5 سنوات على اتفاق باريس للمناخ.. ما الذي تحقق؟
في الذكرى السنوية الخامسة لإعلان اتفاقية باريس للمناخ، الأمين العام للأمم المتحدة يدعو دول العالم إلى إعلان حالة "الطوارئ المناخية"، في بلدانهم لدفع الجهود لتجنب ارتفاع كارثي في درجة حرارة الأرض.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في كلمة افتتاحية، خلال قمة عن المناخ، اليوم السبت، إن على زعماء العالم إعلان حالة "الطوارئ المناخية"، في بلدانهم لدفع الجهود لتجنب ارتفاع كارثي، في درجة حرارة الأرض.
ويتحدث أكثر من 70 زعيماً في القمة الافتراضية التي تستمر يوماً واحداً وتستهدف حشد الجهود من أجل تخفيضات أكبر في الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة الحرارة، وذلك في الذكرى السنوية الخامسة لإعلان اتفاقية باريس للمناخ.
وقال غوتيريش في كلمة عبر الاتصال المرئي "هل يمكن لأحد أن ينكر أننا نواجه وضعاً طارئاً للغاية...لذلك أدعو اليوم كل الزعماء في أنحاء العالم إلى إعلان حالة طوارئ مناخية في بلدانهم حتى نصل إلى الحياد الكربوني".
ويعرض العشرات من رؤساء الدول والحكومات طموحاتهم لمكافحة الاحتباس الحراري يوم السبت في قمة افتراضية تهدف إلى استئناف الجهود، بعد خمس سنوات من توقيع اتفاق باريس.
وشارك القادة بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الصيني شي جينبينغ وممثلون عن الشركات والمجتمع المدني والشعوب الأصلية في هذه القمة التي تنظمها الأمم المتحدة وبريطانيا بالاشتراك مع تشيلي وإيطاليا.
وقال المنظمون إنه تمّ اختيار المتحدثين بسبب طموح أهدافهم المناخية، مؤكدين أنه "لن يكون هناك مكانة للبيانات العامة". وبين الغائبين البرازيل وأستراليا اللتين اعتبر حجم أهدافهما غير كافية.
"أسباب تدعو إلى الأمل"
في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2015 ووسط هتافات وفود من 195 دولة، اختتم 13 يوماً من المفاوضات الشاقة في اجتماع الأمم المتحدة بشأن المناخ، والتزام العالم بأكمله تقريباً إبقاء الاحتباس الحراري أقل من درجتين مئويتين وإذا أمكن 1,5 درجة، عما كان عليه قبل العصر الصناعي.
لكن بعد هذه الاندفاعة التاريخية، تراجع الحماس بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن انسحاب ثاني أكبر اقتصاد في العالم من اتفاقية باريس.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مديناً أن "سياسات المناخ ما زالت دون مستوى التحدي" اليوم على الرغم من ضغط الرأي العام.
وأضاف "نشهد ارتفاع الحرارة بمقدار 1,2 درجة مئوية ونلاحظ بالفعل تقلبات مناخية قصوى وغير مسبوقة".
ومن موجات الحر إلى الأعاصير المتتالية وحرائق الغابات الضخمة والفيضانات، يشكل تضاعف هذه الظواهر المدمرة مؤشراً واضحاً إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض التي شهدت للتو العقد الأكثر سخونة على الإطلاق.
ويفترض أن يقدم موقعو اتفاقية باريس عرضاً لوضع التزاماتهم بحلول نهاية 2020. لكن حوالى 20 دولة فقط تمثل أقل من 5%من الانبعاثات العالمية، فعلت ذلك عملياً.
وقالت الوزيرة الفرنسية للانتقال البيئي باربرا بومبيلي الجمعة على هامش زيارة إلى روما "نشعر أن هناك حاجة لتنشيط التحركات". وأضافت "هذا هو الوقت المناسب لكي تظهر دول عدة طموحاتها".
وقبل القمة أعلنت دول عدة عن خطط طموحة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتفاهمت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة على أن تخفض بحلول 2030 انبعاثاتها "بنسبة 55% على الأقل"، مقابل 40% من قبل، عما كانت عليه في 1990، من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأعلنت الصين مؤخراً نيتها تحقيق حياد الكربون بحلول 2060، بينما تعهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تحقيق هذا الهدف بحلول 2050.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة غرينبيس (السلام الأخضر) جون سوفين في بيان أن هناك "أسباباً تدعو إلى الأمل" مع هذه القمة.
وأكّد سوفين أنه "مع خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض واتخاذ إجراءات مناخية أقوى من قبل الصين وكوريا الجنوبية واليابان، لدينا الآن فرصة لجمع العالم معاً في جهد ضخم للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".