"الطاقة الدولية": من دون غاز روسيا.. جهود أوروبا لا تكفي لتخطي الشتاء

في حين لم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الغاز الطبيعي الروسي، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سعى التكتل لتقليص وارداته منه لخفض اعتماده على موسكو.

  • بلومبرغ: الناتج الأوروبي سينخفض 1.5% إذا انقطعت إمدادات الغاز الروسي
    "بلومبرغ": الناتج الأوروبي سينخفض 1.5% إذا انقطعت إمدادات الغاز الروسي

حذّر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، اليوم الإثنين، من أنّ الجهود التي تبذلها أوروبا لتنويع مصادر إمداداتها "لن تكون كافية لتخطي فصل الشتاء، من دون الغاز الروسي"، وحضّ على السعي فوراً لـ"تقليص الطلب".

وجاء موقف بيرول بُعيد توقيع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اتفاقاً مع باكو عاصمة أذربيجان، لمضاعفة واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الأذربيجاني، خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وقال بيرول، في مقالة نشرتها وكالة الطاقة الدولية، إنه "لا يكفي على الإطلاق الاعتماد على إمدادات الغاز من مصادر غير روسية"، مضيفاً أنّ "هذه الإمدادات هي بكل بساطة غير متوافرة بالكميات المطلوبة، لتكون بديلةً عن الإمدادات الروسية المفقودة".

وتابع أنّ "هذا ما سيكون عليه الوضع حتى إذا تدفّقت إمدادات الغاز من النرويج وأذربيجان، في أقصى قدرة، وإذا بقيت الإمدادات الواردة من شمالي إفريقيا تقارب مستوى العام الماضي، وإذا بقي الإنتاج المحلي للغاز وفق منحاه الأخير، وإذا ازدادت إمدادات الغاز الطبيعي المسال والواردة بالمعدل القياسي المماثل لما سُجّل في النصف الأول من العام".

أوروبا تترقّب استئناف عمل "نورد ستريم" بعد انتهاء الصيانة

وتترقّب أوروبا انتهاء أعمال صيانة "نورد ستريم"  لمعرفة إن كانت روسيا ستستأنف ضخّ الغاز عبر أنابيب "نورد ستريم"، التابعة لشركة "غازبروم" الروسية، والتي ستنقضي قريباً الأيام العشرة المخصصة لصيانتها.

وتسعى أوروبا لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، واعتماد المادة بديلاً عن الغاز الروسي، لكن لديها عدد محدود من المحطات القادرة على تسلم حمولات الناقلات النفطية والإمدادات.

وفي حين لم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الغاز الطبيعي الروسي، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سعى التكتل لتقليص وارداته منه لخفض اعتماده على موسكو.

وسبق أن أعلنت روسيا أسباباً متعددة تقتضي خفض إمداداتها النفطية للغرب.

وتطالب الدول الأوروبية موسكو حالياً باستئناف ضخ الغاز عبر خطب أنابيب "نورد ستريم"، اعتباراً من يوم الخميس المقبل، بعد انتهاء أعمال صيانة التوربين.

بيرول: تقليص روسيا ضخّ الغاز لأوروبا هو أقصى إنذار

وفي هذا الإطار، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إنّ "أوروبا مجبرة حالياً على البقاء في حال من عدم اليقين إزاء إمدادات الغاز الروسي، ولا يمكن استبعاد انقطاعها بصورة كاملة"، معتبراً أنّ "الخطوات الأخيرة لروسيا لتقليص ضخّ الغاز إلى أوروبا، هي أقصى إنذار للاتحاد الأوروبي".

وبحسب تحليل لوكالة الطاقة الدولية، تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى تعبئة مخزوناتها بنسبة 90 في المئة في الأشهر القليلة المقبلة، كي تتمكن من تخطي فصل الشتاء من دون أن تواجه نقصاً.

وحتى إذا تمّ تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم"، واستؤنف الضخ بالكميات الاعتيادية على مدى الأشهر القليلة المقبلة، فإن تقديرات وكالة الطاقة الدولية تفيد بضرورة توفير 12 مليار متر مكعب إضافية من الغاز وتخزينها، أي ما يوازي 130 شحنة لناقلات الغاز الطبيعي المسال.

ورأى بيرول أنّ "التوصل إلى مستوى تخزين بنسبة 90 في المئة لا يزال ممكناً"، لكن يتعين على أوروبا أن "تتحرك فوراً، وأن تستفيد من كل يوم متبقّ"، معرباً عن قلقه بشأن الأشهر المقبلة.

وتوصي وكالة الطاقة الدولية بتحويل إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي إلى أنواع أخرى من الوقود متى أمكن، وبخفض استعمال المكيّفات في الأبنية لتقليص الطلب على الكهرباء.

"بلومبرغ": الناتج الأوروبي سينخفض 1.5% إذا انقطعت إمدادات الغاز الروسي

وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن الاتحاد الأوروبي يخطط لمواجهة عواقب انقطاع إمدادات الغاز الروسي، بحيث سينخفض إجمالي ناتجه المحلي 1.5 بالمئة إن توقف الغاز.

ونقلت الوكالة عن مسودة وثيقة المفوضية الأوروبية، قولها إنّ وقف إمدادات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى خفض مستوى الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5% في حال برودة الشتاء وعدم اتخاذ بروكسل إجراءات لتخفيف الآثار السلبية.

وجاء في التقرير المزمع نشره يوم الأربعاء، أنّ "استجابة الاتحاد الأوروبي المنسقة قبل الشتاء ستحد التأثير السلبي للاضطرابات الشديدة المحتملة على الناتج المحلي الإجمالي والوظائف".

ويشير التقرير إلى أنّ اتخاذ إجراءات مبكّرة لتقليل استهلاك الغاز في حالة عدم برودة الشتاء يمكن أن يحد انخفاض الناتج المحلي إلى 0.4%.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك