"أوبك+" تعتزم عدم إثارة غضب روسيا في مواجهة الحظر الأوروبي
بعد إقرار الاتحاد الأوروبي الحزمة السادسة من العقوبات الجديدة على روسيا، تحالف "أوبك+" يجتمع عبر "الفيديو كونفيرنس"الخميس المقبل.
يعقد تحالف "أوبك+" اجتماعاً، يوم الخميس المقبل، يُرتقب أن يتجاهل خلاله قرار دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بوقف القسم الأكبر من صادراتها من النفط الروسي، والإبقاء على الوضع القائم، مع الحرص على عدم إثارة غضب روسيا.
ويجتمع الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وشركاؤهم العشرة بقيادة روسيا، عبر "الفيديو كونفيرنس"، في فيينا مقر التكتل، في لقاء بات يعقد شهرياً تقريباً منذ ظهور وباء (كوفيد-19)، لتحديد حصص الانتاج لشهر تموز/يوليو المقبل.
ويأتي الاجتماع المرتقب، بعدما اتّفقت دول الاتّحاد الـ27 خلال قمّة في بروكسل، مساء أمس الإثنين، على إقرار حزمة العقوبات السادسة على موسكو، وعلى خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، في قرار تسعى من خلاله لحرمان موسكو "من مصدر تمويل ضخم" بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ومنذ آخر اجتماع لأوبك في أيار/مايو، قفز سعر برميل برنت بحر الشمال حوالى 12%، وسعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من 10%، بسبب احتمال الحظر الأوروبي خصوصاً.
وارتفعت الأسعار، صباح اليوم الثلاثاء، على التوالي إلى 124,10 دولاراً و119,43 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ شهرين، وذلك بعد ساعات على إعلان بروكسل عن اتفاق الدول الأعضاء الـ27.
وبعد أسابيع من المفاوضات، أعطى رؤساء الدول والحكومات الذين عقدوا قمة في بروكسل موافقتهم على وقف واردات النفط الروسي التي تنقل بالسفن تدريجاً، أي ثلثا المشتريات الأوروبية.
لكن هذه المعطيات الجديدة لا يرتقب أن تؤثر على سياسة "الكارتل" التي لم تتغير منذ ربيع 2021، حيث يتوقع غالبية المحللين زيادة هامشية جديدة على حجم الانتاج الإجمالي بحوالى 432 ألف برميل في اليوم.
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أظهرت المجموعة وحدتها وبالتالي ليس لديها مصلحة في "استبدال النفط الروسي" كما قالت إيبيك أوزكارديسكايا المحللة في بنك "Swissquote".
وفي هذه الظروف تحرص السعودية، وهي من الدول القليلة القادرة على زيادة انتاجها، على عدم التحرك بشكل أحادي خشية أن تتسبب بخلافات داخل المنظمة.
هذا ومن غير المرتقب أن تتفاعل المجموعة مع العقوبات الأوروبية الجديدة، رغم ارتفاع الأسعار.
ودعت دول مجموعة الدول السبع (الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وألمانيا) مرة أخرى الدول المنتجة للنفط والغاز إلى "التصرف بمسؤولية والاستجابة لتشديد الأسواق الدولية"، مؤكدةً أنّ "أوبك بلاس لها دور رئيسي تلعبه".
بالتزامن، قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الثلاثاء، إنّ أوروبا قد تواجه نقصاً في الوقود هذا الصيف.
وقال رئيس الوكالة فاتح بيرول، لموقع "شبيجل" الإخباري الألماني، إنّ "أوروبا قد تواجه نقصاً في الوقود هذا الصيف بسبب الشّح في أسواق النفط"، مضيفاً أنه "عندما يبدأ موسم العطلات الرئيسي في أوروبا والولايات المتحدة، سيرتفع الطلب على الوقود، عندها يمكن أن نشهد نقصاً خصوصاً في أوروبا".
وتابع بيرول: "في ذاك الوقت، كان الأمر يتعلق فقط بالنفط، أما الآن فلدينا أزمة نفط وغاز وكهرباء في آنِِ واحد".