فيلم سطحي مع نجمين لا يتوقفان عن الكلام
كان ممكناً تجاهل شريط "destination wedding" إخراج ونص الأميركي "فيكتور ليفين" (57 عاماً) كونه لا يحمل أي قضية، ومن دون موضوع له وزنه، إلاّ أن وجود نجمين على ملصقه هما "كينو ريفز" (مواليد بيروت- 54عاماً) و "وينونا رايدر" (47 عاماً) جعل الأمر مختلفاً وبات ضرورياً الإضاءة عليه لتبيان الإستهتار الذي تمارسه شركات الإنتاج بالتراضي مع نجوم يقبلون السقوط مع أفلام لا طعم لها ولا فائدة.
90 دقيقة يمضيها البطلان "فرانك" و"ليندساي" في الكلام الذي لا يتوقف ولا ينتهي، ولو أنه يحمل أي معنىً، لكنّا تجاوزنا التصويب عليه وتوصيفه بالكلام الذي يملأ الفراغ ولا يقول شيئاً له قيمة أو وزن بأي معنى من المعاني المتداولة، الشخصيتان اللتان يقتصر الحضور الأوسع مساحة عليهما، يلتقيان صدفة في المطار، يتعارفان بكلمات قليلة، ثم تكرّ سُبحة الثرثرة بعدما عرفا أنهما مدعوان لحضور حفل الزفاف نفسه، حيث العريس صديق لـ "فرانك" وحبيب سابق لـ "ليندساي"، والمشكلة في الكلام أنه يتناول كل ما يخطر على بالهما من موضوعات وملاحظات، بأسلوب الـ "bla bla bla"، والمهم في كل هذا معارضة أحدهما للآخر، والسبب في هذا إعطاء مبرر كاف لمتابعة النقاش الفارغ الأشبه بالحوارات الإذاعية التي تفترض عدم التوقف عن الكلام حتى لا يحدث فراغ على الهواء.
"ريفز" نجم أكشن (speed - the matrix وأخرج فيلماً عن الكاراتيه بعنوان: man of tai chi) وأفلام درامية (بودا الصغير) بدا من دون فاعلية في الشريط. نعم حضرت وسامته، وخفة ظله، وحنكته في أداء الدور لكن بين يديه نصاً غير مناسب، وهو كذلك حتى لزميلته "رايدر" التي تعمل منذ العام 86 (لوكاس) ولها بعد ذلك محطات نوعية مع أشرطة ضخمة (ستار تراك، زولاندر، رجل الثلج، بلاك سوان، مشاهير)، ومع ذلك تدخل مشروعاً سينمائياً كالذي شاهدناه ولم نصدّق أن يكون التجريب على هذه الصورة التي إطلعنا عليها، وكل الأحداث المتنوعة للوقوف وجهاً لوجه الواحد في مواجهة الآخر حتى تتحول المواقف المتناقضة كلها إلى نعم عاطفية واحدة.
الشريط تعرضه الصالات الأميركية منذ 30 آب/أغسطس الماضي، ولم تُعرف درجة نجاحه لدى المشاهدين الأميركيين بعد.