النوم أوّلاً!... هل جرّبت يوماً أن تعالج مشاكلك بالنوم؟
العديد من الدراسات تربط بين اللجوء إلى النوم كعلاج وبين اضطرابات ومشاكل نفسية وجسدية لعلّ أشهرها الاكتئاب المرضي والخمول الناتج عن نقص في بعض المعادن والفيتامينات، ولكنّ دراسات طبية عديدة أخرى أعادت التاكيد على أهمية النوم في تحسين نوعية الحياة اليومية.
أكد موقع المكتبة الوطنية الأميركية للطب في دراسة منشورة حديثاً أنّ للنوم فوائد "مذهلة" لا تقف عند حدود ارتفاع قدرة الإنسان على التحمّل والعمل تحت الضغط، والمرونة العاطفية والنفسية، بل أيضاً تصل إلى حدّ تحفيز قدرته على الإبداع الفكري والتركيز الذهني.
وشدّد "أطباء النوم" على ضرورة التمييز بين النوم المضرّ الذي يظهر بصورة الاستغراق في نوم يمتدّ على مختلف فترات النهار ويعاني صاحبه من مشاكل وآلام عديدة خلاله وبسببه، وبين النوم الذي يكون أحياناً كثيرة هو مجرّد عمل دفاعي يقوم به الجسم مقابل فترات طويلة من الأجهاد وجرعات مكثّفة من الأعمال المتعبة.
هذا النوم قد يكون عادة عملاً دفاعياً طبيعياً يقوم به دماغ الإنسان فيرسل أمراً إلى أعضاء الجسم بالدخول في نوم عميق وبشكل قد يبدو مفاجئاً وسريعاً وذلك في مقابل عمليات إنعاش كان يقوم به الجسم من خلال تعاطي المنبّهات أو الرياضة أو غير ذلك مما قد يقوم به الإنسان ليحافظ على وعيه لأطول مدة ممكنة.
وهناك أيضاً اليوم ما يسمّى بـ "النوم العلاجي"، وهو عملية إدخال لبعض المرضى في حالة نوم تساعدهم على استعادة ذاكرتهم أو حالتهم النفسية المستقرة دون أخذ علاجات عصبية قد يكون لها آثار جانبية مؤذية ومزعجة. وهذا في الواقع ليس أسلوباً جديداً، بل إنّ أطبّاء القرن الماضي قد استخدموا تقنيّات التنويم الإصطناعي منذ العام 1900 في مدن الشرق والغرب، لعلاج أمراض جسمانية وحالات نفسية.
يجب التنبّه إلى التالي:
ومن أهمّ ما يجب على الإنسان التنبّه له حتى يكون النوم علاجاً لمشاكل النهار، وتخفيفاً لمخاطر الإصابة بأمراض الضغط والسكري والقلب والتجلّطات الدماغية وأمراض المعدة وغيرها:
1- تجنّب الكافيين خاصة خلال الليل.
2- اعتماد روتين حياة منتظم وتجنّب العشوائية والفوضى في ترتيب أعمال الحياة اليومية.
3- التنبّه لساعات النوم التي يحصل عليها الإنسان تبعاً لعمره: من 15 ساعة للأطفال الرضع إلى 5-6 ساعات لكبار السنّ. فقد ينام الإنسان أقلّ من الوقت اللازم لجسمه ليرتاح ومع ذلك يستيقظ ولديه إحساس كاذب بالنشاط! هذا لن يدوم طويلاً وسيؤدّي إلى تعب خلال النهار واضطراب في دورة النوم خلال الليل.
4- تجنّب أخذ العمل إلى البيت، وفي حال الضرورة يجب التنبّه إلى عدم جعل مكان العمل مكاناً مناسباً للنوم وبالمقابل عدم جعل غرفة النوم مكاناً للعمل.
5- تجنّب الاستعمال المفرط للأجهزة الذكية والانتباه إلى درجة الإضاءة في الشاشة ليلاً، لأنّ الإضاءة القوية تحفّز أعصاب العين وتعطي انطباعاً كاذباً للناقلات العصبية التي ترسلها للدماغ بأنّ الوقت لا يزال نهاراً.
6- غالباً ما تعتبر عادة القراءة من الصفحات الورقية، سواء من كتاب أو مجلة أو جريدة مع إضاءة خلفية لطيفة، قبل النوم مباشرة، من المفاتيح السحرية لنوم عميق وهانئ وأحلام سعيدة، خاصة إذا كانت القراءة حول مواضيع يحبّها القرّاء.