتدهورٍ أمني، فيما يعاني "جيش" الاحتلال أزمة داخلية عميقة في جهاز الاحتياط، والتي يمكن أن تتسرب بسرعة إلى "الجيش" النظامي أيضاً. 

وقال: "في محور التعاون القائم بين إيران وحزب الله وحماس، يشخّصون الأزمة الداخلية بأنّها فرصة لضرب إسرائيل"، مؤكداً أنّ هذا لم يعُد مجرد خطاب تهديدات.

ولفت إلى أنّ عدد الأحداث التي وقعت مؤخراً، العلنية والأقل علنية، يشير إلى أنّ "المحور المعادي لإسرائيل يفحص الحدود والفرص الجديدة"، موضحاً أنّ توتر شهر رمضان والطريقة التي ستعبره بها "إسرائيل" هما مجرد حلقة واحدة وصغيرة من أشهرٍ صعبة لا تزال تنتظر الاحتلال.

وأشارت "معاريف" إلى أنّ التوتر يرتفع في شهر رمضان عادةً، وهذه المرة "المؤسسة الأمنية والعسكرية مقتنعة بأنّ الوضع هش والتهديد الأمني ملموس، إذ إنّ عدد الإنذارات الأمنية مرتفع بوجهٍ خاص".

تضاف إلى ذلك "أزمة عميقة في العلاقات مع الأميركيين"، فعلى المستوى الدبلوماسي "الضرر وقع، وقد يؤثر أيضاً في المحور الأمني – العسكري"، بحسب الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ للأميركيين مصالح كثيرة في التعاون الأمني مع "إسرائيل"، لكن العلاقات مع "صديقة حقيقية" هي أيضاً شريكة إستراتيجية كبرى ستتقوّض بالتدريج.

اقرأ أيضاً: "هآرتس": واشنطن سئمت من نتنياهو.. وتصريحاتها ستتحول إلى أفعال

وأوضحت أنّ هذه العلاقة ستضعف، ليس مع الأميركيين فحسب، بل مع حلفاء إضافيين في دول الاتحاد الأوروبي أيضاً.

وأكدت أنّ "كلّ المؤشرات تدلّ على برودة في العلاقات منذ إقامة حكومة يمين – يمين في إسرائيل"، مشيرةً إلى أنّ "نتنياهو، الذي وضع توسيع اتفاقات أبراهام وتحقيق اتفاق تطبيعٍ تاريخي ومهم مع السعودي كهدفٍ مركزي خلال ولايته، اضطر إلى أن يكتفي حالياً بإحصاء الأضرار مع الدول التي وقّعت، فيما السعوديون هربوا باتجاه الإيرانيين". 

واعتبرت الصحيفة أنّه في أيامٍ عادية، كان من المفترض أن تنهمك المؤسسة الأمنية والعسكرية بالتحديات الكبرى مثل إيران ولبنان والساحة الفلسطينية، وتعزيز التعاون مع "دول صديقة".

وأضافت: "لكنها ليست أياماً عادية، وأزمة الاحتياط التي تتأثر مباشرةً بالشرخ المتسع في المجتمع الإسرائيلي، تأخذ الكثير من اهتمام ووقت هيئة الأركان العامة ومن قادة ميدانيين كبار"، مشيرةً إلى أنّ رئيس الأركان "يحاول إبعاد الأزمة من صفوف الجيش، لكنها مهمة مستحيلة".

وبحسب "معاريف"، فإنّ الأزمة أعمق وأكبر من ألا تؤثر في "الجيش" وجهاز الاحتياط، لافتةً إلى أنّ "قادة الجيش يفهمون أنّ العملية يمكن أن تتغلغل بسرعة في الجيش النظامي". 

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الخميس، أنّ رئيس "الشاباك" رونين بار حذّر نتنياهو من التهديدات الأخيرة التي تعيشها "إسرائيل". وقال بار لنتنياهو خلال اجتماعهما إنّ تقارب التهديدات يؤدي بـ"إسرائيل" إلى "مكان خطر".

يأتي ذلك بعدما أكّد رئيس حكومة الاحتلال، أمس، تصميم حكومته على المضيّ قدماً في التعديلات القضائية.

وتستمر الاحتجاجات ضدّ التشريعات القضائية التي رفض نتنياهو لتأجيلها، بالتزامن مع تصديق الهيئة العامة للكنيست، أمس، في القراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون يمنع عزل رئيس حكومة من منصبه، والإعلان عن تعذّره عن القيام بمهامه، وهو القانون الذي يُحصّن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يُحاكم بتهم فساد وخيانة الأمانة.

اقرأ أيضاً: يشغلون مناصب مركزية.. 100 ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي يمتنعون عن الخدمة

تتصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بشأن مسألة التعديلات القضائية، فيما تتسع دائرة الاحتجاج ويتنامى القلق لدى الإسرائيليين من وصول الأمور إلى حرب أهلية أو تداعيات أمنية مختلفة.

اخترنا لك