انتشار كورونا يتباطأ في أوروبا.. ويتسارع في أميركا اللاتينية
البرازيل تتخطى عتبة مليون إصابة بفيروس كورونا المستجدّ، وأوروبا 2,5 مليون إصابة، في وقت يتحدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفيروس عبر تنظيم أول تجمع انتخابي له على وقع الأزمة.
رغم تجاوز الولايات المتحدة عتبة مليون إصابة بفيروس كورونا، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يترشح لولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية، يصر على جمع عشرات آلاف من مناصريه في تولسا بولاية اوكلاهوما.
وفيما يزداد عدد الإصابات المؤكدة في أوكلاهوما، سيجتمع نحو 20 ألف شخص في قاعة مغلقة. واللافت أن أياً من أنصار ترامب الذين توافدوا إلى المدينة منذ الجمعة كان يضع كمامة.
أما البرازيل، فيرجح أن تتخطى الدولة الثانية في العالم الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات، عتبة 50 ألف وفاة في الأيام المقبلة، بعدما بلغ عدد الوفيات بالفيروس 49 الفاً تقريباً الجمعة.
ومنذ مطلع حزيران/يونيو، سجّلت البرازيل التي أصبحت البؤرة العالمية الجديدة للوباء، أكبر عدد من الإصابات، التي بلغت 518 ألفاً، في حين بلغت الوفيات 19 ألفاً.
يأتي ذلك فيما يتباطأ تفشي الفيروس في أوروبا، حيث يتواصل رفع إجراءات العزل، فقد أعلن رسمياً عن أكثر من 2,5 مليون إصابة في القارة، أكثر من نصفها في روسيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا بحسب التعداد المذكور.
ويستمر الرفع التدريجي لقيود الإحتواء في الدول الأوروبية، إذ أعلنت الحكومة الفرنسية إعادة فتح دور السينما والكازينوهات الاثنين، على أن يسمح للجمهور بالعودة إلى الملاعب اعتباراً من 11 تموز/يوليو بدون تجاوز 5 آلاف متفرج كحد أقصى.
وأضافت الحكومة الفرنسية أن إعادة فتح الملاهي الليلية والمعارض والعروض وإعادة تسيير الرحلات البحرية الدولية، قد يتقرر "ابتداءً من أيلول/سبتمبر" إذا استمر الوباء في التراجع.
بدوره، ذكّر رئيس الوزراء الاسباني، بيدرو سانشيز، مواطنيه بأن أسبانيا تبقى معرضة لفيروس كورونا المستجد، وعليها أن تحافظ على تدابير الحماية، وذلك قبل بضع ساعات من إعادة فتح البلاد حدودها أمام الاوروبيين.
وقال سانشيز في كلمة متلفزة "نبقى معرضين. علينا أن نظل يقظين ونلتزم إجراءات النظافة والحماية بحذافيرها".
وأسبانيا هي إحدى الدول الأكثر تضرراً بالوباء مع تسجيلها أكثر من 28 ألف وفاة، وتخرج من إغلاق مشدد استمر 14 اسبوعاً.
ومنتصف ليل السبت/الأحد، ترفع البلاد حال التأهب التي أعلنتها في 14 آذار/مارس، وتعيد فتح حدودها البرية مع فرنسا وموانئها ومطاراتها أمام مواطني الاتحاد الأوروبي. لكن البرتغال لن تعيد فتح حدودها مع إسبانيا سوى في الأول من تموز/يوليو.
وسيتمكن الإسبان أنفسهم من التنقل في كل أنحاء البلاد، بعدما أجبروا على البقاء في أقاليمهم ومناطقهم.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية المتنامية التي تسبب بها الوباء، اجتمع قادة الاتحاد الاوروبي، الجمعة، عبر الفيديو من دون اتخاذ أي قرار. وتوافقوا على اللقاء مجدداً منتصف تموز/يوليو في بروكسل، للتوصل إلى اتفاق على خطة نهوض ضخمة بقيمة 750 مليار يورو.
في المقابل، يسجل الوباء انتشاراً سريعاً في أميركا اللاتينية.
وأعلنت الحكومة المكسيكيّة، أنّ حصيلة وفيات الوباء في البلاد تجاوزت الجمعة عتبة 20 ألفاً، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 5 آلاف إصابة جديدة بالفيروس في يوم واحد.
بالتزامن مع ذلك، أرجأت سلطات مكسيكو لأسبوع استئنافَ الأنشطة الاقتصاديّة في العاصمة الذي كان مقرّراً في الأصل الإثنين، وذلك في محاولة لتقليل عدد الإصابات بالفيروس وعدد الأشخاص الذين يتمّ نقلهم إلى المستشفيات.
وسجّلت كولومبيا من جهتها، الجمعة، 95 وفاة في يوم واحد، وهو عدد قياسي، متجاوزة عتبة 2000 وفاة منذ بداية تفشي الوباء.
ولا يزال الوباء يتفشى في مناطق أخرى من العالم. إذ أعلنت إيران، السبت، تسجيل أكثر من 100 وفاة وأكثر من 2000 إصابة في يوم واحد، في حين دخلت البلاد الشهر الخامس منذ بداية فرض قيود الاحتواء.
وسجّل المغرب 539 إصابة جديدة بالمرض، في أعلى حصيلة يومية منذ الإعلان عن أول إصابة في المملكة مطلع آذار/مارس، إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة المغربية من الإعلان، الجمعة، عن تخفيف جديد للقيود السارية منذ منتصف آذار/مارس.
كل ذلك يثير قلق منظمة الصحة العالمية، التي حذّرت من أن العالم دخل "مرحلة خطيرة".
وأعلن مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن "الفيروس يواصل التفشي سريعاً، ويبقى مميتاً، ولا يزال غالبية الناس عرضة له".