"وجع": نساء الشام يختصرن آلام وصمود سوريا

تتعدد الأشرطة التي تحاول نقل صورة من مناخ الصمود السوري في مواجهة الأوضاع السائدة منذ أكثر من خمس سنوات، واللافت أن حكايات التضحية التي أسهمت فيها نساء فاضلات مناضلات، باتت حديث البيوت الشامية، ومنهن البطلة ميسون( الصورة) وعائلتها، بما يعطي حافزاً لكل النساء والرجال كي يقتدوا بخطوتها الشجاعة حفاظاً على شرفها وذوداً عن عائلتها في مواجهة التكفير الأسود.

الشهيدة ميسون التي واجهت أصحاب الرايات السود عندما هاجموا منطقة "عدرا العمالية"
"وجع" هو عنوان الفيلم المتوسط الطول(55 دقيقة) الذي أنجزه الزوجان "فادية محمود"، و"إدوار ميا"( من موظفي التلفزيون السوري) نصاً وإخراجاً، ورعى الأب "رياض جرجور" عبر ملتقاه الوطني الإجتماعي والإنساني السوري عملية عرضه مساء الجمعة في العاشر من شباط/فبراير، في قاعة فندق "garden"- برمانا، بحضور خمسين شخصية سورية لبنانية عربية وأوروبية لبّوا الدعوة للتعرّف على واقع الأمور التي تعيشها سوريا، بعيداً عن كل ما تتناوله نشرات الأخبار على مدار الساعة من أنباء عسكرية وسياسية مختلفة.

وصلنا إلى برمانا قبل ساعتين من العرض لنكون على بيّنة من مناخ فريق الفيلم والأجواء التي صور من خلالها الزوجان الشريط، فوضعتنا الكاتبة والمعلّقة بالصوت في الفيلم فادية محمود، في الحالة التي دفعتهم لإعتماد هذه الفكرة، مشيرة إلى تزايد أعداد السوريات اللواتي كانت لهن وقفات عز وفخر وبطولة لا تنسى،و"وجع" إختار مجموعة عينات مؤثرة تقدمتها الشهيدة "ميسون"، التي واجهت أصحاب الرايات السود عندما هاجموا منطقة "عدرا العمالية" ولأنها رفضت أن تقع في الأسر، أو أن يُعتدى عليها وعلى عائلتها، فجّرت منزلها بالكامل، فإستشهدت مع زوجها وأولادها بشرف ونبل مانعة طغاة العصر من المساس بها أو بعائلتها.

الشريط المؤثر، مدعّم بشهادات عديدة، من نساء سوريات، خسرن أزواجهن، أو أولادهن، أو أشقاءهن،لنواكب حجم العبء والمسؤولية والمعاناة والمكابدة، في حياتهن وكأن قدرهن أن يكنّ أحياناً الأم والأب في آن، وهنا أقصى ما تستطيعه إمرآة في مثل الزمن الصعب الذي تعيشه سوريا.

"وجع" عنوان معبّرلما هدفت إليه "فادية" و"إدوار" في أول عمل مستقل لهما، مزج الدمع بالشموخ، وقدّم المرأة السورية قوية على أحزانها، ثابتة لا تتراجع ، الدمعة في عينيها نعم لكنهما مفتوحتان على الفضاء على كل الدنيا، فعل كرامة وإباء، وهذا ما هدف إليه الفيلم كمبرر حضور وحجز مكان في هذا الوجود.

سبق للعمل أن عرض على شاشة دار الأوبرا في دمشق، وفي العديد من المراكز الثقافية في: جبلة، طرطوس حمص. ويتم التحضير لإشراكه في العديد من المهرجانات الإقليمية والعالمية.