في اليوم العالمي لمكافحة السرطان "هذا أنا، و هذا ما سأفعل "
تحت شعار "هذا أنا.. وهذا ما سأفعل" يتحد العالم لإحياء اليوم العالمي لمرض السرطان، ويعد هذا اليوم فرصة لنشر التوعية حول المرض وحشد دعم الحكومات لإنهاء الاجحاف الناجم عن المعاناة من السرطان.
في الرابع من شباط/فبراير يتحد العالم بأجمعه لإحياء اليوم العالمي للسرطان، حيث يعد فرصة لنشر التوعية حول هذا المرض، وحشد دعم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد و المجتمع الدولي لإنهاء الاجحاف الناجم عن المعاناة من هذا المرض.
وبتنظيم من الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، تّم إطلاق حملة " هذا أنا، وهذا ما سأفعل " العام الماضي لمدة تستمر 3 سنوات، و تهدف هذه الحملة العالمية إلى تمكين الجميع للأخذ على عاتقهم الحد من وقع مرض السرطان على مستوى الفرد والمجتمع والعالم بأسره، وذلك من خلال إظهار تأثير الإجراءات والمداخلات الفردية على المستقبل. وتوفر منظمة الصحة العالمية الإرشادات اللازمة لمكافحة العبء الناتج عن مرض السرطان بأسلوب شامل ومتكامل يعتمد التنسيق بين القطاعات لتعزيز الأنظمة الصحية للوصول للتغطية الصحية الشاملة، وتحقيق استجابة أقوى على مستوى الرعاية الصحية الأولية ضدّ هذا المرض الذي يحصد حياة الملايين حول العالم كل عام.
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر المناطق تأثراً في العالم بهذا الوباء. وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان، تقر منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بأهمية دور جميع المعنيين في تعزيز النظم الصحية في كل مكان، بما في ذلك تنسيق و تقديم خدمات صحية فعالة وموجّهة لمرضى السرطان لتحقيق مستقبل يضمن الصحة للجميع.
حقائق عالمية عن السرطان:
السرطان هو ثاني الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة على مستوى العالم.
• تقِّدّر الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن رجلاً واحداً من كل 5 رجال، وامرأة واحدة من كل 6 نساء في جميع أنحاء العالم سيصابون بالسرطان على مدى حياتهم، وأن رجلأً واحداً من كل 8 رجال وامرأة واحدة من بين 11 امرأةً سيموتون بسبب هذا المرض. وهذا يعادل حوالي6.9 مليون شخص يموتون بمرض السرطان، وردت هذه الإحصاءات عام 2018.
• تحدث نحو 70 %من إجمالي وفيات مرض السرطان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. هذه البلدان هي غير المؤهلة تأهيلاً كافياً لتقديم الخدمات التي يحتاجها مرضى السرطان، أو غير المؤهلة لإدارة العواقب الاجتماعية أو الاقتصادية لهذا العبء.
• ثلث حالات السرطان الشائعة على الأقل يمكن الوقاية منها. تمثل الطفرات الجينية دوراً بنسبة 5-10 %من حالات السرطان. 27 %من حالات السرطان تتعلق بتعاطي التبغ والكحول.
• يمكن إنقاذ حياة ما يصل إلى 7.3 مليون شخص كل عام عن طريق تنفيذ استراتيجيّات الوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه وعلاجه
• يُقدَّر إجمالي التكلفة الاقتصادية للسرطان بنحو 16.1 تريليون دولا أمريكي. وهذا يُترجم إلى خسارة في الإنتاجية وفي دخل الأسر المعيشية، فضلاً عن الحد من نوعية الحياة، والإعاقة، والوفاة المبكرة في نهاية المطاف.
• وإذا استثمرنا 4.11 مليار دولار أميركي في استراتيجيات الوقاية، فإننا سنوفر مبلغاً كبيراً يقدر بمائة مليار دولار أمريكي من تكاليف عالج
السرطان التي تم تجنّبها.
ما العوامل المسبّبة للسرطان؟
ينشأ السرطان عن تحوّل الخلايا العادية إلى أخرى ورمية في عملية متعدّدة المراحل تتطور عموماً من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة. وهذه التغيّرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وثلاث فئات من العوامل الخارجية، ومنها ما يلي:
العوامل المادية المسرطنة، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيّنة؛ والعوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكوّنات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوّثات الغذائية) والزرنيخ (أحد ملوّثات مياه الشرب)؛ والعوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات. وتحتفظ المنظمة بتصنيف للعوامل المسرطنة من خلال وكالتها المعنية ببحوث السرطان، أي الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
ويُعدّ التشيّخ من العوامل الأساسية الأخرى للإصابة بالسرطان الذي ترتفع معدلاته بشكل كبير مع التقدّم في السن، ومن المُرجّح أن يُردّ ذلك إلى زيادة مخاطر الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان مع التشيّخ. ويقترن تراكم مخاطر الإصابة بالسرطان بميل فعالية آليات إصلاح الخلايا إلى الاضمحلال كلّما تقدم الشخص في السن.
عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان
تعاطي التبغ والكحول واتباع نظام غذائي غير صحي وقلّة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، وهي أيضاً عوامل الخطر الأربعة المشتركة المرتبطة بالإصابة بأمراض غير سارية أخرى.
وتمثّل بعض الالتهابات المزمنة عوامل خطر للإصابة بالسرطان وهي تكتسي أهمية كبرى في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل. وقد نجمت نسبة 15% من أنواع السرطان التي شُخِّصت في عام 2012 عن الإصابة بالتهابات مسرطنة، ومنها جرثومة الملوية البوابية وفيروس الورم الحليمي البشري وفيروسا التهاب الكبد B و C وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس إبشتاين – بار3.
إقرأ أيضاً: العدوى الأكثر انتشاراً في العالم.. ما أعراض جرثومة المعدة؟
أمّا الإصابة بفيروسي التهاب الكبد B و C وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري فتزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد وعنق الرحم على التوالي، فيما تسفر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري عن زيادة خطورة الإصابة بسرطانات من قبيل سرطان عنق الرحم زيادة كبيرة.
تغيير عوامل الخطر وتلافيها
تغيير عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالمرض أو تلافيها يقلل من عبء السرطان، ومنها مايلي:
تعاطي التبغ، بما فيه تدخين السجائر والتبغ العديم الدخان
فرط الوزن والسمنة
اتباع نظام غذائي غير صحي ينطوي على تناول كمية قليلة من الخضر والفواكه
قلّة النشاط البدني
تعاطي الكحول
عدوى فيروس الورم الحليمي البشري المنقولة عن طريق الجنس
العدوى بفيروس التهاب الكبد B أو بغيره من حالات العدوى المسرطنة
الإشعاع المؤيّن والأشعة فوق البنفسجية
تلوّث الهواء في المناطق الحضرية
التعرّض للدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب داخل الأماكن المغلقة.
ويمثّل تعاطي التبغ أهم عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان، وهو المسؤول عن 22% من الوفيات الناجمة عن السرطان عالمياً.
تطبيق استراتيجيات الوقاية
يمكن وقاية الناس من السرطان عن طريق ما يلي:
زيادة تجنّب عوامل الخطر المذكورة أعلاه؛
التطعيم ضدّ فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد B؛
السيطرة على الأخطار المهنية؛
التقليل من التعرّض للأشعة فوق البنفسجية؛
التقليل من التعرّض للأشعة المؤيّنة (التصوير بالأشعة لأغراض التشخيص المهني أو الطبي).