"سلام عمر" وحرب العراق: لوحات معدنية
4 جدران بيروتية إحتضنت مجموعة من اللوحات المعدنية التي تشي بكلام كثير عن الحرب العراقية، يصل حدود الغصّة والدمعة مع كثير من الغضب الساطع المفترض أن يضيء الطريق لمستقبل واعد بالخير والطمأنينة. اللوحات للفنان التشكيلي العراقي "سلام عمر" الذي ترجم ذاكرتنا الخصبة مشاهد تدمي القلب من قسوتها، ويأس الناس من إمكانية الخلاص النهائي قريباً.
القاعة متوسطة المساحة والحضور الذين ملأوها، كانوا يعرفون بعضهم جيداً، لذا لاحظنا حميمية شديدة جذبت الناس بعضهم إلى البعض الآخر، على خلفية أخبار الحرب والتفاصيل التي توردها الوكالات على مدار الساعة، وتعني فيما تعني أن الحرب وإن إبتعد رصاصها عن بغداد القلب ، فهي حاضرة ومؤثرة في مواقع أخرى أبرزها الموصل مثلاً، لكن لوحات "عمر" لم تقل هذه لوحة من منطقة معينة بل إختزلت العراق كله بإشارات تدل على حاله اليوم ، خصوصاً الخسائر الظاهرة في كل مكان والتي إلتقطها فناننا الرقيق الإحساس والبالغ الود في علاقته مع بلده من خلال لوحاته. كيفما قلّبنا أوضاع اللوحات وجدنا فيها دماً جارياً ودمعاً ينسكب على الضحايا هنا وهناك، الحجر المصاب ، مشطوراً مطحوناً مشذّباً هو بطل المشهديات المعتمدة، جعله "سلام عمر" الناطق بإسم كل الضحايا على إمتداد مساحة العراق، لم يظهر أي بشري في اللوحات ، وكأنه يؤكد أن الحجر هو الأرض، وهو مادة إعمار المنازل المهدّمة، وهو الأصلب بين كل العناصر المتوافرة لإعادة تكوين بنية الوطن الذي كان كبيراً وحاضراً على أرفع مستوى . "عمر" لا يعلن وجهة نظره بل يقول موقفاً ثابتاً يجهر به في كل مناسبة تتاح له