"فايننشال تايمز": أوروبا تواجه تضخماً أعلى من الولايات المتحدة
خبراء اقتصاديون يقولون إنّ أوروبا تواجه تضخماً أعلى من الذي سجلته الولايات المتحدة، وفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فيما يحذّر مستثمرون من خطر التباعد عبر الأطلسي.
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنّ أوروبا تواجه مشكلة تضخم أصعب من تلك التي تواجهها الولايات المتحدة. ويحذّر المستثمرون والمحللون على نحو متزايد، من خطر التباعد عبر الأطلسي، في الثروات الاقتصادية واستجابات صنّاع السياسات.
ووفق الصحيفة نفسها، مقابل ضعف النمو في أوروبا بشكل كبير، فقد سجّلت الولايات المتحدة توسّعاً سنوياً بنسبة 2.1%. وهذا الرقم هو للربع الثاني، إلى جانب علامات ضعف سوق العمل، ما أدّى إلى زيادة الآمال في "هبوط ناعم" في الولايات المتحدة، وترويض التضخم من دون الركود.
من جهتها، قالت كاثرين نيس، المسؤولة السابقة في بنك إنكلترا: "هناك علامات حقيقية على الاختلاف". وأضافت: "لقد كان التضخم الأساسي في الولايات المتحدة يتراجع بشكل مستمر منذ منتصف العام الماضي تقريباً، ولكن انخفاضه كان أبطأ في أوروبا، وكان نمو الأجور يتراجع بشكل أسرع في الولايات المتحدة".
بدوره، قال هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنكلترا، إنّ أوروبا "واجهت مزيجاً مختلفاً من الصدمات"، مشيراً إلى أنّ التعامل معها أصعب بكثير بالنسبة لواضعي أسعار الفائدة من تلك التي واجهتها الولايات المتحدة.
وإضافةً إلى ذلك، ومع تضرّر دخل الشركات والأفراد بشكل أكبر في أوروبا، فقد كافحت الشركات والأسر لمقاومة الخسائر أكثر من الولايات المتحدة، الأمر الذي أدّى إلى ترسيخ التضخم بشكل أعمق.
وحذرت إيزابيل شنابل، المسؤولة التنفيذية في البنك المركزي الأوروبي، من أنّ التضخم في منطقة اليورو من المرجح أن ينخفض بشكل أبطأ من ارتفاعه.
وقالت شنابل: "بينما سارعت الشركات إلى تمرير الزيادات الكبيرة في التكاليف إلى المستهلكين، فإنها قد تكون أكثر تردّداً في تمرير الانخفاضات في تكاليفها".
أما بيتر تشير، رئيس الاستراتيجية الكلية في أكاديمية الأوراق المالية في الولايات المتحدة، فقال من جهته: "هناك انفصال كبير بين ما تواجهه أوروبا وما نتعامل معه"، مضيفاً: "لن أتفاجأ إذا شعرنا خلال عام، بالقلق بشأن الانكماش مرة أخرى، بدلاً من التضخم".
والشهر الماضي، نشر معهد "كاتو" الأميركي، تقريراً أكد فيه محاولة أوروبا استبدال الغاز الروسي بشكل دائم. وأضاف أنّ الشتاء الأوروبي لن يكون دائماً دافئاً، ولا يوجد ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال، لاستبدال الغاز الروسي على المدى القصير. .
وفي مطلع آذار/مارس الماضي، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، إنّها "لا ترى عودة التضخم لمستوياته الطبيعية خلال المستقبل القريب، على الرغم من ظهور بوادر على ذلك". وجاءت تصريحاتها في الوقت الذي كان يتحضّر فيه البنك المركزي الأوروبي لرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الشهر الجاري، إلى ما نسبته 3%.