حصيلة قياسية جديدة بفيروس كورونا في الهند

تستمر الأزمة الوبائية في الهند في حصد ضحاياها مع تواصل تحطيم الأرقام القياسية بعدد الإصابات والوفيات اليومية جرّاء انتشار فيروس كورونا.

  • قاعة تمّ تحويلها إلى مركز رعاية لمرضى كورونا في نيودلهي 29 نيسان/أبريل (أ ف ب).
    قاعة تمّ تحويلها إلى مركز رعاية لمرضى كورونا في نيودلهي 29 نيسان/أبريل (أ ف ب).

أكّدت وزارة الصحة الهندية اليوم الخميس، تسجيل 3645 وفاة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، بزيادة 350 عن اليوم السابق في حصيلة قياسية جديدة لهذا البلد الذي انتشر فيه الوباء بشكل واسع.

وبذلك ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في الهند التي تشهد موجة حادة من انتشار المرض، إلى 204 آلاف و832.

وسجلّت البلاد نحو 380 ألف إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، في رقم قياسي عالمي جديد أيضاً.

وفي نيسان/أبريل وحده، أحصت البلاد أكثر من 6 ملايين إصابة جديدة بكوفيد-19. وتبدو الأزمة الصحية خطيرة خصوصاً في نيودلهي حيث يموت الناس على أبواب المستشفيات المزدحمة.

وهذه الزيادة الهائلة نسبت جزئياً إلى متحور هندي للفيروس، إلى جانب التجمعات الحاشدة في المناسبات السياسية والدينية، وتسببت في ضغط هائل على المستشفيات التي تعاني من نقص في الأسرّة والأدوية والأكسجين.

واعترف كبير المستشارين العلميين للحكومة، البروفسور كاي فيجاي راغافان، أنه كان بإمكان الحكومة فعل المزيد للاستعداد لهذه الموجة الثانية.

وقال إن "الحكومة المركزية وحكومات الولايات بذلت جهوداً كبيرة لتعزيز البنية التحتية للمستشفيات والرعاية الصحية خلال الموجة الأولى (...) لكن عندما تراجعت تلك الموجة قد يكون الشعور بخطورة الوضع تراجع أيضاً".

وأضاف أنه "ببساطة ليس من الممكن تعزيز قدرات نظام الصحة العامة في عام واحد إلى مستوى يكفي للتعامل مع ما نشهده اليوم".

وكشفت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، سر "الكارثة" التي تواجهها الهند جرّاء تفشي إصابات فيروس كورونا. وقالت المنظمة إن "تدافع الناس في الهند إلى المستشفيات من دون داع، تسبب في تفاقم الأزمة".

ما مسببات وخلفيات "كارثة" الهند؟

حضر الملايين من الناس "مهرجاناً هندوسياً" قبل أسبوعين في الهند، على الرغم من ظهور سلالات جديدة من الفيروس، بما في ذلك سلالة "متحولة مزدوجة"، ولم يتوقف أيضاً الدوري الهندي الممتاز في الكريكيت الذي يدر الملايين من الدولارات على الهند.

متوسط العمر في الهند هو 26.8، وبالتالي من المحتمل أيضاً أن الاستهتار كان من الأفواج الأصغر سناً التي تنظر إلى الفيروس على أنه يؤذي الأكبر سناً.

أما معدل الوفيات المنخفض في الهند فهو مضلل إلى حد كبير، حيث يوحي بأن الأمر ليس بهذا السوء ولكن فعلياً الأرقام لا تعكس الواقع، إذ أن معدلات الفقر لا تسمح بدفع كلفة الفحص ومن جهة عدم توفر المعدات المطلوبة لإجراءه في أماكن أخرى.

الاستخفاف ظهر أيضاً إذا ما عاينا خطاب المسؤولين في الهند منذ التفشي في الموجة الأولى من وباء كورونا، خاصة بعد بدء التراجع بالأرقام، التي توحي بأن الفيروس قد تم التغلب عليه أو أن بعض المناطق كانت تقترب من مناعة القطيع؛ وأن التلقيح كان وشيكاً، مما يجعله قابلاً للتحكم، وحتى في بعض الأحيان الاستخفاف بالعوارض.

وفي حين أن العالم بأكمله عملياً وضع في خانة الخيار بين الاقتصاد والأرواح، لم تأمن الدولة الهندية ما يلزم من مقومات لخوض المواجهة الحقيقية، وكان اليأس الاقتصادي منشأ الاستخفاف على الرغم من قوة الاقتصاد الهندي بالأرقام.