"البئر".. فيلم عن الثورة الجزائرية مرشح للأوسكار
رغم مرور أكثر من خمسة عقود عليها ما زالت الثورة الجزائرية تلهم السينمائيين وسائر المثقفين. فيلم" البئر" للطفي بوشوشي يروي كفاح الجزائريات في مواجهة المستعمر الفرنسي وقد اختير لتمثيل الجزائر في مسابقة الأوسكار المقبلة.
يجسد المخرج الجزائري تلك المعاناة في أبسط مظاهر الحياة اليومية لمجتمع نسوي غاب عنه الرجال إما لالتحاقهم بجيش التحرير الوطني أو لاستشهادهم مضيئاً على ثقل المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة في تلك الظروف من حماية بيتها وأطفالها في مواجهة جنود الاحتلال وقنصهم لأفراد القرية المحاصرة.
يروي الفيلم في مشاهد معبرة الحصار ونفاد الماء المخزن لدى الأسر وظهور علامات جفاف على أجساد الصغار وكيف اندفعت النساء تحدياً لبطش الكتيبة الفرنسية. المخرج الجزائري يحمل رؤية سينمائية تقوم على تصدير سينما الثورة الجزائرية، بصورة يفهمها الجيل الجديد ويمكنه التأثر بها ويعمل في هذا الإطار على إعادة الاعتبار لصمود الشعب الجزائري في تلك الفترة من التاريخ.
لطفي بوشوشي للميادين: العمل يحاكي معاناة الحصار في أي زمان ومكان
بوشوشي لفت إلى أن موضوع الفيلم إنساني قبل أن يكون سياسياً، مضيفاً أن اللغة السينمائية المستخدمة جعلت في العمل الكثير من الإحساس. وقال المخرج الجزائري إن الفيلم عرض في فرنسا الأسبوع الماضي وكانت ردة فعل الذين شاهدوه إيجابية لجهة البعد الإنساني الذي تحمله القصة، مضيفاً أن "الفيلم بات اليوم ملكاً للجمهور الذي له الحرية في قراءته بالشكل الذي يريده".