إردوغان يكشف رغبة تركيا في عودة علاقاتها بدول الخليج "من دون تمييز"
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يزور قطر لتوقيع عدد من الاتفاقيات، ويصرح عن رغبة بلاده في إعادة إحياء العلاقات التركية الخليجية.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين رغبته في تطوير علاقات أنقرة مع دول الخليج "من دون تمييز" قبل أن يسافر إلى قطر في زيارة تمتدّ على يومين.
وأكّد خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول قبل سفره، أنه سيواصل تطوير العلاقات مع الخليج من دون أي تمييز، في إطار مصالح بلاده المشتركة والاحترام المتبادل، مضيفاً: "نرحّب بإعادة فتح الحوار والجهود الدبلوماسية لتجنّب سوء التفاهم في منطقة الخليج".
كما أشار في حديثه إلى أن الحصار والعقوبات المفروضة على قطر رُفعت منذ مطلع العام، وفي الوقت الحالي، عاد التضامن بين دول الخليج، وقال إنه سيزور أبو ظبي في شباط/فبراير.
والتقى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الاثنين نظيره القطري قبيل زيارة إردوغان للدوحة، حينها أوضح الوزير القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك أن قطر تتطلع لفرص تكشف عنها التحديات الاقتصادية التي تواجهها تركيا، مشيراً إلى أنه من المقرر أن توقع قطر عشرات الاتفاقات مع تركيا وأن تستثمر بكثافة فيها.
من جهته، لفت تشاووش أوغلو إلى أن أنقرة لا تعتزم طلب مساعدات مالية من قطر قائلاً: "لم نأت إلى قطر لنطلب منهم إرسال أي أموال بعينها، نحن هنا فقط لبحث تحسين علاقاتنا".
من ناحية أخرى، من المقرر وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الدوحة الأربعاء، وعلقت قطر أن توقيت الزيارتين مجرد مصادفة، مع توارد معلومات حول إمكانية عقد لقاء بين ابن سلمان وإردوغان.
يشار إلى أن هذا اللقاء سيكون أول اجتماع مباشر بين الاثنين بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018، كما أن السعودية فرضت مقاطعة غير رسمية على الواردات التركية مع تأثر التجارة بين البلدين بالتوترات السياسية.
كما شهدت الأسابيع الماضية وصول ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، إلى أنقرة، في إطار زيارة رسمية بدعوة من الرئيس التركي، وأعلنت الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، للتركيز على الاستثمارات الاستراتيجية ومنها في قطاعي الطاقة والصحة.
وبدأ التوتر بين تركيا والامارات العربية المتحدة منذ سنوات، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد إردوغان في تموز/يوليو 2016، واتهم الرئيس التركي آنذاك الإمارات بالمساهمة فيها، ووصف بن زايد بأنه "العدو الأكبر لتركيا".
يذكر أن تركيا تواجه ارتفاع التضخم وأزمة عملة في أعقاب سلسلة من قرارات خفض أسعار الفائدة، حيث انخفضت الليرة التركية بنحو 50% منذ بداية العام، وكان يتم تداول العملة التركية في بداية 2021 عند 7.4 ليرة للدولار، وفي 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تراجعت الليرة بنسبة 16% مسجلة مستويات قياسية متدنية.