أشهر السنة الميلادية.. قصّة التقويم ومعاني الأشهر
أشهر السنة الميلادية هي أشهر التقويم الغريغوري، وهو التقويم المستخدم في الأغلبية الساحقة من دول العالم حالياً، ويسمّى بالتقويم الميلادي، لأن مرجعية التأريخ به هي ولادة السيّد المسيح.
في العام 1582، أُقرّ بمرسوم بابوي اتباع التقويم الميلادي أو التقويم الغريغوري. بداية في أوروبا، ثم أصبحت أشهر السنة الميلادية معتمدة في جميع أنحاء العالم.
بعض الأمبراطوريات القديمة، أبقت على تقويمها الخاص إلى جانب التقويم الميلادي، لا سيّما في المعاملات الخارجية. على سبيل المثال في الدول العربية والإسلامية، تُطبع الرزنامات السنوية بالتقويم الميلادي إلى جانب التقويم الهجري.
ما هو التقويم الميلادي؟
التقويم الميلادي وأشهر السنة الميلادية، هو تحديد الزمن والتواريخ، بالنسبة لميلاد السيّد المسيح. فهناك أحداث يُشار إليها بـ(ق.م) أي قبل ميلاد السيد المسيح أو بـ(ب.م) أي بعد الميلاد.
لماذا التقويم ميلادي؟
يُشار إلى التقويم الميلادي أيضاً بالتقويم الغريغوري، نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر، الذي طلب تعديل التقويم اليولياني، ليتمكن الرهبان من تحديد موعد صحيح لعيد الفصح. فما هي قصة التقويم الغريغوري؟ وما هو التقويم اليولياني؟
إقرأ أيضاً: قصة علم فلسطين.. من الثورة العربية إلى الثورة الفلسطينية
قصة التقويم الغريغوري واليولياني
اعتمدت أغلب الأمبراطوريات الأوروبية والدول التابعة لها، التقويم اليولياني Julian calendar لأكثر من 1500 عام. وكان أرسى هذا التقويم، في العام 45 قبل الميلاد، إمبراطور روما يوليوس قيصر (Julius Caesar).
كان للتقويم اليولياني آنذاك، سنة عادية تتألف من 365 يوماً، وسنة كبيسة تتألف من 366 يوماً. وبحسب تقويم يوليوس قيصر، تحلّ السنة الكبيسة بعد كل 3 سنوات عادية.
كما كانت السنة بالتقويم اليولياني (365.25 يوماً) أطول من السنة الشمسية (365.24217 يوماً) أو المدارية بـ11 دقيقة و14 ثانية.
هذا الاختلاف، أدى إلى تأخر التقويم اليولياني مع مرور الزمن، مقارنة بالسنة المدارية، فظهرت العديد من المشاكل بالعالم المسيحي الذي يتبنى هذا التقويم.
كان تحديد موعد عيد الفصح، من أبرز تلك المشاكل. فكان يصعب على رجال الدين تحديد موعد عيد الفصح، بحسب ما أقره مجمع نيقية (Council of Nicaea) عام 325. إذ حدده يوم الأحد الأول بعد اكتمال القمر عقب الاعتدال الربيعي من كل عام.
ولكن، منذ القرن الثامن أصبح الفرق يكبر بين موعد عيد الفصح والاعتدال الربيعي. وعلى الرغم من مطالبة العديد من الرهبان بضرورة تعديل التقويم، حافظ التقويم اليولياني على مكانته حتى أواخر القرن الـ16، إلى أن أوكل مجمع ترنت (Council of Trent) ما بين عامي 1562 و1563، السلطات البابوية مهمة حلّ هذه الأزمة وتغيير التقويم اليولياني، وإجراء التعديلات.
إقرأ أيضاً: حيّ "تل أبيب" الذي التهم مدينة "يافا" الجميلة
إقرار التقويم الميلادي أو الغريغوري
بعد مرور عقدين من الزمن على جلسة مجمع ترنت تلك، وبعد أن وافق البابا على التعديلات التي وضعها عالما الفلك، لويجي ليليو (Luigi Lilio) وكريستوفر كلافيوس (Christopher Clavius).
أصدر البابا غريغوريوس الثالث عشر (Gregory XIII) في شباط/فبراير من العام 1582، مرسوماً باباوياً أمر به اعتماد التقويم الجديد، الذي عُرف بالتقويم الغريغوري نسبة إليه. وهو أشهر السنة الميلادية المعتمدة حتى الآن.
اختارت الكنيسة الكاثوليكية، شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 1582، لبدء اعتماد التقويم الجديد، لتجاوز فترات الأعياد الدينية.
وبالتحوّل من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، تمّ خسارة 10 أيام . فمع اكتمال يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر من العام 1582 تمّ الانتقال مباشرة إلى يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه. وقد جاء ذلك، لتدارك التأخر في عدد أيام التقويم اليولياني سابقاً، مقارنة بالسنة المدارية.
إقرأ أيضاً: كوكب المريخ.. أسرار وحقائق
الإنتقال إلى التقويم الغريغوري
لم يتم الانتقال، من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، في نفس الوقت في كل مكان في العالم. الأمر الذي أحدث الكثير من الإرباك.
تم اعتماد التقويم الغريغوري على الفور من قبل إسبانيا وإيطاليا وبولندا والبرتغال ودوقية سافوي. في فرنسا، تبناها هنري الثالث في 9 كانون الأول/ديسمبر من العام 1582.
كان رفض تبني التقويم الغريغوري الجديد، قائماً أساساً على المعارضة السياسية والدينية للبابوية. لقد كان الاعتراض بشكل أساسي من الدول البروتستانتية والعالم الأرثوذكسي ككل. فقد أكد البروتستانت على وجود مؤامرة بابوية لإنهاء حركتهم الإصلاحية.
ولم تعتمد بريطانيا والدول البروتستانتية التقويم الغريغوري حتى القرن الـ18 (1752). ووفقاً لعالم الفلك جوهانس كيبلر (Johannes Kepler)، فإن "بريطانيا تفضل الاختلاف مع الشمس، بدلاً من الاتفاق مع البابا".
مسألة اعتماد التقويم الجديد في بريطانيا، كانت ذريعة لأعمال شغب في العام 1752، على خلفية أن الإيجار الشهري الكامل يجب أن يُدفع خلال 21 يوم عمل فعلي فقط. وقيل بأن المتظاهرين قالوا "إمنحنا 11 يوماً".
لاحقاً استُخدم في بريطانيا مصطلح "نمط جديد" للتقويم، كما أُغفل أي اعتراف بالبابا غريغوري. ثم نقلت الأمبراطورية البريطانية هذا التقويم الجديد، إلى كافة مستعمراتها.
أما البلدان الأرثوذكسية، التي لا تعترف بمرجعية روما، لم تتبنَ التقويم الغريغوري، حتى بداية القرن الـ20. فالإمبراطورية الروسية ظلت تعتمد التقويم القديم، حتى العام 1918. فالثورة البولشفية اعتبرت التحول إلى التقويم الغريغوري نوعاً من التغيير، في أعقاب ثورة تشرين الأول/أكتوبر في العام1917، والتي حدثت وفقاً للتقويم الغريغوري في تشرين الثاني/نوفمبر.
لكن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية رفضت بشكل قطعي هذا التقويم الذي فرضته الحكومة الثورية، واستمرت باتباع التقويم القديم.
إقرأ أيضاً: فلسطين .. من أرض كنعان إلى حق العودة
ترتيب الأشهر الميلادية
كانت السنة الرومانية تتألف من 10 أشهر، ومجموع أيامها 304 أيام فقط، وكانت تبدأ بشهر آذار/مارس، وتنتهي بشهر كانون الأول/ديسمبر، أما يناير وفبراير فقد أضيفا في عهد الملك نوما پومپيليوس Numa Pompilius، وهو ملك روما الثاني الأسطوري، بعد رومولوس.
أما أسماء وترتيب أشهر السنة الميلادية فهو كالتالي:
1. يناير January
2. فبراير February
3. مارس March
4. أبريل April
5. مايو May
6. يونيو June
7. يوليو July
8. أغسطس August
9. سبتمبر September
10. أكتوبر October
11. نوفمبر November
12. ديسمبر December
معاني الأشهر الميلادية
معاني أسماء أشهر السنة الميلادية تعود لآلهة الرومان أو لقياصرة روما، وبعضها الآخر مجرد أعداد باللاتينية حافظت على أرقامها من التقويم الروماني القديم من دون ترتيبها في التقويم الغريغوري.
1- January
يُشتق من الكلمة اللاتينية ianuarius أو januarius، ومن اسم الإله الروماني جانوس، الذي كان رمز الأبواب والممرات والبدايات في الأسطورة. له وجهان لأنه ينظر إلى المدخل والمخرج والنهاية والبداية.
2- February
أقصر شهر في السنة، ويعتبر شهر التطهير، أخذ اسمه من الكلمة اللاتينية februarius، من februare، والتي تعني التطهير، و Februa، هو إله التطهير.
3- March
مارس، هو إله الحرب عند الرومان، في هذا الشهر يبدأ الطقس الجيد ويبدأ فصل الربيع وبالتالي من الممكن العودة إلى خوض الحروب، لذلك أطلق الرومان عليه اسم إله الحرب لديهم.
4- April
أبريل، تعني الفتح باللاتينية، لأنه الشهر الذي تفتح فيه الأزهار، وتزهر الأشجار.
5- May
مايو، مشتق من الكلمة اللاتينية maius، والإلهة مايا Maïa، إلهة الخصوبة والأرض والربيع، هي ابنة فونوس وزوجة فولكان.
6- June
يونيو، مشتق من الكلمة اللاتينية جونيوس، ربما تم تسمية هذا الاسم تكريماً للإلهة الرومانية جونو. التي ترمز إلى الزواج والخصوبة، أو لوسيوس جونيوس بروتوس، المؤسس الأسطوري للجمهورية الرومانية.
7- July
يوليو، تكريماً ليوليوس قيصر مُصحح التقويم الروماني، الذي ولد في هذا الشهر.
8- August
أوغوست أو أغسطس، من اللاتينية أغسطس، تكريماً للإمبراطور الروماني أوغسطس.
9- September
سبتمبر، تعني رقم 7 باللاتينية، إذ كان الشهر السابع من التقويم الروماني القديم.
10- October
أكتوبر، من اللاتينية دي أوكتو وتعني رقم 8، لأنه كان الشهر الثامن من التقويم الروماني القديم.
11- November
نوفمبر، من اللاتينية novem، والتي تعني الرقم 9.
12- December
ديسمبر، وتعني باللاتينية الرقم 10، وكان الشهر العاشر في التقويم الروماني القديم.