العقود الآجلة للنفط الأميركي تهوي أكثر من 147% إلى -8.6 دولار للبرميل
سعر خام النفط الأميركي يسجل أكبر انخفاض يومي على الإطلاق، بعدما تراجع أكثر من 147% إلى -8.60 دولار للبرميل لأول مرة في التاريخ، ولا زالت المخاوف بشأن تراجع الطلب على النفط بسبب جائحة فيروس كورونا تخيم على معنويات المتعاملين في سوق العقود الآجلة.
تراجعت عقود خام "نايمكس" الأميركي تسليم أيار/ مايو بنسبة 147% إلى -8.60 دولار للبرميل، وهي أكبر وتيرة هبوط في تاريخ أسواق النفط، كما يعد هذا السعر هو الأدنى على الإطلاق، تزامناً مع تقييم المستثمرين لوضع السوق الذي يعاني من تخمة حادة بالمعروض نتيجة تراجع الطلب الناجم عن جائحة كورونا.
يتزامن ذلك مع ضغوط الجائحة على الاقتصاد العالمي، وتهديدها بمحو عقد كامل من نمو الطلب، وتسببها في تسريح الملايين من وظائفهم، ومحو مئات مليارات الدولارات من القيم السوقية للشركات.
لكن العوامل الفنية لعبت دوراً في تراجع أسعار العقود الآجلة لشهر أيار/ مايو، والتي تنتهي صلاحيتها غداً الثلاثاء، الأمر الذي دفع المتداولون لبيعها بشكل سريع، ومع ذلك فإن عقود تسليم شهر حزيران/ يونيو، لم تسلم من الخسائر وتراجعت بنسبة 13% إلى 21.80 دولار للبرميل، حتى الآن.
ومنذ بداية العام، تراجعت أسعار الخام بأكثر من 80%، أو 50 دولاراً للبرميل، بفعل التداعيات الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي وانهيار اتفاق "أوبك +" الشهر الماضي، قبل تدارك المنتجين للأمر هذا الشهر، وإقرارهم حصة خفض تاريخية. ويرى المحللون أن الاتفاق جاء متأخرًا ما سمح بتمرير كميات ضخمة من المعروض إلى السوق.
ويُعد هذا السعر الذي وصلت إليه عقود الخام أقل ربع السعر المتوسط لعلبة السجائر في الولايات المتحدة، وفقاً لموقع "نومبيو" المتخصص في الإحصاء ورصد أسعار المستهلكين حول العالم.
وفي الوقت نفسه، تراجع خام برنت القياسي العالمي، الذي انتقلت تداولات بالفعل إلى عقد حزيران/ يونيو، بنسبة 5.6% إلى 26.49 دولار للبرميل. أما عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران/ يونيو، والتي تنتهي صلاحيتها في التاسع عشر من الشهر المقبل، فتراجعت بنسبة 10% فقط إلى 22.54 دولار للبرميل.
كما أن الجزء الأمامي من "منحنى" أسعار العقود الآجلة للنفط، والذي يعبر عن عقود أيار/ مايو، هو الأكثر تضرراً لأنه يعبر عن شحنات النفط المقرر تسليمها الشهر المقبل، وهو تاريخ يعتقد أن معظم البلاد (أميركا) ستظل مغلقة فيه بسبب فيروس كورونا.
هذا الخوف إلى جانب القلق الرئيسي من تخمة المعروض العالمي المدعومة بوجود مخزونات كبيرة لدى البلدان، كانت سبباً في تدافع المتداولين في السوق لبيع حيازاتهم من هذه العقود بشكل هلعي، ما دفعها للهبوط الحاد بهذا الشكل.
ويعتبر الفارق السعري بين عقدي أيار مايو وحزيران/ يونيو - المعروفين بالشهر الأول والشهر الثاني - الأوسع في التاريخ، ويقول المحللون إن "هذه ظاهرة بسبب انتهاء عقد الشهر الأول إلى جانب الانخفاض التاريخي في النفط الخام".
ووجه وباء كورونا ضربة قاسية للنشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم وقلص الطلب على النفط. وبينما أنهت أوبك وحلفاؤها المنتجون للنفط اتفاقاً تاريخياً في وقت سابق من هذا الشهر لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً اعتباراً من الشهر المقبل، يجادل الكثيرون بأنه لا يزال غير كافٍ لمواجهة التراجع في الطلب.
في غضون ذلك، حذرت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري، أن الطلب في نيسان/ أبريل قد يتراجع 29 مليون برميل يومياً مما كان عليه قبل عام، ليصل إلى المستوى الذي شوهد آخر مرة في عام 1995.