مرض تصلب الشرايين.. التشخيص والعلاج
مرض تصلب الشرايين هو حالة تراكم وتجمع مواد شحمية ودهنية متأكسدة على طول جدران شرايين الدم وتفاعلها مع هذه الجدران، تعرف من خلال هذا المقال على طرق تشخيصه وعلاجه..
تصلب الشرايين أو التصلب العصيدي، مصطلح طبي يطلق على حالة تراكم وتجمع مواد شحمية ودهنية متأكسدة على طول جدران الشرايين وتفاعلها مع جدار الشريان، وترسب الدهون وتجمع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدار الشرايين، مسببة تضيقها وتراكم المواد الدهنية والشحمية التي تصبح كثيفة وقوية.
وبالتالي تفقد الجدران ليونتها ومرونتها وربما يتسبب ذلك بانسدادها، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه، فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو.
وإذا حصل انسداد كامل للشريان فهذا يؤدي إلى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان، كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، وقَد يسبب الانسداد في نهاية الأمر حدوث نوبة أو سكتة قلبية.
تشخيص مرض تصلب الشرايين
هناك عدد من الفحوصات والقياسات الطبية التي يلجأ إليها الطبيب للمساعدة في تشخيص مرض تصلب الشرايين ومنها:
- قياس نسبة الدهون والكوليسترول في الجسم عن طريق أخذ عينة من الدم وتحليلها في المختبر.
- التأكد من فعالية أداء الكبد والكليتين.
- فحص مستوى البروتين الشحمي مرتفع الكثافة (HDL) ومستوى البروتين منخفض الكثافة (LDL)، حيث يوفر النوع الأول بعض الحماية من المرض الشرياني بعكس النوع الثاني.
- التأكد من عدم وجود مرض السكري.
- استخدام جهاز التشخيص المقطعي للجسم، واستعمال آلة تسمى مرسمة كهربائية القلب لمعرفة أي عطب في القلب.
- التصوير النووي الشعاعي للتعرف على مرض الشريان التاجي، ويتم ذلك بحقن المريض بمادة مشعة في دمه، والتي بدورها تنتشر في عضلات القلب حيث يستطيع الطبيب رؤيتها على شاشة خاصة.
- تخطيط الأوعية التاجية للتعرف على حالة الشرايين التاجية.
وبعد مقابلة مع الأخصائي في الأمراض القلبية الدكتور فؤاد طباجة الذي أوضح أن هذا المرض يحصل مع التقدم في السن عند معظم الناس، والأكثر إصابة هم من يعانون من ارتفاع الدّهنيات، ومرضى السكري، وقليلو الحركة، وأيضاً المدمنون على الكحول أو المخدرات، إضافة إلى أن العامل الوراثي له دور كبير.
أسباب الإصابة بتصلب الشرايين
من الأسباب المعروفة والشائعة للإصابة بتصلب الشرايين:
- ارتفاع مستويات الكوليسترول وترسبات الكالسيوم في الدم، نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي الشحومات الحيوانية مثل السمن البلدي والزبدة والقشطة، وهذا بالطبع يزيد من خطر تصلب الشرايين.
- قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين البدنية، والنوم بعد ملء المعدة، فهذه الأمور تؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يسبب حدوث النوبة القلبية، إلى جانب أنها تؤدي إلى عدم التمثيل الكامل للغذاء، مما قد يؤدي إلى ترسب المواد الدهنية في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد ضغط الدم المرتفع من مخاطر تصلب الشرايين.
- التدخين الذي يعد من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بتصلب الشرايين.
- التوتر والانفعالات العصبية والإجهاد الفكري المستمر.
- الأوزان الزائدة والبدانة المفرطة، حيث تلعب السمنة الزائدة دوراً مباشراً في الإصابة بأمراض القلب عامة، وتصلب الشرايين خاصة.
- العوامل الوراثية التي تلعب أيضاً دوراً مهماً في الإصابة بالمرض والإصابة بمرض السكري.
كما أكد لنا الطبيب طباجة أن عوارض هذا المرض تختلف بحسب نسبة الإصابة، وكذلك بحسب العضو المصاب، وقد ضرب مثالاً بأن إصابة الشرايين القلبية تؤدي إلى الذبحة القلبية.
كما وأشار إلى أن هذه العوارض تظهر نتيجة تراكم الدهون على مدى سنوات، والذي لا يكون مصحوباً عادة بأي أعراض أو علامات مباشرة إلى أن يتأثر سريان وتدفق الدم تأثراً شديداً مؤدياً إلى نقصان في تروية وتغذية الأعضاء، وهنا تظهر الأعراض والعلامات التي يعتمد نوعها على نوع العضو الذي تأثر.
وفي حالات كثيرة يعاني أكثر من عضو من نقص التغذية بالدم نتيجة تضيق الشرايين التي تغذيها بسبب تصلب الشرايين، وغالباً ما تظهر هذه الأعراض بعد سن الخمسين أو أكثر، وتكون النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية أول الأعراض.
أهم عوارض تصلب الشرايين
الشعور بألم في الصدر نتيجة نقصان التروية الدموية إلى عضلة القلب، وخصوصاً عند بذل الجهد عندئذ تحتاج عضلة القلب إلى ترويتها بالدم، ويمكن ملاحظة ذلك جلياً على كبار السن.
عندما تتأثر شرايين الرجلين بمرض تصلب الشرايين، فنرى كبير السن مثلاً يمشي لفترة ثم يتوقف نتيجة شعوره بالألم ثم يمشي مرة أخرى، وهذه العلامة تسمى بالمشي المتقطع نتيجة تصلب شرايين الرجلين، لكن في الحالات المتقدمة يحدث ألم الساقين حتى أثناء الراحة.
أيضاً من الأعراض وجود فرق في قياس ضغط الدم بين ضغط الساعد للطرف العلوي وضغط أسفل الساق.
أجزاء الجسم التي تتأثر بتصلب الشرايين
تصلب الشرايين يمكن أن يحدث في أي جزء من أجزاء الجسم، وأهم الأعضاء الحساسة لحدوثه هي:
- القلب: حيث يسبب تصلب الشرايين الإصابة بأمراض القلب.
- الدماغ: حيث يسبب أيضاً الإصابة بالسكتة الدماغية.
- الأطراف: مثل الساقين، وهنا يحدث ضعف الدوران أو الغرغرينا.
- الأمعاء: حيث يسبب تصلب الشرايين موت أجزاء منها.
مضاعفات الإصابة بمرض تصلب الشرايين
تؤدي الإصابة بمرض تصلب الشرايين إلى حدوث عدة مضاعفات منها: حصول أمراض القلب مثل جلطة القلب أو الذبحة الصدرية، السكتة الدماغية، الإصابة بجلطة الشريان المغذي للأطراف السفلية، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، ضعف حيوية ووظيفة أعضاء الجسم المختلفة مثل ضعف الحركة، أو حدوث ضعف في الإبصار، ووظائف المخ العليا مثل ضعف الذاكرة.
الوقاية من تصلب الشرايين وعلاجه
للوقاية من الظهور المبكر لتصلب الشرايين، أو على الأقل الحد من شدته يمكن اتباع الآتي:
- الإقلاع عن تناول المأكولات الدهنية المحتوية على نسبة عالية من الكوليسترول مثل الحلويات والبيض والزبدة واللحوم.
- المحافظة على ممارسة التمارين البدنية مثل المشي أو السباحة.
- الإقلاع عن التدخين.
- الإكثار من تناول الفاكهة والخضار الطازجة.
- التحكم في وزن الجسم ومحاربة البدانة.
- العلاج المبكر والفعال لمرض ارتفاع ضغط الدم، وكذلك العلاج المبكر والفعال لمرض السكري.
- التشخيص والعلاج المبكر لمشاكل الكلى، وكذلك العلاج المبكر والفعال لحالة زيادة الدهون والكوليسترول.