مخاطر السمنة وسبل العلاج

منع حدوث البدانة وتنظيم النظام الغذائي أسهل بكثير من علاج البدانة بعد حدوثها، هذا ما يقوله خبراء التغذية، لكن بكل الأحوال هنا بعض النصائح التي تفيد في إنقاص الوزن واتباع النظام الحياتي والغذائي المناسب.

البدانة عبارة عن تراكم الدهون تحت الجلد وداخل مكونات الجسم بشكل عام.
لا يخفى على أحد أن الرشاقة أو الجسم المثالي أضحى مطلباً ملحاً لشريحة كبيرة من المجتمع سواء العربي أو الغربي على حد سواء. ويبدو أن معيار البدانة أو النحافة أصبح مختلفاً عن ذي قبل، فباتت شريحة كبيرة من الناس تجتهد في تقييم البدانة أو الرشاقة استناداً على صور المشاهير التي تجتاح أغلفة المجلات العالمية وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي دون العودة إلى أسس صحية وعلمية،ومن هنا تبدأ المعضلة. تشير الإحصاءات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أن 39% من الأفراد البالغين (18 عاماً وما فوق) يعانون من ارتفاع معدل الوزن وأن 13% منهم يعانون من السمنة وهي نسبة تنذر بالخطر. الإحصاءات أوضحت أن نسبة الوفيات للأشخاص  المصابين بالبدانة  أكبر من نسبة الوفيات لذوي الجسم  المثالي، أكان ذلك على مستوى الدول ذات الدخل المرتفع أو ذوي الدخل المتوسط. بداية ما هو تعريف البدانة؟ البدانة ببساطة هي عبارة عن تراكم الدهون تحت الجلد وداخل مكونات الجسم بشكل عام، ويعتبر مقياس كتلة الجسم (BMI) الأكثر استخداماً لتحديد معدل البدانة، وهو يستخدم لكلا الجنسين من الأشخاص البالغين، ولكن  ينبغي الإلتفات إلى أن هذا القانون لا يعد قاعدة عامة، حيث أن نسبة البدانة قد لا تتوافق جميعها على حد سواء بين الأفراد. يعمل القانون وفق المعادلة التالية: مؤشر كتلة الجسم (BMI)= الوزن (كجم)/ الطول (بالمتر المكعب). يتراوح مؤشر كتلة الجسم للشخص السليم  بين 19-25، وإن كان أقل من 19 فإن الشخص ضعيف أو يميل إلى الضعف، وإذا زاد عن 30 فإن ذلك يؤشر إلى زيادة في الوزن، أما في حالة الزيادة عن 35 فهذا يعني أن الشخص المشار إليه يعاني من السمنة. 

أسباب السمنة

مما لا شك فيه أن تناول السعرات الحرارية العالية دون أن يقابل ذلك مجهود جسدي لاستهلاك الكم العالي من تلك السعرات سيؤدي لتحولها إلى دهون تخزن تحت الجلد بشكل متزايد ليتم استخدامها بواسطة الجسم عند الحاجة وبالتالي زيادة  في الوزن. وهذه أهم أسباب السمنة:
• أسباب مرضية (أمراض الجهاز الهرموني كنقص إفراز الغدة الدرقية وأمراض الجهاز العصبي والهيكلي والمناعي). •أسباب فسيولوجية (كالشهية الزائدة للطعام وتقدم السن وغيرها). • أسباب اجتماعية (كوجود بعض العادات والتقاليد والثقافات). •أسباب نفسية وروحية ومعتقدات دينية. •إهمال دعم القطاع الصحي والبيئي والتعليمي من بعض الدول.

تؤثر السمنة بشكل مباشر على الجهاز المناعي والأورام.

مخاطر زيادة الوزن

1- تصلب الشرايين الذي بدوره يمكن أن يؤثر على الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية) ويسبب ارتفاعاً في  ضغط الدم ما قد يؤدي إلى خطر حدوث جلطة دماغية، وقد يؤثر أيضاً تصلب الشرايين على الجهاز التنفسي ويسبب صعوبة في التنفس والكثير من الأمراض المزمنة.
  2-  تؤثر السمنة بشكل مباشر على الجهاز المناعي والأورام وقد تكون سبباً رئيسياً لداء السكري من النوع الثاني، كما تسبب أمراضاً عدة في الجهاز الهضمي كأمراض الكبد وسرطان القولون.   3- تؤثر على الجهاز الهيكلي العظمي والعضلي وتسبب آلام المفاصل وهشاشة العظام.   4- ضعف البصر.    5- أمراض الجهاز البولي كإلتهابات الكلى والحصاوى في الكلى والمرارة.   6- أمراض الجهاز التناسلي والعقم وزيادة مشاكل الحمل عند السيدات.   7- كذلك يواجه الأطباء  بعض المشكلات عند إجراء عمليات جراحية للمرضى الذين يعانون من  السمنة. ولابد من لفت النظر إلى أهمية المحافظة على وزن الطفل ضمن المعدلات الطبيعية حيث تبين أن الطفل البدين أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة بعد سن البلوغ.

درهم وقاية خير من قنطار علاج

منع حدوث البدانة وتنظيم النظام الغذائي أسهل بكثير من علاج البدانة بعد حدوثها.
منع حدوث البدانة وتنظيم النظام الغذائي أسهل بكثير من علاج البدانة بعد حدوثها، هذا ما يقوله خبراء التغذية، وكأننا نكرر مقولة "درهم وقاية خير من قنطار علاج". لا بد هنا من الأخذ بعين الإعتبار أن العلاج لا يقتصر على السمنة كمشكلة مفردة بحد ذاتها بل أيضاً الوقاية من الأمراض السارية ذات الصلة بالسمنة والحد منها، وكي يكون العلاج متكاملاً لا بد من تهيئة بيئة إجتماعية داعمة بحيث يكون خيار الغذاء الصحي والنشاط البدني هو الخيار الأرجح قبل اللجوء إلى الأدوية أو المتممات الغذائية أو حتى العمليات الجراحية.
ومن أهم أساليب إنقاص الوزن الزائد: 1-     تقليل إجمالي استهلاك  الدهون والسكريات وزيادة استهلاك الفواكه والخضار، فضلاً عن البقوليات والحبوب والمكسرات. 2-     الانخراط في النشاط البدني بانتظام كالمشي السريع، السباحة، الركض، قفز الحبل، التمرينات المنزلية أو السويدية  (60 دقيقة يومياً للأطفال و150 دقيقة أسبوعياً للكبار). يمكن أيضاً الاشتراك بناد رياضي مع مجموعة من الزملاء ما يشجع على الاستمرارية في أداء التمارين الرياضية. 3-      - تعديل نمط الحياة وعادات تناول الطعام غير السليمة من قبيل تجنب الأكل بسرعة أو النوم بعد الأكل مباشرة، وعدم الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الأملاح كبعض أنواع الجبن والمخللات، والإقلال من شرب المنبهات كالقهوة والشاي. 4-     زيارة استشاري تغذية  لوضع نظام غذائي صحي يتناسب مع الحالة الصحية للبدين وعمره وعدم استخدام أي رجيم غذائي موجود في كتاب أو عبر الإنترنت لأنه قد يضر ولا ينفع.   بالإضافة إلى كل ما سلف ذكره لا بد من التذكير بأن الصناعة الغذائية باتت تهتم بنسبة السعرات الحرارية الموجودة في الأغذية المنتجة، ما يمكن الشخص الذي يعاني من البدانة من اختيار المأكولات التي تحتوي على نسبة أقل من الدهون والسكريات. أما بالنسبة  للجراحة التجميلية، فهي الحل الأخير الذي قد يلجأ إليه الجراحون  لعلاج البدانة لأنها قد تسبب مضاعفات أشد خطراً من البدانة في حد ذاتها.

العلاج السحري

"إنه العلاج السحري، مضمون ومن دون مخاطر صحية، نضمن لك استعادة المال في حال لم يناسبك الدواء". هذه واحدة من العبارات التي تستخدمها بعض الشركات لجذب من يعانون من البدانة من أجل خسارة سهلة للوزن. هكذا يتم تحويل المشكلة إلى سلعة تجارية والبدين إلى أداة للربح السريع.
لا تلتفتوا إلى الإعلانات التي تدعو إلى استخدام بعض الدهون واللاصقات على الجلد أو حتى المتممات الدوائية المستوردة بدون ترخيص والتي تدعي المساعدة على تخفيف الوزن، لاسيما وأن العديد من الدراسات تشير إلى أنها تؤثر سلباً على الجسم مستقبلاً، ولمزيد من الإطمئنان لا بد من استشارة الطبيب المختص أو الصيدلي قبل تناول أي دواء أو متمم غذائي للتنحيف. ختاماً أذكر قول الطبيب العربي الحارث بن كلدة في هذا المجال حيث قال: "الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد". عبارةٌ تختصر كل الحلول فأفضل الدواء رفع اليد عن الطعام وأنت تشتهيه.