إعلام إسرائيلي: إغلاق ملف مريفان النووي الإيراني له تداعيات خطرة على "إسرائيل"

بُعيد إغلاق الوكالة الدولية للطاقة النووية ملف مريفان المتعلق بالملف النووي الإيراني، الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن لحظات حاسمة ومقلقة وتهديد لـ"إسرائيل" والخشية من إبرام اتفاق نووي مرحلي بين طهران وواشنطن.

  • "إسرائيل" تأهبت بعد إغلاق الوكالة الدولية للطاقة النووية ملف منشأة مريفان النووية

قال مصدر سياسي لصحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية إنّ "الاتفاق المتبلور بين الولايات المتحدة وطهران للرقابة على تخصيب اليورانيوم، إلى جانب التقارير عن استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران، وإغلاق الوكالة الدولية للطاقة النووية لملف مريفان، يزيد الاستنفار في إسرائيل". 

وأضاف المصدر السياسي أنّ إغلاق هذا الملف قد تكون له تداعيات خطرة على "إسرائيل".

ورأت وزارة خارجية الاحتلال في وقت سابق أنّ إغلاق الوكالة الدولية للطاقة النووية ملف مريفان "مقلق جداً" و"يُلحق الضرر الشديد بمصداقية الوكالة ومهنيتها"، بحسب قولها.

تأتي المخاوف الإسرائيلية بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أيام إغلاق التحقيق في المنشأة النووية "المشتبه فيها" في إيران، والتي تحدث عنها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه في أيلول/سبتمبر 2019.

وفي تقرير جديد وزّعته على أعضاء أمناء المنظمة، ذكرت الوكالة أنّ "إيران قدّمت تفسيرات محتملة لجزيئات اليورانيوم التي تمّ العثور عليها في موقع مريفان غير المعلن عنه في جنوب طهران"، مشيرة إلى أنّه ليس لديها أسئلة مفتوحة بشأن هذه المسألة، وذلك قبل أيّام من اجتماع لمجلس محافظي الوكالة.

وتعليقاً على هذا الإعلان، كتب الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد في تغريدة في "تويتر" أنّ "قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكّل ضربةً قاسية لإسرائيل، لأنّ المعلومات التي قدّمتها أدّت إلى فتح التحقيق، كما يغلق القرار أحد أهم التحقيقات المفتوحة ضد إيران في السنوات الأخيرة".

من جهته، قال وزير الخارجية إيلي كوهِن في مقابلة مع الصحيفة النمساوية الأوسع انتشاراً "KRONEN ZEITUNG"، إنّ "خطر إيران لا يتمثل فقط بتقدمها النووي، بل بدعمها أيضاً لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى، وكذلك تقدمها في مجال الصواريخ البعيدة المدى".

وكان وزير الأمن يوآف غالانت قد حذّر في وقتٍ سابق من أنّ "المخاطر الماثلة أمام إسرائيل تتعاظم"، مشيراً إلى أنّ "المهام ثقيلة والتحديات كبيرة"، مردفاً: "الواقع الذي نحن فيه معقّد".

وقبل أيام، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود مخاوف لدى الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق نووي مرحلي بين إيران والغرب.

وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية يوني بن مناحيم عبر تويتر إنّ  "إسرائيل تقدر باحتمال كبير أن هجوماً إسرائيلياً على منشآت النووي في ايران سيؤدي الى معركة متعددة الجبهات لإيران" مشيراً إلى أنّ "إسرائيل تخشى أن تجري الولايات المتحدة اتصالات سرية مع ايران للتوقيع على اتفاق نووي جديد ومؤقت من دون موافقتها".

وأشار مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان"، ميخائيل شتاين، إلى أنّ "الخشية الكبرى هي أنه نوع من اتفاق مرحلي، أي بمعنى اتفاق يبقي بحوزة إيران قدراتها النووية ويثبت الإنتاج الحالي"، مضيفاً: "في المقابل، الولايات المتحدة ترفع جزءاً من العقوبات. وعملياً، تمكن إيران من الازدهار الاقتصادي مرة أخرى أيضاً من الجانب الأميركي والأوروبي".

وكان محلل الشؤون العسكرية في القناة "الـ 13"، ألون بن دافيد، قد رأى أنّ مجموعة الخيارات المطروحة أمام "إسرائيل" مقلصة ومحدودة جداً، فهي ستستمر فقط بالقيام بعمليات سرية وبجمع معلومات استخبارية وبتنفيذ أعمال تخريب تعوق إيران وبرنامجها النووي، كما أنها ستستمر في بناء خيار عسكري يعتمد كثيراً على الدعم الأميركي الذي سيكون من الصعب جداً على "إسرائيل" مواجهة إيران نووية من دونه.

اقرأ أيضاًَ: إعلام إسرائيلي: إيران تخلق معادلة "أنتم تؤذوننا نحن نؤذيكم"

وبحسب "إسرائيل هيوم"، فإنّ إدارة الرئيس جو بايدن تحاول في هذه الأيام استئناف اتفاقٍ نووي جديد مع إيران، مشيرة إلى أنّ "الولايات المتحدة تريد تجنّب اللحظة التي تكون فيها ملزمة بالقيام بعملية عسكرية ضد إيران. لذلك، فإنها تفضّل دفع ما يشبه اتفاقاً مرحلياً يبطئ خطوات التقدم الإيراني في الملف النووي". 

وكانت مصادر سياسية في إيران أكّدت في آذار/ مارس الماضي أنّ "دبلوماسيين إيرانيين وأوروبيين التقوا في النرويج لإجراء محادثات تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي"، كاشفةً أنّ المناقشات "جرت في أوسلو".

ومنذ بداية الحديث عن إحياء الاتفاق النووي، تشدّد طهران على 4 قضايا أساسية، هي: الضمانات بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن إيران، والتحقق من حدوث هذه الأمور، وإغلاق ملف الادعاءات السياسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اخترنا لك