أكاديميون وباحثون: استغلال "إسرائيل" لرواية الهولوكوست ضد غزة إخفاق فكري وأخلاقي
باحثون في الهولوكوست ومعاداة السامية من مؤسسات مختلفة يعبّرون عن فزعهم وخيبة أملهم إزاء استحضار القادة السياسيين والشخصيات العامة البارزة لدى الاحتلال ذكرى المحرقة لتفسير الأزمة الحالية في غزة.
وقع مجموعة من الأكاديميين الباحثين في تاريخ الهولوكوست، عريضة تدين "إساءة استخدام ذاكرة الهولوكوست" في الحرب الحالية على غزة، مؤكدين أنها "تشوه بشكل خطير أسباب العنف".
وذكرت العريضة أنّ الموقعين عليها هم "باحثون في الهولوكوست ومعاداة السامية من مؤسسات مختلفة"، وأنهم "يكتبون للتعبير عن فزعهم وخيبة أملهم إزاء استحضار القادة السياسيين والشخصيات العامة البارزة لدى إسرائيل ذكرى المحرقة لتفسير الأزمة الحالية في غزة".
وأكّد هؤلاء أن "المقارنات بين الأزمة الجارية في (فلسطين المحتلة) وبين النازية والمحرقة، خاصة عندما تأتي من زعماء سياسيين وغيرهم ممن يستطيعون التأثير على الرأي العام، تشكل إخفاقات فكرية وأخلاقية".
وأضافت أنّ "القادة الإسرائيليين وآخرون يستخدمون إطار المحرقة لتصوير العقاب الجماعي الإسرائيلي على غزة على أنه معركة من أجل الحضارة في مواجهة الهمجية، وبالتالي تعزيز الروايات العنصرية ضد الفلسطينيين".
وتابعوا مشيرين إلى أنّ "هذا الخطاب يشجعنا على فصل هذه الأزمة الحالية عن السياق الذي نشأت منه"، موضحين أنّ "75 عاماً من التهجير، و56 عاماً من الاحتلال، و16 عاماً من الحصار على غزة، قد ولّدت دوامة متدهورة من العنف لا يمكن إيقافها إلا من خلال حلّ سياسي وغير عسكري".
اقرأ أيضاً: هولوكست غزة: ذاكرةٌ لأيام آتية!
وأكّدت العريضة أنّ "نشر سردية المحرقة بهذه الطريقة، لن يؤدي إلا إلى إدامة الوضع القمعي ضد الفلسطينيين، والذي دام بالفعل لفترة طويلة جداً".
والموقعون هم كارين بول، أستاذة اللغة الإنجليزية ودراسات الأفلام في جامعة ألبرتا، وعومر بارتوف، وهو أستاذ صامويل بيزار لدراسات المحرقة والإبادة الجماعية في جامعة براون، وكريستوفر ر. براوننغ، وهو أستاذ التاريخ الفخري بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، وجين كابلان، وهي أستاذة فخرية في تاريخ أوروبا الحديث في جامعة أكسفورد، وألون كونفينو، وهو أستاذ التاريخ والدراسات اليهودية في جامعة ماساتشوستس-أمهرست.
كما ضمت القائمة مديرة مركز دراسة المحرقة والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في جامعة مدينة نيويورك ديبورا دورك، ومدير معهد بيركبيك لدراسة معاداة السامية في جامعة لندن ديفيد فيلدمان، ورئيس كرسي جوناه م. ماشوفر لدراسات المحرقة في الجامعة العبرية في القدس عاموس غولدبرغ، بالإضافة إلى أستاذة التاريخ في كوبر يونيون في نيويورك أتينا جروسمان، وجون بول هيمكا من جامعة ألبرتا، وماريان هيرش وهي أستاذة فخرية في الأدب المقارن ودراسات النوع الاجتماعي في جامعة كولومبيا، وديرك موسيس وهو أستاذ في العلاقات الدولية في كلية مدينة نيويورك، وآخرين.