تفاقم كارثة الهند الوبائية بفيروس كورونا
فيروس كورونا يتفشى بشكلٍ مخيف في الهند، والعدد الفعلي للإصابات في ثاني أكبر دول العالم تعداداً ربما يزيد عن الأرقام الرسمية بخمس إلى 10 مرات.
كشفت بيانات وزارة الصحة الهندية عن أكثر تسجيل من 386 ألف إصابة جديدة اليوم الجمعة، بينما زادت الوفيات 3498 في الساعات الـ24 الماضية.
ومع هذا، يعتقد خبراء طبيون أن العدد الفعلي للإصابات في ثاني أكبر دول العالم تعداداً ربما يزيد عن الأرقام الرسمية بخمس إلى 10 مرات.
ووفق إحصاءات رويترز، زاد عدد الإصابات بفيروس كورونا في الهند بنحو 7.7 مليون إصابة منذ نهاية فبراير/شباط عندما اشتدت الموجة الثانية من المرض، في حين أن الزيادة السابقة بنفس المقدار حدثت خلال ما يقرب من ستة أشهر.
ويشار إلى أن الهند تواجه أزمة عميقة إذ تواجه المستشفيات ومشارح حفظ الجثث ضغطاً شديداً، فضلاً عن عجز في إمدادات الأدوية والأكسجين وفرض قيود مشددة على الانتقالات في أكبر المدن.
الهند لا تملك مخزونات كافية لمواجهة الموجة الثانية
تقول السلطات الهندية إن جميع مراكز التطعيم في مدينة مومباي التجارية أغلقت أبوابها لثلاثة أيام بدءاً من اليوم الجمعة، بسبب نقص اللقاحات، في حين سجلت البلاد زيادة قياسية يومية جديدة في الإصابات بكوفيد-19.
ولا تملك الهند، أكبر منتج للقاحات في العالم، مخزونات كافية لمواجهة الموجة الثانية الفتاكة من الجائحة، على الرغم من أن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تعتزم تطعيم جميع البالغين بدءاً من الأول من أيار/مايو.
ومنذ كانون الثاني/يناير لم يتم تطعيم سوى 9% فحسب بجرعة واحدة من اللقاحات من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
وفي ولاية جوجارات، مسقط رأس مودي، قال مسؤولون إن تطعيم من هم في الفئة العمرية بين 18 و45 عاماً سيبدأ بعد نحو أسبوعين، لأن الولاية تتوقع أن تتسلّم اللقاحات بحلول ذلك الحين.
أكثر من 40 دولة تتعهّد بتقديم المساعدات للهند
وبدأت مساعدات عالمية تصل إلى الهند التي تجد صعوبة في التصدي لما وصفته بأنه "كارثة إنسانية".
ووصلت أول رحلة أميركية تحمل اسطوانات ومنظمات أكسجين وأدوات للتشخيص السريع وكمامات (إن95) وأجهزة لقياس الأكسجين إلى العاصمة الهندية دلهي اليوم الجمعة.
وكتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر "مثلما هبت الهند لمساعدتنا في وقت مبكر من الجائحة، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل على نحو عاجل لتقديم مساعدة إلى الهند وقت حاجتها".
وحطّت طائرة الشحن العسكرية "سوبر غالاكسي" التي تحتوي على أكثر من 400 قارورة أكسيجين بالإضافة إلى معدّات استشفائية أخرى وقرابة مليون من معدات الفحص السريع لكشف الإصابة بكوفيد-19، في مطار نيودلهي الدولي.
مسؤولون أميركيون أكدوا أن الرحلات الخاصة التي ستنقل معدات تبرع بها أفراد وشركات، ستستمر الأسبوع المقبل.
من جهتها، أعلنت اليابان اليوم الجمعة، أنها أيضاً ستساهم في الجهود الدولية لمساعدة الهند، وستُرسل 300 جهاز توليد أكسجين و300 جهاز تنفس.
وصرّح وزير الخارجية الياباني في بيان له أن "بلاده تقف إلى جانب الهند، صديقتنا وشريكتنا، في جهودها لمكافحة وباء كوفيد-19 بفضل هذه المساعدة العاجلة الإضافية".
وفي تصريح له، قال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان شرينغلا للصحافة يوم أمس الخميس إن "أكثر من 40 دولة تعهّدت بإرسال مساعدة طبية حيوية خصوصاً الأكسيجين".
في المجمل، تشمل المساعدات المعلنة أكثر من 550 مرفقاً لإنتاج الأكسجين وأكثر من 4000 جهاز لتوليد أكسجين 10 آلاف قارورة أكسيجين بالإضافة إلى 17 صهريج تبريد.
وأضاف أنه تم إرسال مئات آلاف الجرعات من اللقاحات المضادة لكورونا أيضاً ومكوّنات أساسية في تصنيع اللقاحات والأدوية، ولفت شرينغلا إلى "أنه وضع غير مسبوق".
وأحصت الهند حوالى 18,5 مليون إصابة بكوفيد-19 منذ بدء تفشي الوباء، بينها أكثر من 6 ملايين في شهر نيسان/أبريل الحالي وحده.
وتوفي أكثر من 200 ألف شخص لكن يعتقد خبراء كثرٌ أن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير من الأعداد المعلنة.
منظمة الصحة العالمية: التجمعات سبب رئيسي
منظمة الصحة العالمية كانت قد أكدت أن "تدافع الناس في الهند إلى المستشفيات من دون داعٍ، تسبب في تفاقم الأزمة، وهي في تزايد والحالات في ارتفاع جنوني، بسبب التجمعات الكبيرة وظهور سلالات شديدة العدوى وانخفاض معدلات التطعيم".
وفي مناطق كثيرة خارج نيودلهي وماهاراشترا، تعاني المستشفيات نقصاً في الأسرّة والأكسيجين والأدوية، ما يُرغم عائلات المصابين على محاولة الحصول عليها بكل لوسائل لإنقاذ أقاربهم.
متحوّر مزدوج ... أكثر عدوى
في السياق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تحقيق مطول لمراسليها في الهند أن الأطباء والجمهور ووسائل الإعلام في الهند يحددون النسخة المتحورة من فيروس كورونا الذي يطلق عليها اسم "متحور مزدوج" – وهي أكثر عدوى وأكثر مقاومة للقاحات - كتفسير لتزايد ارتفاع حالات الإصابة بالمرض.
ويشير هؤلاء إلى أدلة غير مؤكدة على وجود عدوى حتى بين الذين تم تطعيمهم. لكن العلماء يقولون إن البيانات ضئيلة للغاية، وأشاروا إلى أسباب أخرى محتملة وراء الموجة الثانية للوباء في البلاد.