هل أنت مستعد لأن تكون مسعفاً في بعض الحالات الطارئة؟ الجزء الأول
هل سألت نفسك إن كنت قادراً على إسعاف شخص تعرض للدغة افعى أو لسعة عقرب؟ ربما لسعة نحلة، دبور، أو حتى قنديل البحر؟
لدغة الأفعى
ماذا عن العادات الخاطئة؟
· لا تعطي المصاب أي مسكنات ولا الأسبرين في حال توفرت هذه الأدوية.· لا تستخدم العاصبة (هي ضاغط يستخدم لوقف النزيف من الأوعية الدموية) فقد تتسبب ببتر الطرف الذي تعرض للدغة الأفعى.· لا تقم بفتح مكان اللدغة بالسكين، ولا تقم بشفط السم من الجرح، فلا إثبات طبي على أن هذه الطريقة سليمة، كما أنك قد تتسبب بضرر إضافي للعضو الملدوغ، كذلك فإن الشخص المسعف قد يعرّض نفسه للتسمم بسبب امتصاص السم عبر الأنسجة المخاطية في جوف الفم، كما أن البكتيريا الموجودة في الفم قد تنتقل للمصاب وتسبب له إلتهابات جلدية إضافية.· هناك من يقوم بتبريد مكان الإصابة، لا تفعل ذلك ستتسبب بإعاقة وصول الدم للمنطقة المصابة.· لا تطلب من المصاب تناول مشروب روحي (كحول) إن توفر في مكان المتنّزه لتهدئة المصاب، فقد تتسبب بتوسعة الأوعية الدموية وإنتشار السم بشكل أسرع في الجسم.عليّ أيضاً أن ألفت إنتباهك، خلال إجراء هذه الخطوات ستلاحظ على المريض أعراض عديدة، لا ترتبك، تابع خطواتك ريثما يصل الفريق المسعف، مما ستلاحظه عدا عن الهلع والخوف:- ألم وتورم موضعي يترافق مع إحمرار بمكان اللدغة، وهذا ينطبق على كل أنواع الأفاعي إن كانت سامة قاتلة أو نوع غير قاتل .- إسهال، غثيان، تقيؤ، أيضاً إغماء .- تسارع في ضربات القلب، مع انخفاض في حرارة الجلد وبرودته- وهن وخمول، وإن تأخر الفريق المسغف قد تتدهور حالة المصاب لتهدد حياته، حيث ستتسارع ضربات القلب وتشتد صعوبة التنفس، يجب اللجوء للإنعاش القلبي فور وصول الإسعاف.
لسعة العقرب
أعراض لدغة العقرب
- دموع، سعال، زيادة إفراز اللعاب في الفم.- تقيؤ، إسهال، غثيان.- تسارع في نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم، زيادة التعرق البارد ,احمرار الوجه، وتسمر الشعر ووقوفه.- توسّع في بؤبؤ العين، واحتياج المصاب للتبول بوقت متقارب (تبول لا إرادي) - تشتت الوعي، و ارتفاع في حرارة الجسم ورجفة في عضلات الجسم مع مرور الوقت.لا تستهن بلدغة العقرب وحتى وإن تعرضت لها سابقاً، فقد تكون هذه الإصابة لعقرب من نوع أخر، أي أنه سم جديد لم يتعرف عليه الجسم سابقاً. هذه النصيحة مهمة لسكان الأرياف والقرى الذين يعتقدون أن تكرار لسعة العقرب أمر غير خطر. المهم أن أعراض سم العقرب تختفي بعد ساعات من تلقي العلاج المناسب في المركز الطبي، كما أن هناك علاج مضاد لسم العقرب السام الذي يحمل الإسم العلمي (Centruroides species) ونال هذا الدواء الترخيص من منظمة الغذاء والدواء العالمية (FDA) عام 2011، من مميزات هذا الترياق (Antivenom) أنه يوقف عوارض لدغة العقرب خلال أربعة ساعات من تناوله، وفي حال كان هذا الدواء غير متوفر في المركز الصحي فإن الطبيب سيقوم باختيار علاج آخر مناسب كمضاد سم التيتانوس"Tetanus Immune Globulin TIG"
أذكّر فقط ببعض التدابير الوقائية خلال التنزّه في الأماكن التي قد يحتمل وجود أفاعي أو عقارب بها:
- لا تعبث بالصخور، فهذه الحيوانات كامنة بطبيعتها ووسيلتها الدفاعية هي اللدغ أو اللسع.- خلال فترة الليل يجب أن تلتفت لما يدور حولك لأن هذه الحيوانات قد تنشط ليلاً بالأخص في فصل الصيف.- على الفلاّحين والعمال توخي الحذر خلال ساعات العمل في البيئة الحاضنة للأفاعي أو العقارب، فالأمر لا يقتصر على المتنزهين.إن كنت متأكداً بأن الإسعاف لن يصل بالوقت المناسب (خصوصاً في بعض الدول النامية، حيث لا يزال القطاع الصحي مهمل وفوضوي) قم أنت بالمبادرة وحاول إيصال المصاب إما بسيارتك أو اطلب المساعدة العاجلة ممن حولك إن استطعت.بعد العودة من قسم الطوارئ، سيقوم الطبيب بوصف بعض الادوية الموضعية (مكان الإصابة) وفموية، لا تهمل إكمال العلاج. ومن اللافت قيام بعض من تعرض لحادث ما بوصف علاجاته السابقة للشخص المصاب حديثاً، بالتأكيد الأمر ليس صحياً، فلكل جسم ردة فعل مختلفة عن الأخر اتجاه سم العقارب أو الأفاعي.أنت تستطيع أن تقدم المساعدة ما دمت ملماً بالخطوات الصحيحة، كل ما عليك أن تقوم به هو التحلي بالشجاعة لاتخاذ القرارات السليمة في هذا الظرف الصعب، أزل كلمة (لا أستطيع) من قاموسك الشخصي واعلم أنك ستكون العامل الأهم لإنقاذ هذه الروح . وكما قال المناضل نيلسون مانديلا: الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن القدرة على التغلب عليه.