إعلام إسرائيلي: واشنطن تدعو "تل أبيب" إلى عدم التصعيد في رفح خلال شهر رمضان

الإعلام الإسرائيلي يفيد بأنّ الإدارة الأميركية بعثت رسالة إلى "إسرائيل"، تدعوها فيها إلى عدم شنّ أي عملية عسكرية في رفح، خلال فترة شهر رمضان، مشيرةً إلى أنّ ذلك قد يؤدّي إلى تصعيد إقليمي.

  • صورة فضائية أصدرتها شركة
    صورة فضائية أصدرتها شركة "Planet Labs PBC" في 31 كانون الثاني/يناير 2024 لمحافظة رفح المكتظة بالسكان الفلسطينيين

بعثت الإدارة الأميركية رسالة إلى "إسرائيل" في الأيام الاخيرة، تدعوها فيها إلى عدم شنّ أي عملية عسكرية في رفح، خلال فترة شهر رمضان، بحسب ما أفاد به الإعلام الإسرائيلي.

وقال المعلق السياسي في قناة "كان" الإسرائيلية، عميحاي شطاين، إنّ "هذه الرسالة الأميركية القاطعة، تعبّر عن خشية الأميركيين من أن تعمل إسرائيل في رفح خلال رمضان، إذ إنّ الخطوة لن تؤدّي إلى تصعيد في قطاع غزة فقط، بل ستؤدي إلى تصعيد إقليمي".

وأشار شطاين إلى أنّ عدة دول عربية بعثت إلى "إسرائيل" رسالة أيضاً، تدعوها فيها إلى عدم التصعيد في غزة خلال فترة شهر رمضان.

لذلك، "يقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إنّ العملية في رفح يجب أن تبدأ قبل بدء شهر رمضان، بسبب الرسائل من الولايات المتحدة ومن دول عربية"، وفق المعلق السياسي الإسرائيلي. 

يأتي ذلك بعد أن قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنّه "أمر الجيش بتطوير خطة مزدوجة لإجلاء المدنيين من رفح، وبدء عملية عسكرية في المدينة".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ "جيش" الاحتلال "صدّق على عملية عسكرية في رفح"، مشيرةً إلى أنّ "الاستعدادات للعملية بدأت قبل أسابيع. ووافق الجيش فعلاً على خطة تتضمن ضرورة إجلاء النازحين".

في المقابل، فإنّ إكثار نتنياهو من ترداد عبارة "تحقيق النصر المطلق" قابله خلاف مع "الجيش" بشأن تعقيدات الهجوم على رفح. وترافق ذلك مع تشكيك إعلامي واسع في قدرة نتنياهو على الوفاء بهذا الوعد. 

وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن أنّها لن تدعم أي عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح. وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمرة الأولى منذ بدء العدوان، إنّ "طريقة الرد الإسرائيلي في غزة تجاوزت السقف". 

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنّ زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، "كشفت عمق الخلاف مع نتنياهو وانعدام الثقة وقلة صبر الإدارة الأميركية تجاهه". 

تحذيرات عربية

أمّا عربياً، فـ"أرسلت مصر تحذيرات إلى إسرائيل من أنّ أي عملية برية في رفح ستؤدي إلى تعليق فوري لمعاهدة السلام بين البلدين"، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مسؤولين مصريين اليوم. 

وقال المسؤولون المصريون للصحيفة "إن وفداً مصرياً زار تل أبيب، يوم الجمعة، من أجل إجراء محادثات مع نظراء لهم إسرائيليين، بشأن الوضع في رفح".

وحذرت السعودية، أيضاً، في وقتٍ سابق اليوم، في بيان صدر عن خارجيتها، من "تداعيات بالغة الخطورة" لاقتحام القوات الإسرائيلية مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واستهدافها، مؤكّدةً أنّ رفح هي الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح".

ووفقاً لبيان وزارة الخارجية السعودية، فإنّ الرياض تؤكّد رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيل المدنيين من رفح قسراً.

بدوره، حذّر الأردن، اليوم السبت، من خطورة إقدام "جيش" الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزّة، والتي تؤوي عدداً كبيراً من الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذٍ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

ورفض الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، سفيان القضاة، بصورة مُطلقة، تهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب على القطاع، والتوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار، يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكنهم، ووصول المساعدات إلى أنحاء القطاع كافة.

من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية الإماراتية من "إقدام إسرائيل على عملية عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين"، مجددةً إدانتها أي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضاً: هاليفي لنتنياهو: العملية السياسية في رفح قبل العسكرية

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك