آمال الجمهوريين بتحقيق مدٍ أحمر في الكونغرس تتضاءل
عقب فرز عدد كبير من الأصوات، يبدو أنّ المدّ المحافظ في مجلس النواب الذي وعد به الرئيس السابق دونالد ترامب سيكون محدوداًَ أكثر مما كان منتظراً.
يبدو أنّ أمل الجمهوريين السيطرة على الكونغرس الأميركي يتضاءل، فيما يسعى الديمقراطيون إلى الحدّ من الأضرار في انتخابات منتصف الولاية، التي ستكون حاسمة للمستقبل السياسي للرئيس جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب على حدّ سواء.
وانتزع الديمقراطي جون فيترمان من الجمهوريين أهم مقعد متنازع عليه في هذا الاقتراع، وهو مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا، في مواجهة مرشح يدعمه الملياردير الجمهوري، بحسب تقديرات وسائل إعلام أميركية.
وأثار هذا الانتصار الأول لمعسكر الرئيس الحالي جو بايدن، في ليلة سادها توتر شديد خلال عملية شاقة لفرز الأصوات، أملاً لدى الديمقراطيين بالاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، حيث يتمتع الجمهوريون حتى الآن بتقدم طفيف، وفق استطلاعات الرأي.
هذا الفوز للديمقراطيين غذّى أيضاً تكهنات بأنّ المدّ المحافظ في مجلس النواب الذي وعد به ترامب سيكون في الواقع محدوداً أكثر بكثير مما كان مرجحاً.
وأشارت تقديرات إلى أنّ الحزب الجمهوري سيحصد عدداً إضافياً من المقاعد بلغ عشرة أو 25 وحتى 30، لكن التوقعات باتت منخفضة.
وقال السناتور المؤثر، ليندسي غراهام، وهو صديق مقرّب إلى ترامب، لشبكة "إن بي سي" "الأمر ليس بالتأكيد مدّاً جمهورياً".
ترامب كان قد انخرط بجدٍّ في حملة الانتخابات النصفية، معوّلاً على نجاح مساعديه لخوض السباق الرئاسي عام 2024. ووعد "بإعلان كبير جداً" منتصف الشهر الجاري.
وفي الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، أكد الملياردير ترامب (76 عاماً) مجدداً أنّ الجمهوريين عاشوا "ليلة خارقة" للانتخابات، متّهماً الديمقراطيين ووسائل الإعلام "الإخبارية الزائفة"، وفق تعبيره، "ببذل كل ما في وسعهم لتقليل أهمية نجاح مناصريه".
وبشنّه حملة شرسة على التضخم، حصل جاي دي فانس، أحد مؤيدي ترامب، على مقعد كان محور منافسة حادة، وأصبح سناتوراً عن ولاية أوهايو، أحد المعاقل الصناعية والزراعية في الولايات المتحدة.
وباتت السيطرة على مجلس الشيوخ الآن تنتظر أربعة مقاعد: أريزونا وجورجيا ونيفادا وويسكونسن. فيما قد يستغرق عدّ هذه الأصوات بضعة أيام.
تعويل على انتخابات حكّام الولايات
وفي انتظار أن تحسم النتائج مسألة السيطرة على الكونغرس الأميركي، بات الاهتمام يتركز على نتائج انتخابات حكّام الولايات، خصوصاً فلوريدا، حيث أعيد انتخاب الحاكم المنتهية ولايته رون ديسانتيس (44 عاماً).
وفي خطاب هجومي، عبّر النجم الصاعد في المعسكر المحافظ والمرشح المحتمل للرئاسة الأميركية في انتخابات 2024 عن ارتياحه إلى جعله هذه الولاية الجنوبية، التي تميل أحياناً إلى اليسار وأحياناً إلى اليمين، "أرض ميعاد" للجمهوريين.
وأكد ديسانتيس أنّ "المعركة بدأت آنفاً"، وهذا ما يثير أملاً كبيراً لدى منافسه المحتمل المقيم هو أيضاً في فلوريدا، ترامب.
لكن هذا لا يعني أنّ المعسكر الديموقراطي لم يحقق أي شيء، فقد انتزع من الجمهوريين المحافظين منصبي حاكمي ميريلاند وماساتشوستس، حيث أصبحت مورا هيلي أول مثلية تتولى هذا المنصب. وقد اتصل بها بايدن على الفور لتهنئتها.
كذلك، نجح حزب بايدن في الاحتفاظ بالسيطرة على ولاية نيويورك، حيث كان الجمهوريون يعتقدون أنّهم يستطيعون الفوز على الحاكمة كايثي هوشول.
ولم يقل معسكر بايدن كلمته الأخيرة أيضاً في ولاية أريزونا، حيث لم تعلن بعد نتيجة السباق بين كاري لايك المدعومة من ترامب والأوفر حظاً للفوز والديمقراطية كايتي هوبز.
الجمهوريون متفائلون بالسيطرة على مجلس النواب
وأكّد النائب الجمهوري كيفين مكارثي، اليوم الأربعاء، أنّ الجمهوريين سيستعيدون السيطرة على مجلس النواب.
وفي خطاب ألقاه منتصف ليل أمس الثلاثاء، قال مكارثي: "من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب".
وأضاف: "عندما تستيقظون غداً سنكون في الأغلبية، وستكون نانسي بيلوسي من الأقلية"، في إشارة إلى الرئيسة الحالية لمجلس النواب البالغة 82 عاماً.
وتابع: "الشعب الأميركي مستعد لأغلبية تقدّم توجهاً جديداً يعيد وضع أميركا على المسار الصحيح"، وفق تعبيره.
والنائب الجمهوري مكارثي هو المرشح الأوفر حظاً ليصبح الرئيس الجديد لمجلس النواب، وهو منصب كان يتوق إليه منذ سنوات.
اقرأ أيضاً: أغلبية كبيرة من الناخبين الأميركيين غير راضية عن حال البلاد وإدارة بايدن
وبدأت النتائج الأولية ترد من الولايات التي أغلقت مراكز اقتراعها عند الساعة 18.00 بالتوقيت المحلي (23.00 بتوقيت غرينتش)، مع العلم أنّ النتائج النهائية في بعض الولايات قد تستغرق بضعة أيام.
اقرأ أكثر: استطلاعٌ للرأي: الأميركيون بمعظمهم يعتقدون أن إدارة بايدن أضرّت بالاقتصاد