ذكاء الطبيعة في عنصر واحد

الطين مطهّر طبيعي للخلايا وفي الوقت نفسه يستعمل لفوائده التجميلية. يدخل في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل وكـ"قناع" لمعالجة مشاكل البشرة، وتختلف استخداماته باختلاف ألوانه.

الطين من البناء إلى الدواء

بيوت قديمة مبنية من الطين
بفضل الشمس والهواء والماء، يتكوَّن العنصر الأقوى لتجدُّد الحياة الفيزيائية.

الطين، الغَضار أو الصلصال، مطهِّر مباشر للجهاز الهضمي يذهب أبعد من التأثير المباشر بإنهاء إسهال أو إمساك، فهو يعمل كمطهِّر عام لجميع الأعضاء ويصل إلى الدم حيث ينظِّف ويغذّي، كما أنه بإمكان ملعقة طعام واحدة من الطين معالجة دمّلة وفي الوقت عينه معالجة فقر الدّم الحادّ، عدا عن فوائده الجمالية.

بالإنجليزية clay، وبالفرنسية argile، ويختلف عن الطين المصنّع اليوم إنما تجمعهما التسمية.

شاع استعمال الطين منذ بداية الحضارات لبناء المساكن وصناعة الأواني والكتابة وصولاً إلى صناعة الفن، وبالطبع نتسائل عن بقاء هذا العلاج السحري مبهماً وغير متداول، إلّا أننا بالمقابل نجد أن الشعوب القديمة اعتمدته في حياتها وعرفت قيمته، فالمصريون استخدموه في التحنيط لإلمامهم بميزاته المُطهِّرة لكنّه لم يكن محصوراً بهم فقط.

أنواع الطين واستخداماته الباطنية والخارجية

أنواعه واستعمالاته:

يوجد 4 أنواع رئيسية من الطين :الأحمر، الأبيض، الأخضر والرمادي.

تختلف ألوانه باختلاف المعادن المكوَّن منها، وتختلف استعمالاته بين باطنية وخارجية.

الطين الاخضر، وهو الأكثر استخداما فى العلاجات الطبيعية وهو غني بأوكسيد المغنيزيوم والكلس؛ يعقم الجروح ويساعد على التئامها ويتمتع بخصائص مضادة للاحتقان وهو يستخدم للعناية بالبشرة الدهنية وعلاج مشكلاتها (حب الشباب والبثور).

 

الطين الرمادي، فقير بأكسيد الحديد وبالمركبات القلوية ويستخدم فى تركيب مستحضرات التجميل خاصة الأقنعة المطهرة للبشرة.


الطين الأبيض، يعتبر الأكثر نقاوة وهو الوحيد المستخدم فى تركيب الأدوية، نجده في تركيبة غسول الفم لمساعدته على التئام الجروح وتبييض الأسنان، وكذلك يتمتع بخصائص مضادة للحموضة والإسهال ويساعد على امتصاص الغاز، وهذا يجعل منه مادة مثالية لكمادات المعدة والأمعاء.


الطين الاحمر، يتميز بقدرته على ترطيب البشرة ومكافحة جفافها وخشونتها وشيخوختها وهو يخفف من الألم والإلتهابات ويريح من الحرقة المعوية والمَعِدِيّة وذلك بحماية الغشاء المخاطي الحساس.

طرق استخدام الطين في العلاج الطبيعي

ومن أي نوع كان، فإن الطين المشبع بالماء يعمل على امتصاص الغازات ويجتذب الفيروسات والجراثيم والعديد من المواد الضارة، ويحبسها على سطحه ويلعب فى الوقت نفسه دور المواد المعقمة.

ونجده اليوم فى تركيبة بعض الأدوية الخاصة بعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، ومعظم هذه الأدوية يشكل غطاء على جدران المعدة او الأمعاء ما يسمح بتخفيف الألم عن طريق تخفيفه الحموضة وتسريعه عملية شفاء الإصابات.

طريقة الشرب لمعالجة الأمراض الداخلية: يوضع مقدار نصف ملعقة طعام في كوب من الماء العذب، ينقع لليلة كاملة ويشرب ماؤه فقط في الصباح على معدة خاوية.

أما النوع الآخر، فيكون على شكل أحجار ومخصص للإستعمالات الخارجية.

يوضع كمية منه في إناء من الماء ليصبح ليِّناً، ونمدّه على مكان الألم بسماكة 1 سم او 2 سم وتوضع عليه ضمادة من قماش لمدة ساعات أو لليلة كاملة ويترك حتى ييبس، ثم ننزعه ونضع مكانه كمية جديدة من المعجون في اليوم التالي،فيهدئ الألم (ألم مفصل الرجل أو ألم العمود الفقري..) ويمكن أخذ حمام من الطين أو جلسة تدليك، ويستعمل بارداً، دافئاً أو حاراً، شرط عدم ملامسة الأوعية المعدنية له.

 كذلك ينتشر استخدام الطين فى مراكز العلاج الطبيعي حيث يغطى الجسم به للتخفيف من آلام المفاصل والتوتر والإرهاق.

وبفضل خصائصه المعقمة المطهرة يستخدم الطين في مستحضرات العناية بالبشرة ويعيد التوازن إلى الشعر والبشرة الدهنية.

الطين يتفاعل بذكاء ويصلح الخلايا المدمَّرة

الطين الخام للإستعمال الخارجي
خصائص الطين:

يحتوي الطين على العناصر الكيميائية الآتية: ثاني أكسيد الكربون، ألمينيوم، كالسيوم، حديد، بوتاسيوم، مغنيزيوم، صوديوم، منغنيز، فوسفور، تيتان (بكمية أكبر)، نحاس، كوبالت، ليثيوم، موليدينوم، زنك (بكمية أقلّ).

المنتج الكيميائي هو منتج ميت يتفاعل بشكل أعمى، فيدمِّر الخلايا السليمة والمصابة في آن.

أمّا الطين، فيعمل بشكل آخر لأن تركيبته حيّة، فهو يستطيع تمييز الخلايا السليمة من تلك الملوَّثة ويعيق تكاثر الميكروبات والفطريات والطفيليات المسببة للأمراض ويعمل لإصلاح وإعادة عمل الخلايا بالشكل الصحيح كما يحفّز الخلايا المنعزلة لإنتاج العناصر اللازمة لبناء الأعضاء.