كارثة اقتصادية وخطط فاشلة.. بريطانيا قد تلجأ إلى صندوق النقد لإنقاذها

أحد أكبر الاقتصاديين البريطانيين، والداعم لحزب المحافظين، ينتقد خطة "بريكست"، ويقول إنّ "المحافظين غير مؤهلين لحكم البلاد"، واصفاً بريطانيا بـ"رجل أوروبا المريض".

  • حالة كارثية للاقتصاد وخطط فاشلة.. بريطانيا قد تلجأ إلى صندوق النقد
    حالة كارثية للاقتصاد وخطط فاشلة.. بريطانيا قد تلجأ إلى صندوق النقد

قال غي هاندز، رئيس "تيرا فيرما"، وهو أحد أكبر الصناديق الاستثمارية وشركات الأسهم في بريطانيا، إنّ "المملكة المتحدة قد تحتاج إلى خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي"، واصفاً إياها بأنها الآن "رجل أوروبا المريض".

وتوقّع رئيس الصندوق الاستثماري والخبير الاقتصادي البارز، بحسب مقال، نُشِر اليوم الإثنين في موقع "سيتي. آي. أم." البريطاني، أنّ المملكة المتحدة "قد تحتاج إلى وضع خطة بالاشتراك مع صندوق النقد الدولي لإنقاذها"، وهي الآن "رجل أوروبا المريض بسبب الطريقة، التي تمّ من خلالها التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وفي حديث له عبر إذاعة "بي بي سي 4"، صباح الإثنين، قال هاندز إنّ بريطانيا "يجب أن تتخلّص من حروبها الداخلية"، مشيراً إلى أنّ "المشهد الاستثماري في المملكة المتحدة قاتم"، وأنّ "المحافظين غير ملائمين لإدارة البلاد".

قرارات الأعوام الماضية 

وأضاف الداعم القديم لحزب المحافظين أنّ "القضية ليست مرتبطة بالأسابيع الـ6 الماضية فحسب، بل إن الأسباب تكمن أيضاً في القرارات التي اتُّخذت في الأعوام الـ6 الماضية، والتي وضعت البلاد في طريق أن تكون رجل أوروبا المريض".

وانتقد هاندز خطة "بريكست"، التي يَعُدّها المحافظون البريطانيون أحدَ "أبرز إنجازاتهم التاريخية"، والتي قضت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتوجه نحو إنهاء مظاهر الارتباط العضوي بين المملكة المتحدة وأوروبا، اقتصادياً وسياسياً، وحتى ثقافياً.

وقال: "عندما أنجزوا "بريكست"، كان لدى المحافظين أحلام تقوم على اقتصاد منخفض الضرائب ومنخفض الفائدة"، موضحاً أنّ "(رئيسة الوزراء السابقة ليز) تراس جرّبت هذا النموذج. ومن الواضح أنه شيء غير مقبول لدى الشعب البريطاني".

وأكد هاندز أنّ "الرؤية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي تتطلب نزعة تاتشرية متطرفة، غير قابلة للتحقيق".

وأضاف أنّ "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفق النحو الذي حدث، هو أمرٌ ميؤوس منه تماماً، ولن يؤدي إلّا إلى دخول بريطانيا في حالة اقتصادية كارثية".

اقرأ أيضاً: آليات الرأسمالية أسقطت تراس وكوارتينغ .. هل يكونان آخر "التاتشريين"؟

وأكّد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "تيرا فيرما" أنّ "على حزب المحافظين الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه في التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووضع شخص لديه القدرة الفكرية على إعادة التفاوض بشأن الخطة والقرار"، معتبراً أنّه نتيجة ذلك سيكون "هناك احتمال حدوث تغير في الوضع الاقتصادي في البلاد".

الحاجة إلى إنقاذ من صندوق النقد الدولي

وحذّر هاندز من أنه "من دون ذلك، فإنّ الاقتصاد، بكل صراحة، محكوم عليه بالفشل"، مبيناً أنّ "نتيجة الوضع الحالي ستؤدي إلى زيادة الضرائب بصورة مطّردة، وتقليل المزايا والخدمات الاجتماعية، ورفع معدلات الفائدة، والحاجة، في النهاية، إلى إنقاذ من صندوق النقد الدولي".

وأردف: "سيمتدّ الأمر فترة طويلة. المشهد الاستثماري سيئ للغاية". وفي حين أنّ الحديث عن المشكلة الحالية من الطبيعي، من منظور تجاري، أن يتّصف بالإيجابية، لكن من "منظور الصدق" مع الناس، فإنّ المشهد الحالي "قاتم، وتهيمن عليه مستويات الفقر التي سنشهدها في المملكة المتحدة".

من جهتها، أشارت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إلى أنّ على رئيس مجلس الوزراء الجديد في المملكة "الاعتراف بأنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان خطأً".

وقالت الكاتبة الدورية في الصحيفة، كلير فوجز، إنّ "على الرئيس الجديد الاعتراف بأنّ "بريكست" أضرّ بالاقتصاد البريطاني، وسمّم العملية السياسية في البلاد، وعلاقاتها بمحيطها الأوروبي"، مؤكدة أنّه يجب أن "يمتلك الجرأة على مراجعة قرار حزبه، القاضي بالخروج من الاتحاد".

دولة استقرارها متزعزع تماماً

وفي سياق متصل، قال عضو بارز في المفوضية الأوروبية، نهاية الأسبوع، إنّ "البريطانيين الذين صوّتوا لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قاموا بذلك لأنه تمّ بيعهم ’سراباً‘، ومن الواضح أنّ مستقبل المملكة المتحدة يكمن بقوة في أوروبا".

وقال السياسي الفرنسي، تييري بريتون، المسؤول عن السوق الداخلية داخل المفوضية الأوروبية، لراديو "آر تي أل" في فرنسا، إنّه " تم بيع البريطانيين مجموعة من الأكاذيب قبل استفتاء عام 2016"، وأضاف بريتون: "لدينا دولة استقرارها متزعزع تماماً، وحزب سياسي يعاني الأمر نفسه".

وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، انتُخب السياسي ووزير الخزانة البريطاني الأسبق، ريشي سوناك، زعيماً لحزب المحافظين. ونتيجة ذلك تقرّر أن يصبح رئيساً للوزراء، بعد أن فشلت منافسته بيني موردونت في تأمين 100 صوت من زملائها في البرلمان، والضرورية لترشيحها أمامه.

وفاز سوناك بالتزكية بزعامة حزب المحافظين البريطاني بعد انسحاب منافسته موردونت من السباق، وسبق ذلك أمس إعلان رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، أنه لن يترشح لزعامة حزب المحافظين في بريطانيا.

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، أعلنت استقالتها من زعامة حزب المحافظين، بعد أقلّ من شهرين في منصبها. وقالت إنّ "سبب استقالتها هو عجزها عن تنفيذ التفويض الذي تم انتخابها على أساسه كزعيمة لحزب المحافظين"، وذلك عقب ضجة كبيرة تلت إعلانها خطة اقتصادية تضمنت خفض الضرائب وخططاً للاقتراض، وأدّت إلى انخفاض تاريخي في سعر العملة البريطانية، ومخاوف كبيرة من تضخم الاقتصاد على نحو غير مسبوق.

اخترنا لك