الجزائر تلغي فوائد ديون كوبا وتؤجل موعد سدادها
بعد استقباله الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، رئيس الجمهورية الجزائري، عبد المجيد تبون، يقول إن "الجزائر تشعر بواجب تجاه الجمهورية الكوبية الشقيقة".
أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، إلغاء كل فوائد ديون الجزائر على كوبا، وتأجيل سدادها.
وأوضح الرئيس تبون، في ندوة صحافية أعقبت استقباله نظيره الكوبي، ميغيل دياز كانيل، أنّ الخطوة جاءت لتخفيف وطأة الوضع والضغط الاقتصاديَّين اللذين تعانيهما كوبا، إلى جانب قرار إعادة تغذيتها بالطاقة، وإنشاء المشاريع في مختلف القطاعات.
وشدّد الرئيس الجزائري على العلاقات الطيبة، التي تجمع الجزائر وكوبا، وهو ما جعل زيارة الرئيس الكوبي فرصة في تعزيزها وتقويتها.
وقال تبون إنّ "الجزائر تشعر بواجب تجاه الجمهورية الكوبية الشقيقة"، مضيفاً أنّ علاقات تاريخية قوية تجمع البلدين.
وأضاف الرئيس الجزائري: "اتفقنا على صناعة الأدوية معاً، وخصوصاً في صناعة المصل واللقاحات المتعلقة بالأمراض الأفريقية وغير الأفريقية".
وأعلن تبون إهداء كوبا محطة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، واستئناف إمدادها بالمحروقات، من أجل السماح لها بتفعيل محطات الكهرباء.
من جهة ثانية، كشف الرئيس الجزائري عن اجتماع للجنة المختلطة بين البلدين، بداية العام المقبل، بحيث سيرافق اللجنة الجزائرية نحو 150 مستثمراً جزائرياً من أجل البحث في سبل تعزيز التعاون والاستثمار بين البلدين.
رئيس كوبا: حققنا تعاوناً تاريخياً
بدوره، قال الرئيس الكوبي إنّ "التعاون بين كوبا والجزائر يتعزز بقوة، و هو مثالي"، مضيفاً: "حققنا تعاوناً تاريخياً بشأن القطاع الصحي على امتداد ستين عاماً، وفي عشر ولايات جزائرية".
وقال إن علاقات جيدة تربط بلاده بالجزائر، سياسياً و"تتطابق كلياً في المواقف الدولية"، وأردف: "نحيّي التفهم الجزائري العميق للوضعية الاقتصادية في كوبا، ونشكرها على الدعم التاريخي".
وأشار الرئيس الكوبي إلى استعداد بلاده لـ"تعاونٍ عميقٍ في مجالات الثقافة وتبادل الخبرات العلمية"، وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون من أجل صناعة السكر مع الجزائر، والاستفادة من التمور الجزائرية.
وبدأ الرئيس الكوبي، اليوم الخميس، بصورة عملية، زيارته الرسمية للجزائر، وفق أجندة مكثفة، تتضمن اجتماعات بالقيادة الجزائرية، بالإضافة إلى زيارات رمزية لأماكن تحمل دلالات معنوية بالنسبة إلى العلاقات الجزائرية الكوبية.
وتتزامن زيارة العمل والصداقة للرئيس الكوبي للجزائر مع إحياء البلدين الذكرى الـ60 لعلاقاتهما التاريخية، والتي بدأت فعلياً قبل استقلال الجزائر، واستمرت بعده، من خلال دعم القضايا العادلة للشعوب وحقها في التحرر، وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية. كما تجسّدت من خلال التضامن والتعاون وتنسيق المواقف الدبلوماسية في مختلف المحافل الدولية.
وحقّقت العلاقات بين البلدين عدة مكاسب، كان آخرها تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية الكوبية، في شهر شباط/فبراير الماضي، لتكون فرصة للانطلاق نحو عهد جديد من التعاون الثنائي، وتعزيز التبادل في جميع المجالات، وبينها البرلماني والاقتصادي، على نحو يعكس العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين.