ما هو الاكتئاب.. أسبابه وعلاجه

الاكتئاب هو الشعور بحزن عميق ومستدام أو حتى أحياناً إنعدام الإحساس، وفقدان الثقة بالنفس ولذة الحياة. هو مرض نفسي منتشر. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنه يصيب ما يقارب 7% من سكان الأرض، وهي إحصائية ليست بالدقيقة لإن حالات كثيرة مصابة بالإكتئاب لم تزر عيادة الطبيب أو لم يتم إحصاؤها.

الاكتئاب مرض العصر.. علاجه ليس بالمعجزة
لا أرغب بتناول الطعام كما السابق، بتّ أفضل العزلة والوحده، ولا رغبة لدي للقيام بأي شيء. كيف لا والتشاؤم صار سمة غالبة لكل ما أفعل وأخطط.

 لكن لماذا كل هذه النظرة السوداوية، لما لا تحاول الخروج من دوامة التشاؤم. لم لا تكسر نظام حياتك الرتيب. ماذا عن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق؟

لا، لارغبة لي حتى بالتحرك من مكاني، ولا أريد أن أسبب لك المزيد من الإزعاج. فكلما دار حديث بيننا أسبب لك المتاعب وهذا يشعرني بعقدة الذنب.

لا أبداً، بل على العكس أنا أود مساعدتك، لا أستطيع أن أتركك وأنت على هذه الحال من الإنطواء والحزن. لكني أرى وجهك شاحب وعيناك متعبتنان. يبدو أنك لم تنم جيداً ليلة البارحة! 

أجل، لا أستطيع النوم بعمق فأنا أستيقظ عدة مرات كل ليلة، هو حالي منذ قرابة الشهر، أي منذ أن خسرت وظيفتي، وكل ما يخطر في بالي من أفكار لا يمكن وصفه إلا بالسلبي.

إذاً لا بدّ لك من إستشارة طبيب، فأنت لست بخير يا صديقي.

إنه لربما الإكتئاب! شعورك الذي ذكرته وحالك هو بعضٌ من الأعراض.


لنُعرّف الإكتئاب أولاً :

هو الشعور بحزن عميق ومستدام أو حتى أحياناً إنعدام الإحساس، وفقدان الثقة بالنفس ولذة الحياة، الإكتئاب مرض نفسي منتشر. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنه يصيب ما يقارب 7% من سكان الأرض، وهي إحصائية ليست بالدقيقة لإن حالات كثيرة مصابة بالإكتئاب لم تزر عيادة الطبيب أو لم يتم إحصاؤها.

أسباب الاكتئاب:

التفسير العلمي لهذا المرض يكمن بعدم التوازن أو حدوث نقص بالناقلات الكيميائية المتواجدة بالمخ أو الجسم بشكل عام مثل السيروتونين، الدوبامين، النورإبينفرين، والتي بدروها مسؤولة عن مزاج الفرد، سلوكياته، ونمط  تفكيره.

(serotonin, epinephrine, norepinephrine)

أما العوامل المحفزة لحدوث المرض  فهي متعددة نذكر منها:

-  العامل الوراثي :أي أن حالات إكتئاب قد سُجلت في تاريخ العائلة الطبي.

-  العامل التربوي: وهو العامل الأكثر أهمية. خصوصاً بالنسبة للأطفال الذين يتأثرون بكل ما حولهم وبالتالي سينتقل إليهم الإحساس بالتشاؤم، فرط الغضب وحتى وساوس سوء الظن تلقائياً دون قصد ممن حولهم.


ظروف الحياة:

في الحياة عقبات عديدة، لا يمكن أن تجري مركبة الحياة على درب مستقيم  دائماً من دون منغصّات، قد تواجه مشاكل عديدة وصعبة كلها ستجعل منك شخصاً كئيباً إن لم تواجهها بقوة إرادة الحياة.

 

الإضطراب الشخصي:

فذوي المزاج المتقلب، المتشددين، ومن يتّصفون بحدة إنفعالاتهم وأفكارهم الهستيرية هم أكثر عرضة للإكتئاب دون سواهم من أفراد المجتمع.

بعض أنواع الأمراض العضوية:

كمرض الباركنسون، أيضاً فإن مضادّات الضغط وقرحة المعدة وغيرها.. من الأدوية قد تؤثر على مزاج من يتناولها.

للإكتئاب درجات تتراوح من:

-  حالة الضيق الطبيعي الذي تتراوح مدته لدقائق أو فترة زمنية بسيطة.

-  أو حزن طبيعي ناتج عن فقد شخص عزيز تتراوح مدته أسبوع لأسبوعين، وفي كلتا الحالتين لا يحتاج الشخص لتدخل طبي.

-  ولكن عندما يحدث إضطراب ما في حياة الفرد نتيجة تغير طبيعة حياته ويستمرهذا الإضطراب لأكثر من عدة أسابيع فلا بد حينها من زيارة الطبيب والإستعانة بالعلاجات الدوائية والجلسات النفسية.

-  أما إن استمر الوضع دون علاج، فيتحول الحال إلى إكتئاب شديد، فإن المصاب يصبح عرضة لحدوث خلل في وظائف جسمه الحيوية كأن تحدث تهيآت سمعية، وساوس وأفكار خطيرة تصل أحياناً حدّ الإنتحار وهو ما يسمى ( الإضطراب الوجداني ثنائي القطب ).

تجدر الإشارة إلى أن  نسبة إصابة النساء بالإكتئاب أكبر من نسبة إصابة الرجال به، كما أن نسبة إصابته في سنّ الشباب تزيد عن المسنين أو حتى صغار السن.

ذكرنا سابقاً بعض أعراض الإكتئاب، سنسردها الآن بشكل أوضح:

- فقد الرّغبة بالعمل وملذات الحياة أو ممارسة أنشطة مسلية.

- حب الوحدة والإنطواء.

- التشاؤم سمة المكتئب.

- تأنيب الضمير المستمر والشعور الدائم بعقدة الذنب.

- خمول وكسل والميل إلى النوم والراحة، أو حصول العكس.

- الإفراط في تناول الطعام أو قلة الشهية.

- حزن عميق،عصبية وتوتر، تشنج وآلام في الظهر أو الجسم بشكل عام.

- مشاكل هضمية، غثيان ( دوخة ).

- أفكار عن الموت والإنتحار.

-  فقدان الرغبة الجنسية.

 

سبل علاج الاكتئاب:

أدوية مضادة للاكتئاب  

هي أدوية تساعد في إعادة العمليات البيوكيميائية إلى توازنها الطبيعي، فعاليتها تظهر بعد أسبوعين أو أربع أسابيع من العلاج، لذلك لا تستعجل نتائجها.

هل لها أعراض جانبيه؟

بالتأكيد، فهي تسبب بعض الخمول وجفاف في الفم، كذلك فقدان الشهية وقد تزيد من التعرق. عليك أن تخبر طبيبك بكل ما تلحظه من تأثيرات جانبيه لتجنب تفاقم حالتك الصحية وأيضاً عليك الإلتزام بالجرعات المحددة، ولا تقم بتعديل الجرعات دون علم الطبيب.

قد تستمر بتناول أدويتك لمدة تصل إلى ستة أشهر، لا تقلق فهذه العلاجات لا تسبب الإدمان لأن الهدف فقط إبقاؤك في حالة مزاجية جيدة حتى تصل بك لمرحلة يمكنك حينها ترك الجرعات.

 

العلاج النفسي:

علاج يهتم بتطوير السلوكيات وتعزيز الثقة بالنفس وتحسين العلاقات الإجتماعية.

هناك عدة أنواع نذكر أبرزها: 

- علاج عملي يعتمد على تغيير نمط التفكير والتصرف ( CBT-Cognitive behavioral therapy)

- علاج يعتمد على كشف الخلل في العلاقات الاجتماعية لمريض الاكتئاب وتقويمها.

- العلاج المعرفي: وهو علاج يقوم على استبدال المفاهيم الخاطئة لدى المصاب بالاكتئاب بأخرى أكثر إيجابيّة.


ولتحفيز نجاح العلاج بشقيه الدوائي والنفسي لابد أن يتلازم مع بعض الخطوات نذكر منها:

- دعم المريض إجتماعياً: الأشخاص المقربون جداً هم من يفضل أن يدعموا المريض.

- ممارسة الرياضة : وبشكل منتظم.

- كتابة اليوميات: فهي طريقة مميزة تساعد على كشف الخلل النفسي والإفصاح عن ما هو مكبوت من مشاعر اليأس والحزن.

 

علاج الإكتئاب ليس بالمعجزة، أمره سهل إن كنت تريد التخلص من شبحه الأسود وتحجيمه وتقييده وحبسه في خانة صغيرة، حينها يمكنك فتح نافذة الأمل وأن تسمح لنور التفاؤل أن يدخل من جديد لكل جوانب حياتك. فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. ومهما واجهت من معضلات الحياة فإنها تشكل الحافز الأساس للتطور والرقي بالذات. كن ممتناً لكل عقبة في طريق نجاحك فلولاها لما عرفت قيمة جهدك وتضحياتك، وتذكر دوماً بأن كل متوقع آت، قتفاءل بالخير تنله.