تقرير: واشنطن تعزّز دورها كمصدّر للأسلحة.. وأوروبا تضاعف وارداتها

"معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" يصدر تقريراً بشأن حجم الصادرات والواردات العالمية من الأسلحة، بين عامي 2019 و2023، يظهر زيادةً غير مسبوقة لصادرات الأسلحة الأميركية.. ماذا تقول الأرقام؟

  • معهد سيبري
    أوكرانيا برزت بين 2019 و2023 كأكبر مستورد للأسلحة في أوروبا، ورابع أكبر مستورد في العالم (أرشيفية - وكالات)

أصدر "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" تقريراً تحدّث فيه عن حجم الصادرات والواردات العالمية من الأسلحة، بين عامي 2019 و2023.

وكشف التقرير عن حجم استفادة الولايات المتحدة من الحرب التي غذّتها في أوكرانيا، على مدى السنتين الماضيتين، حيث كانت شركات الصناعات العسكرية الأميركية المستفيد الأول من الحرب.

ويعود ذلك إلى قيام واشنطن بتقديم كميات كبيرة من المساعدات العسكرية إلى كييف، واستيراد دول أوروبا مزيداً من الأسلحة الأميركية، ما يستدعي زيادةً كبيرةً في إنتاج الأسلحة. 

واشنطن تعزّز دورها كمصدّر للأسلحة

في هذا الإطار، أورد التقرير أنّ صادرات الأسلحة الأميركية نمت بنسبة 17% بين عامي 2019 و2023، عما كانت عليه بين عامي 2014 و2018، إذ ارتفعت حصّتها من إجمالي صادرات الأسلحة العالمية من 34% حتى 42%.

ومنذ 2019 حتى 2023، سلّمت واشنطن أسلحةً كبيرةً إلى 107 دول، بما يفوق ما قدّمته خلال أي فترة من 5 سنوات قبل ذلك، وما قدّمه أي مصدّر آخر للأسلحة، بحسب ما ذكر التقرير.

وتبعاً لهذه الأرقام، رأى مدير برنامج نقل الأسلحة في "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، ماثيو جورج، أنّ واشنطن عزّزت من دورها العالمي كمصدّر للأسلحة، في وقت تواجه فيه هيمنتها الاقتصادية والجيوسياسية تحدياتٍ من القوى الصاعدة.

وشكّلت صادرات الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية مجتمعةً 72% من جميع صادرات الأسلحة، بين 2019 و2023، مقارنةً بنسبة 62% خلال الفترة الممتدة بين 2014 و2018، بينما انخفضت تلك الروسية.

زيادة صادرات الأسلحة الفرنسية

في فرنسا، زادت صادرات الأسلحة بنسبة 47% بين الأعوام بين عامي 2019 و2023، عما كانت عليه بين عامي 2014 و2018، لتصبح بذلك ثاني أكبر مصدّر للأسلحة في العالم، بحسب المعهد.

وذهبت الحصة الأكبر من صادرات الأسلحة الفرنسية، التي بلغت نسبتها 42%، إلى دول في آسيا وأوقيانوسيا، فيما ذهبت نسبة 34% إلى دول في الشرق الأوسط.

وكانت الهند المستورد الأكبر لصادرات الأسلحة الفرنسية، حيث استحوذت على نحو 30% منها. ووفقاً للمعهد، ترجع الزيادة في صادرات الأسلحة الفرنسية، بصورة كبيرة، إلى تسليم الطائرات المقاتلة إلى كلٍ من الهند وقطر ومصر.

واردات الأسلحة لدول أوروبا تتضاعف

وجاء في التقرير أيضاً أنّ الدول الأوروبية استوردت 55% من أسلحتها من الولايات المتحدة، بين عامي 2019 و2023، وهي نسبة مضاعفة تقريباً عما كانت عليه بين 2014 و2018، حيث بلغت حينها 35%.

وارتفعت الواردات الأوروبية من الأسلحة بنسبة 94%، بين عامي 2019 و2023، عما كانت عليه بين عامي 2014 و2018. وبرزت أوكرانيا خلال هذه الفترة كأكبر مستورد في أوروبا، ورابع أكبر مستورد في العالم.

واحتلّت أوكرانيا هذين المركزين بعد أن قامت 30 دولةً على الأقل بتزويد أوكرانيا بأسلحة رئيسية، على شكل مساعدات عسكرية، بدءاً من شباط/فبراير 2022، تزامناً مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: كيف يستفيد اقتصاد الولايات المتحدة من الحروب؟

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك