مع اتساع رقعة الحرب.. "واشنطن بوست": اقتصاد "إسرائيل" في خطر شديد
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تشير إلى المخاطر التي تواجه الاقتصاد الإسرائيلي في عدّة مفاصل مع اتساع رقعة الحرب.
أكّد تقرير منشور في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ الاقتصاد الإسرائيلي أصبح في "خطرٍ شديد" مع اتساع رقعة الحرب وتصاعد تكاليف العمليات العسكرية، لا سيما بعدما أغلقت عشرات آلاف الشركات الإسرائيلية أبوابها، فيما يكافح جنود الاحتياط للتوفيق بين حياتهم المهنية والخدمة العسكرية.
وأشار تقرير نشرته رئيسة مكتب الصحيفة في غرب أفريقيا، راشيل تشاسون إلى ما شهده الاقتصاد الإسرائيلي من خفض لدرجة التصنيف الائتماني، وانكماش حاد في الناتج المحلي الإجمالي، فيما يتم نقل عدد متزايد من الشركات والوظائف إلى الخارج.
وفي حين ظلّت صناعة التكنولوجيا الفائقة الضخمة في الاقتصاد الإسرائيلي صامدة، فقد تضررت بشدة صناعة البناء وأيضاً الزراعة التي تعتمد بشكلٍ كبير على الفلسطينيين الذين ألغى الاحتلال تصاريح عملهم بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي السياق، أكّدت الكاتبة أنّ البيانات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء في حزيران/يونيو الماضي، أشارت إلى تقلّص السياحة أكثر من 75%، ما أدى إلى إغلاق العديد من واجهات المتاجر في الشوارع التي لطالما كانت مزدحمة في مدينة القدس القديمة.
وفي الوقت نفسه، تضاعف الإنفاق الدفاعي على الأقل، مع تحذير البنك المركزي الإسرائيلي من أنّ الحرب قد تكلف 67 مليار دولار حتى العام 2025، وهو تنبؤ سبق التصعيد الإسرائيلي الأخير في لبنان وتعبئة لواءين احتياطيين للجبهة الشمالية، الأربعاء الماضي.
ونقلت الكاتبة عن دان بن ديفيد، الذي يرأس مؤسسة "شوريش" للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية، قوله إنّ الاقتصاد الإسرائيلي في خطرٍ شديد ما لم تستيقظ الحكومة، معتبراً أنّ الحكومة الآن "منفصلة تماماً عن أيّ شيء غير الحرب، ولا توجد نهاية في الأفق".
الاقتصاد الإسرائيلي يدفع الثمن
كما لفتت تشاسون إلى أنّ أصحاب الأعمال قالوا إنّ العملاء الدوليين بدأوا في التعبير عن مخاوفهم بشأن الاقتصاد الإسرائيلي في الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما حاول نتنياهو إضعاف المحكمة الإسرائيلية العليا، ما أدى إلى احتجاجات واضطرابات داخل "إسرائيل".
من جهته، داني بهار، وهو عضو بارز في مركز التنمية العالمية، قال إنّ مساهمات "إسرائيل" الضخمة في الابتكار والتكنولوجيا جعلها وجهة للبحث والتطوير الدولي، لكنه قال أيضاً إن "هذه الحرب تبدو وكأنها أم كل الحروب، وهذا يعني أنها مكلفة ويجب أن يأتي المال من مكان ما".
وفي هذا الصدد، نقلت "واشنطن بوست" عن الخبير الاقتصادي بن ديفيد ملاحظته أنّ المهنيين في وزارة المالية بقيادة الناشط الاستيطاني اليميني بتسلئيل سموتريتش، محبطون من الحكومة التي يشعرون أنها تركز أكثر على استرضاء أنصارها بدلاً من دعم الاقتصاد.
يأتي ذلك فيما يُوسّع حزب الله دائرة نيرانه باتجاه قواعد ومقارّ الاحتلال الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة ونحو العمق، محقّقاً إصابات دقيقة ومباشرة، دفاعاً عن لبنان وشعبه، ودعماً لقطاع غزة وإسناداً لمقاومتها.
وفي ضوء ذلك، يتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن عدم الاستهانة بقدرات حزب الله، وعن العواقب والخسائر الاقتصادية والعسكرية التي ستترتّب على "إسرائيل" نتيجة توسّع القتال، مع العلم أنّ الاحتلال يتكتّم ويحاول التعتيم على الأضرار والخسائر التي يتكبّدها في الشمال.