"إسرائيل" والتعاون الإيراني – الروسي: قلق وتحريض
تطور "الحلف" بين موسكو وطهران، سبّب قلقاً كبيراً في "إسرائيل" التي قامت بالتحريض ضد إيران لدى عدة دول غربية، حيث قامت بتزويدها ملف استخباراتي يتعلق بعمليات نقل أسلحة من إيران إلى روسيا.
التعاون الذي يزداد متانة بين إيران وروسيا، سبّب قلقاً كبيراً في "إسرائيل" التي قامت بالتحريض ضد إيران لدى عدة دول غربية، حيث قامت بتزويدها ملف استخباراتي يتعلق بعمليات نقل أسلحة من إيران إلى روسيا. وفي دلالة على مستوى القلق المرتفع في "إسرائيل"، أعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن قلقهم من أن تسمح روسيا لإيران بمزيد من حرية العمل في سوريا مقابل المساعدة العسكرية التي تحصل عليها من طهران.
تطور "الحلف" بين موسكو وطهران، "السيء بالنسبة لإسرائيل على جميع المستويات"، وفقاً لمعلقين إسرائيليين، تستفيد منه إيران من عدة جوانب، فهي تحصل من روسيا على دعم "غير مسبوق"، عسكري وتقني، وتستفيد من ذلك لتطوير صواريخها الباليستية وأنظمة دفاعاتها الجوية، وتحسين مسيراتها.
التعاون الروسي – الإيراني سيّء لإسرائيل
في دلالة على القلق المتزايد في "إسرائيل" من ازدياد التعاون الإيراني – الروسي، أفادت القناة الـ 13 الإسرائيلية، بأن الجهات الأمنية في "إسرائيل" تتابع بقلق التحالف الذي يتوثّق بين إيران وروسيا، في ظل استمرار القتال في أوكرانيا. وهي زودت في الأسابيع الأخيرة، عشرات الدول الغربية بملف استخباري بشأن عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى روسيا، وفقاً لمحلل الشؤون السياسية في موقع "واللا" الإخباري، باراك رابيد، الذي أضاف أن مسؤولين إسرائيليين أعربوا عن أملهم في أن يؤدي الاهتمام الدولي بموضوع إعطاء إيران روسيا أسلحة إلى زيادة الضغط على طهران.
ولفت رابيد أيضاً إلى أن مسؤولين إسرائيليين كبار قالوا إنهم قلقون من أن تسمح روسيا لإيران بمزيد من حرية العمل في سوريا مقابل المساعدة العسكرية التي تحصل عليها من إيران.
وفي هذا السياق، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن تزايد الحديث عن تلقي إيران المزيد من الدعم الروسي يُثير القلق في إسرائيل، ليُضيف المراسل العسكري نوعام أمير، في موقع "مكور ريشون"، أن كثرة الثرثرة بأن الحرب بين الروس والأوكرانيين غير مرتبطة بإسرائيل، لا تخفي الحقيقة بأن هذه الحرب شديدة الارتباط بإسرائيل، لأن انتصار بوتين فيها، سيجعله يدير ظهره للجميع، ومنهم إسرائيل، وسيكون "مدينا فقط لطهران". القناة الـ 13 حذّرت من جهتها بأنه كلّما أصبح وضع بوتين أسوأ في أوكرانيا، كلّما أصبح التقارب مع إيران أكثر أهمية، وأكثر إثارة للقلق.
وفي تعداد لأوجه القلق الإسرائيلي، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ياكي ديان، للقناة الـ 13، إن الحلف الروسي – الإيراني سيّء لإسرائيل في الكثير من المستويات، إذ قبل كل شيء، يوجد الطائرات الحربية التي يفترض أن تزود روسيا إيران بها؛ كما يوجد صواريخ الدفاع الجوي "أس 400" الإشكالية.
معلق الشؤون العسكرية في موقع "واينت"، رون بن يشاي، رأى من جهته، أن الطائرات الإيرانية الانتحارية المسيّرة التي ستحسّنها موسكو، بعد استخدامها، قد تصل إلى حزب الله. كما أن الإيرانيين سيتمكنون من إجراء هندسة عكسية لصواريخ مضادة للدبابات تشبه "جافلين"، التي حصلوا عليها من موسكو، لنقلها لاحقا إلى حزب الله في لبنان والجهاد الإسلامي وحماس في قطاع غزة. يشاي قال إن استخدام الروس لصواريخ إيرانية من نوع "فاتح 110" أو "ذو الفقار" في أوكرانيا، مقلق أيضا لإسرائيل، لأن الروس سيشاركون الإيرانيين الدروس التي تعلموها، وعندها سيقوم الإيرانيون بتحسين دقة صواريخهم وقوتها.
وأضافت الصحافي في القناة الـ 13، نداف بيري، أن ما يُقلق إسرائيل ليس فقط "التصدير الصناعي" للمسيرات الانتحارية، بل نقل أنظمة دفاعية جوية من شأنها أن تُصعّب كثيراً عمل سلاح الجو الإسرائيلي في إصابة أهداف داخل إيران.
الساحة السورية
موضوع إضافي مُثير للقلق في إسرائيل من التعاون الروسي – الإيراني، هو إمكانية طلب الإيرانيين من الروس التغاضي عن التمركز الإيراني في سوريا، والعمل على إيقاف خطوات إسرائيل لاستهداف أسلحة من المفترض أن تصل إلى حزب الله، بحسب مراسل الشؤون العربيّة في القناة الـ 13، حيزي سيمنتوف.
وفي هذا السياق، حذر بن يشاي، من أن بوتين "اليائس"، قد يطلب من إسرائيل الحدّ من ضرباتها الوقائية في سوريا. وهذه "معادلة إشكالية جداً بالنسبة لإسرائيل على كلّ المستويات"، بحسب ياكي ديان.
وتعليقاً على هذا الأمر، قدّر مسؤولون في المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، بحسب موقع "واينت"، أن الطلب الروسي (بإيقاف الأنشطة الإسرائيلية في سوريا) لن يحصل، لأن الروس يعلمون جيداً أن "حرية العمل الجو في سماء سوريا ولبنان تعتبرها إسرائيل مصلحة قومية – أمنية حيوية، وبالتالي ستعمل على الحفاظ عليها بكل الطرق والوسائل الممكنة. وإذا فشلت الدبلوماسية - لا خيار حينها سوى اللجوء إلى وسائل عسكرية أيضاً، بما في ذلك مواجهة مباشرة ومدمرة مع القوات الروسية على الأراضي السورية".
وما يزيد الخشية الإسرائيلية من ازدياد التعاون الإيراني – الروسي، وفقاً للقناة الـ 13، هو أن "إسرائيل ليست مجرد دولة موجودة في الجانب الغربي فحسب، بل هي دولة تُسيطر على مجالها الجويّ صواريخ أس إي 300 الروسية الموضوعة في سوريا، بحيث أن الطائرة التي ترتفع من رمات دافيد، تكون في المرمى (منذ إقلاعها)".
وتحدث بن يشاي عن مجال آخر بدأت فيه روسيا بمساعدة الإيرانيين، هو "إعادة إنشاء القوة الجوية الإيرانية المأهولة"، إذ تدرس روسيا بيع إيران مروحيات هجومية وحربية وأنظمة دفاع جوي متطورة تجعل من الصعب للغاية مهاجمة أهداف في إيران من الجو.
بن يشاي لفت أيضاً إلى أنهم في الغرب وإسرائيل، يقدّرون أنه "من المحتمل جدًا أن تساعد روسيا في المستقبل إيران في الحصول على قدرات جمع معلومات استخبارية، وإنتاجها من الفضاء والأرض".