إصلاح المعاشات التقاعدية في فرنسا: بدأت المواجهة وتتصاعد

يبدو أن فرنسا ستواجه موجة ثانية من الاحتجاجات بعدما اتفقت النقابات الفرنسية الرئيسية الثمانية على موعد جديد للتعبئة ضد إصلاح المعاشات التقاعدية في 31 كانون الثاني/يناير.

  • تظاهرات وإضرابات في فرنسا رفضاً لتعديل سن التقاعد
    تظاهرات وإضرابات في فرنسا رفضاً لتعديل سن التقاعد

فيما قالت النقابات العمالية CGT إنّ أكثر من 2 مليون متظاهر نزلوا إلى شوارع فرنسا أمس الخميس، أحصت وزارة الداخلية أكثر من مليون في نهاية هذا اليوم، يبدو أنها ستواجه موجة ثانية من الاحتجاجات بعدما اتفقت النقابات الفرنسية الرئيسية الثمانية على موعد جديد للتعبئة ضد إصلاح المعاشات التقاعدية في 31 كانون الثاني/يناير، وفقاً لعدة مصادر نقابية.

النقابات شنّت المعركة عبر حركة جماهيرية وتبعها مئات الآلاف من المتظاهرين. من جانبه، أظهر إيمانويل ماكرون "تصميمه" من برشلونة، حيث كان يشارك في القمة الفرنسية الإسبانية.

كان على إيمانويل ماكرون مواجهة الحقائق: فازت النقابات برهان التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد. مع وجود أكثر من مليوني متظاهر فإن المواجهة مع السلطة التنفيذية بدأت على أرضية صلبة للنقابات.

وزير العمل، أوليفييه دوسوبت، اعترف بنفسه في "تعبئة كبيرة"  تضمن "أنّنا يجب أن نستمع إلى الرسائل في المواكب". كما لخّص زعيم فرنسا غير الخاضعة اليسارية، جان لوك ميلينشون، في مرسيليا قبل انطلاق مظاهرة باريس: "خسرت الحكومة معركتها الأولى.. المزيد قادم".

ولإظهار قوة رئيس الجمهورية الشرعية التي يجب أن يقودها للإصلاح وعزمه على تنفيذه، أوضح إيمانويل ماكرون: "يجب قول الأشياء عند اتخاذ الخيارات الديمقراطية"، مدافعاً عن الإصلاح "المقدم ديمقراطياً والمصادق عليه" و "قبل كل شيء عادل ومسؤول". 

اقرأ أيضاً: فرنسا: آلاف المتظاهرين وإضرابات واسعة احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد

النقابات أقوى

لكن في نهاية اليوم الأول للتظاهر ضد إصلاح نظام التقاعد، وعلى الرغم من الاشتباكات التي طالت مناطق  التظاهرات، برزت النقابات أقوى واليسار معها. مثل زملائهم النقابيين، قام قادة اتحاد اليسار  بمحو انقساماتهم ليوم واحد، على أمل الحفاظ على وحدة اليسار طوال الصراع وفي ساحة الجمهورية بباريس، تنحت الخلافات والشؤون الداخلية للائتلاف جانباً.

"علينا الحصول على المليون. عندما نشاهد التظاهرات في المدن الكبرى هذا الصباح، هذه أرقام مشاركة لم نشهدها منذ عشرة أو خمسة عشر عاماً، كما يقول رئيس الحزب الشيوعي فابيان روسيل جنباً إلى جنب مع مسؤولة حزب البيئة مارين تونديلير والاشتراكي أوليفييه فور .

وأضافت المسؤولة اليسارية ماتيلد بانو: "كان هناك أشخاص لم ألتق بهم من قبل في المظاهرات. هذه تعبئة تاريخية بالفعل. إنها مشابهة لما شهدناه في عام 1995. هذا النجاح الهائل مرتبط بوحدة النقابة". 

وبهذا المناخ المتوتر ستكون الحكومة أمام حقائق جديدة وموازين قوة فرضها الشارع الذي يستعد لحركة احتجاج في 21 و 23 الجاري عبر "المسيرة الكبرى" التي سينظمها تحالف اليسار ومنظمات شبابية.

اخترنا لك