ماذا عن الأخبار الوهمية والزائفة؟
الرئيس التنفيذي لشركة آبل يطرح مشكلة انتشار المعلومات الزائفة والأخبار الوهمية على الانترنت والتي أثرت على الخطاب السياسي العام أثناء الحملات الإنتخابية الأخيرة، ويدعو السلطات لتعقّب هذه الأخبار، وشركات التكنولوجيا إلى ابتكار أدوات تحدّ من انتشارها، متحدثاً مثلاً عن ضبِط فريق الرئيس الأميركي الحالي عدة مرات وهو ينشر معاونيه للتأكيد على أن جمهوراً ضخماً قد حضر يوم تتويجه، في حين أن الأدلة تُظهِر حضور عددٍ قليل نسبياً.
وقال كوك في مقابلة له مع صحيفة دايلي تلغراف البريطانية إن "وباء التقارير الكاذية أصبح مشكلة كبيرة جداً في العالم"، تستوجب حملة لتعقّب المعلومات الزائفة من قبل شركات التكنولوجيا والسلطات، إذ تصدرت الأكاذيب والمعلومات الزائفة الخطاب السياسي العام أثناء الحملات الإنتخابية الأخيرة، والتي اتُّهِمَ فيها مؤيدو الطرفين بترويج المعلومات الخاطئة لتحقيق مكاسب سياسية.
وأضاف أن العالم" يمرّ بفترةٍ زمنية بعض المنتصرين فيها للأسف هم من يقضون وقتهم في محاولة الحصول على أكثر عدد من المشاهدات والقراءات، وليس من يقولون الحقيقة. هذا الأمر يقتل عقول الناس بطريقةٍ ما". وأنه يتوجب على"كل شركات التكنولوجيا، بما فيها شركة أبل، أن تبتكر بعض الأدوات التي تساعد على الحد من حجم الأخبار الزائفة، دون التعدي على حرية التعبير وحرية الصحافة، الأمر الذي سيساعد على فوز وكالات الأنباء الصادقة، والموثوق بها، والتي لا تسعى فقط إلى الإثارة"، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية
واقترح كوك ان تكون الحملة على غرار الحملة البيئية السابقة وأن تلقّن للأطفال في المدارس قائلاً أن العالم يحتاج "إلى دورة تعليمية جديدة للطفل الحديث، لطفل العصر الرقمي".
وأوضح مقصده قائلاً: "بشكلٍ ما، الأطفال هم الأسهل في تعليمهم.
الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة
كما ضُبِطَ فريق الرئيس الأميركي الحالي عدة مرات وهو ينشر معاونيه للتأكيد على أن جمهوراً ضخماً قد حضر يوم تتويجه، في حين أن الأدلة تُظهِر حضور عددٍ قليل نسبياً.
وأصر المتحدث الرسمي باسم ترامب، شون سبايسر، على أن الحدث استطاع جذب "أكبر جمهور على الإطلاق في مراسم التتويج". وقال ترامب إنَّه يعتقد أن أعداد الجماهير "وصلت حتى نصب واشنطن التذكاري".
إلاّ أن الصور الملتقطة أثناء لحظة تأدية ترامب لليمين تُظهر جمهوراً صغيراً نسبياً، ولم يصل إلى نهاية متنزه "ناشيونال مول"، حيث يقع النصب التذكاري.
ومن جانبها، وصفت كيليان كونواي، إحدى مساعدي ترامب البارزين، لاحقاً أكاذيب إدارة ترامب بكونها "حقائق بديلة".
ووجدت دراسةٌ نشرها خبراء اقتصاديون في جامعة ستانفورد وجامعة نيويورك بعد مرور شهرين على الإنتخابات الأميركية، التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر، أنَّه، في الفترة التي سبقت التصويت، حازت الأخبار الزائفة المضادة لهيلاري كلينتون على 30 مليون مشاركة على موقع فيسبوك، في مقابل 8 ملايين مشاركة للأخبار المؤيدة لها.
وذكرت الدراسة أن "المواطن الأميركي العادي رأى وتَذكر 0.92 خبر زائف مؤيد لترامب، و 0.23 خبر زائف مؤيد لكلينتون، وتعدت نسبة من صدقوا هذه الأخبار الزائفة النصف بقليل.
إلاّ أن الدراسة استنكرت قدرة هذه الأخبار المزيفة التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية على تغيير نتيجة الانتخابات: "حتى تتمكن الأخبار الزائفة من تغيير نتيجة الانتخابات، كان يجب لمقال زائف واحد أن يكون له نفس التأثير المقنع الذي يمتلكه 36 إعلاناً تلفزيونياً".
ومع ذلك، طالب كوك باتخاذ بعض الإجراءات للتقليل من وصول الأخبار الزائفة قائلاً: "نحن نحتاج إلى نسخةٍ حديثة من حملة إعلانات الخدمة العامة. إذا كانت هناك إرادة، يمكن أن تُنفذ بسرعة".