لم تحتج منال الجميلة صاحبة الكاريسما الضاغطة بشدة، لوقت طويل حتى أسرتنا وأثبتت أنها تقف على أرض صلبة، بثقة تامة، وقامة فارعة، وحنجرة تتكيّف سريعاً مع أي لون غنائة أو صوت عالمي مشهور له جماهيره العريضة في عموم الدنيا. أطلّت نجمة وغنّت كالكبار من دون الحاجة إلى إضبارة إعتماد، بل كان القلب الذي يشتعل فرحاً بإشراقتها على الخشبة هو بطاقة دخولها البيضاء إلى كل قلب.

هذا الكلام ليس شاعرياً لملء مساحة فارغة في الكتابة وحسب. أبداً إنه فعل إعتراف بأننا أمضينا ساعة ونصف الساعة من المتعة السمعية والمشهدية ليل الجمعة في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في مربع "ذي بالاس" الذي تديره الزميلة رانيا برغوت (مذيعةال أم بي سي سابقاً)، مع منال التي قدّمت بطاقة إعتمادها كمطرية مسرح إستعراضي باللغات الثلاث: الإنكليزية، الفرنسية، والعربية، وترتيب اللغات مقصود على هذه الصورة وفق تدرج إجادتها في الغناء مترافقاً مع فرادة في هدوء سكينتها، وعفويتها في الغناء مع حركة اليدين، ونقلات خطواتها، من دون أن تفتر إبتسامتها الساحرة طالما هي في طقس الغناء، أو تعيش لحظات التجاوب معها، وفق صورة أقرب إلى فعل السحر في المتابعين أسرى قوة الساحر وأسلوبه في جعل المتابعين يدورون من دون أن يدروا في الحقل المغناطيسي للاعب الماهر أمامهم.

غناؤها بالإنكليزية والفرنسية جعلها تبدو وكأنها من ولدت وهي تغني بهما عن ظهر قلب، ولم تتح لنا فرصة التحدث إليها ليلة الحفل، لمعرفة ما إذا كانت فعلاً خضعت لتدريبات الوقفة المسرحية المناسبة بحيث تظهر بكل ذاك الجاذب على الخشبة وهي تغني، لا بل إن ردة فعلها على الذين شاركوها غناء بعض الأغنيات ( روي خوري، أو كريستيان أبو عنّي) أو التعليقات التي ترددت في الصالة الرحبة ( وي لاف يو). كانت مرتاحة جداً وأراحتنا، الجمال في الصوت والمظهر والأغنيات التي شدت بها ( جاز، بلوز، كلاسيكية، معاصرة،باللغات الثلاث لإديث بياف، داليدا، ولها من فيلم :تلّتت).