"طوفان الأقصى" تهدّد الصناعات الغذائية والواردات في "إسرائيل"
في ظل استمرار ملحمة "طوفان الأقصى"، الاحتلال الإسرائيلي مهدّد بانقطاع الغذاء والواردات، وسط تدهور كبير يشهده الاقتصاد الإسرائيلي وخطر يتهدّد الموانئ على الساحل الفلسطيني المحتل.
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ الاحتلال الإسرئيلي قد يجد نفسه "ينفد من الغذاء قريباً"، من جراء الحرب في قطاع غزة، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّه لن يكون "هناك إنتاج للمواد الغذائية"، إذا غادر العمال الأجانب من الأراضي المحتلة.
بدوره، أورد موقع "القناة الـ12" الإسرائيلي أنّ استطلاعاً أجراه اتحاد الصناعيين لدى الاحتلال أظهر أنّ 70% من المصانع أبلغت عن "وجود نقص خطير في العمال"، بعد أسبوعين ونصف على بداية العدوان على قطاع غزة.
ووفقاً للاستطلاع، أفاد 75% من المصانع بأنّ العمال تجنّدوا للاحتياط، في حين يُعدُّ 67% من العمال الذين جُنِّدوا للاحتياط ضروريين للعمل في المصانع.
بالإضافة إلى ذلك، أشار نحو 25% من المصانع إلى وجود مشكلات في نقل البضائع، بينما لفت 20% إلى مواجهة مشكلات في التوريد، خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي ما يتعلق بجبهة الشمال، لفت الموقع إلى أنّ بيانات استطلاع شاركت فيه 115 شركةً في الصناعة الإسرائيلية (بين 17 و19 من الشهر الحالي) أظهرت تأثير التدهور على الجبهة الشمالية على النشاط الصناعي.
وقال رئيس اتحاد الصناعيين ورئيس هيئة أصحاب العمل لدى الاحتلال، رون تومر: "إنّ نتائج الاستطلاع تعكس الأضرار الجسيمة التي ألحقتها الحرب بالنشاط الصناعي، والصعوبة التي تضطّر الشركات إلى العمل في ظلها".
اقرأ أيضاً: تقرير اقتصادي إسرائيلي: الحرب أدخلتنا في حالة ركود والتجارة صفر حالياً
تهديد الواردات الإسرائيلية
وتهدّد ملحمة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، الواردات التي يستقبلها الاحتلال الإسرائيلي عبر الموانئ على سواحل فلسطين المحتلة.
وفي هذا الإطار، أشارت "فورين بوليسي" إلى إعلان خط شحن تايواني حالة "القوة القاهرة"، وألغى إرساءً مخططاً لإحدى سفنه في ميناء أسدود، مشيراً إلى "استمرار الوضع غير الآمن".
و"القوة القاهرة" هي شرط تعاقدي يحرّر الأطراف من المسؤولية والالتزام في حال وقوع أحداث غير عادية، مثل الحروب والكوارث الطبيعية.
ولفتت المجلة إلى أنّ ميناء أسدود، الذي يقع على بعد 25 ميلاً (نحو 40 كلم) فقط من "تل أبيب"، يُعدُّ "بوابةً بحريةً مهمةً" لجميع أنواع البضائع، إلا أنّ شركة "إيفرغرين لاين" التايوانية قرّرت أنّه "لم يعد من الآمن الاتصال به".
وينسحب الأمر على الموانئ الأخرى على طول الساحل الفلسطيني المحتل، إذ تراجع خطوط الشحن الأخرى وشركات التأمين الخاصة بها أيضاً مدى صواب الاتصال بها في الوقت الحالي، مع ارتفعاع علاوات المخاطر في المياه الفلسطينية بنسبة عدة مئات في المائة، بعد أن كانت أصلاً في فئة المخاطر الأعلى في مجال الشحن.
اقرأ أيضاً: وزير مالية الاحتلال: تكلفة حرب غزة تصل إلى 246 مليون دولار يومياً
وفي الوقت الحالي، تبلغ علاوة مخاطر الحرب التي تدفعها خطوط الشحن للسفينة التي تصل إلى ميناء أسدود "معدلاً رئيسياً نموذجياً"، بحسب ما أوردت "فورين بوليسي"، يبلغ 0.65% من القيمة الإجمالية للسفينة.
وتقوم خطوط الشحن بالفعل بنقل التكاليف المتزايدة إلى عملائها، وبحلول بداية هذا الأسبوع، أضافت مجموعة من خطوط الشحن رسوماً إضافيةً، تتراوح بين 50 و100 دولار لكل حاوية عادية الحجم، وفق المجلة.
ورأت أنّ الغزو البري الإسرائيلي المحتمل لغزة يهدّد بجعل رحلات السفن التجارية، من وإلى الموانئ على سواحل فلسطين المحتلة، أكثر خطورةً وتكلفةً.
ووفقاً لها، فإنّ هذا الأمر مهم بالنسبة للاحتلال، لأنّه يعتمد بصورة كبيرة على الواردات، إذ يستورد نحو ثلاثة أضعاف مما يصدّره من المنتجات الغذائية والزراعية، وتنتقل هذه البضائع عبر موانئ أسدود وحيفا.
وفي هذا السياق، لفتت "فورين بوليسي" إلى أنّ الاحتلال يعتمد بصورة شبه حصرية على الواردات لاستهلاكها من السكر والزيوت النباتية والبذور الزيتية والأعلاف والحبوب، بالإضافة إلى المواد الخام الأخرى لصناعة الأغذية. كما تعتمد صناعة اللحوم لدى "إسرائيل" على واردات هذه السلعة.
وهذه ليست نهاية الأمر، وفق المجلة، لأنّ "الصراع المحتمل بشكل متزايد مع حزب الله في الشمال من شأنه أن يضيف مخاطر هائلة" إلى حيفا المحتلة. وأضافت: "إذا تدخّل حزب الله من جنوبي لبنان، فإنّ مستوى التهديد لميناء حيفا سيتصاعد على الفور".