"فايننشال تايمز": البنوك الأميركية تتحضر للخسارة
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقول إن المقرضين مستعدون لتفريغ الديون بأسعار منخفضة، حتى عندما يكون المقترضون على اطلاع دائم بالمدفوعات.
في محاولة لتقليل تعرّضها لسوق العقارات التجارية غير المستقرة، تستعد بعض البنوك الأميركية، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية لبيع القروض العقارية بأسعار مخفّضة، حتى عندما يكون المقترضون ملتزمين بتسديد مدفوعاتهم.
وبعد تحذيرات عديدة من أن قطاع الأصول هو "القطاع الذي يجب التخلي عنه"، في سياق الاضطرابات الأخيرة في الصناعة المصرفية الإقليمية الأميركية، أصبح بعض المقرضين الآن على استعداد لقبول الخسائر، فيما يسمى بالقروض العقارية المنفذة.
وذكرت شركة أبحاث تركّز على العقارات التجارية "حقيقة أن البنوك التي تريد بيع القروض تظهر في الكثير من المحادثات"، مشيرة إلى أن بنك "HSBC USA" بصدد بيع مئات الملايين من الدولارات من القروض العقارية التجارية، ربما مع خصومات، كجزء من محاولة لإنهاء الإقراض المباشر لمطوري العقارات الأميركيين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وفي حين أن ممارسة تفريغ القروض المنفذة ليست سائدة كما كانت خلال أزمة عام 2008، يتوقع العديد من المشاركين في السوق زيادة حجم الصفقات هذا العام والعام المقبل.
بدوره، قال ديفيد أفيرام، مدير شركة "Maverick Real Estate Partners"، وهو صندوق خاص متخصص في القروض العقارية التجارية، إنه وبينما تستعد البنوك لإغلاق الربع الثاني من الأعمال هذا العام، فإنها تركّز بشكل كبير على "الحفاظ على دفتر قروض نظيف"، مضيفاً: "البنوك لا تريد إثارة مخاوف المنظّمين أو المستثمرين".
وتأتي تحرّكات البنوك لتفريغ القروض في الوقت الذي يدق فيه المسؤولون التنفيذيون والمنظمون أجراس الإنذار بشأن استقرار قطاع العقارات التجارية.
ومطلع الشهر الماضي، أشار موقع "بلومبرغ" الأميركي إلى أنّ المدخرين في البنوك التي انهارت مؤخراً، يبحثون عن بدائل من أجل الاحتفاظ بأموالهم الفائضة والحصول على سعر فائدة أفضل، مؤكداً أنّ التحوّل الذي أحدثه انهيار تلك البنوك يُشكّل مخاطر على النظام المالي الأميركي.
وفي العاشر من الشهر الجاري، أعلنت السلطات الأميركية، إغلاقها مصرف "سيليكون فالي بنك" المقرّب من أوساط التكنولوجيا، والذي وجد نفسه فجأةً في حالة تعسّر شديد، كما عهدت بإدارة ودائعه إلى المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة "FDIC".
وتزايد القلق لدى بعض المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين بالقطاع المالي من أن يكون لانهيار "بنك وادي السيليكون" (إس.في.بي)، تأثير الدومينو على البنوك الأخرى في الولايات المتحدة ما لم تجد الجهات التنظيمية مشترياً مطلع هذا الأسبوع لحماية الودائع غير المؤمّنة.