واضح أن القاهرة تعمل منذ استتب الوضع السياسي في مصر على محاولة استعادة ما كان لاستوديوهاتها من نشاط، خصوصاً في مرحلة التحضيرات التي لا تنتهي للموسم التلفزيوني الرمضاني عاماً إثر عام.

واللافت حالياً وجود تحضيرات لأعمال تشمل تنويعة درامية كوميدية، اجتماعية، تاريخية، ومن جديد دينية، بعد سنوات عديدة مرّت تم خلالها تجاهل الموضوعات الدينية حيناً من أجل حساسية الطروحات وخلفياتها وتشعبها إلى السياسة، وحيناً أخرى بسبب ميزانياتها المرتفعة جداً، بينما المتوفر بالكاد يلحظ أعمالاً لا ترهق الميزانيات الصغيرة، لمجرد الحضور وليس الفاعلية.

شهر رمضان المقبل على موعد مع مسلسل كرتوني من ثلاثين حلقة بعنوان "الأزهر"، كتبها محمد كمال حسن ويخرجها معوّض اسماعيل، ويشتغل على صياغة الموسيقى التصويرية محمود الشابوري، ويشارك في العمل ممثلون كثر يتقدمهم الأردني إياد نصار، الذي يجسّد بصوته شخصية جواد الصقلّي، فاتح مصر وباني الأزهر الشريف عام 972 ميلادية إبّان حكم الفاطميين، وبعده تعاقب على حكم مصر المماليك ، فالعثمانيون، وصولاً إلى حكم محمد علي، فقيام الثورة عام 1919.

وعرف من فريق المسلسل حتى الآن: عبد الرحمن أبوزهرة، سوسن بدر، وعلا مرسي، وهم سيؤدون أدوارهم بالصوت لأن الشخصيات ترسم كرتونياً كما اتفق. وكانت الصورة إياها حصلت مع الشريط السينمائي: محمد (ص)، الذي أنجز كرتونياً لتفادي إظهار صورة النبي الكريم، ووزع الفيلم عالمياً. والسؤال الذي يلح هنا: الأعمال الكرتونية مكلفة جداً، فلماذا اعتمادها طالما أن الموضوع جدّي، والأزهر الشريف معلمٌ له قيمته ووزنه واحترامه، وكان مقنعاً أكثر لو أن المشروع يصوّر مع ممثلين قادرين ولديهم المجال الرحب للتجويد، على أن ترتاح الكاميرا في رصد كافة معالم الصرح في لقطات مؤثرة؟

"الأزهر" فاتحة لائحة قد تطول على الشاشة الصغيرة، لنماذج دينية و تاريخية تفتقدها شاشاتنا منذ زمن.