"سيد درويش" ينافس نجوم المهرجانات في بيبلوس.. ويلمع

كنا فوجئنا قبل أسابيع من إعلان مهرجانات بيبلوس الدولية عن إستحداث ليلة لشيخ الملحنين العرب "سيد درويش" في برمجة صيف 2018 فالتظاهرة تميزت بالأعمال الغربية الموجهة لجيل الشباب، وإذا بموعد 24 آب/أغسطس مع الفنان "شربل روحانا" يُكرّم هذا الفنان الكبير مع 3 مغنين (عيسى غندور، جيلبير رحباني، ورفقا فارس) يتحوّل إلى إحتفالية فرح وسلطنة وتجاوب مع ألحان وأغنيات "سيد" تجاوزت كل التوقعات.

الفنان الذي شكّل جسر عبور بين الموسيقى الممزوجة بالإيقاعات التركية والأفريقية، والأنغام العربية الصافية، ترك إرثاً حضارياً من الألحان والأوبريتات، ما زال حراس الموسيقى ينهلون من معينه حتى الآن، رغم أنه توفي في الـ 31 من عمره. الفنان "روحانا" الشرقي الهوى مع معرفة كافية بصنوف موسيقات اليوم، إختار باقة من ألحان "سيد" ووزّعها على 3 أصوات، برز منها "عيسى غندور" الذي يمتلك دعامتين قويتين: أولاً أنه تشرب الفن في بيت والده الملحن الكبير "حسن غندور" اكثر الموثوقين في زمنه من الموسيقار "محمد عبد الوهاب"، وثانياً أنه صاحب خبرة غنائية لسنوات أكسبته طواعية في الحضور وشفافية في الأداء، ومعه الصوتان الحميمان "جيلبير رحباني" وهو نمط مختلف عن المواهب الشابة أحببنا صوته ووقفته المسرحية الواثقة والمحترمة، و"رفقا فارس" السامقة الطول والمنغمسة في معاني الكلمات التي تغنيها.

"شربل روحانا" الذي إختار ونسّق وأشرف على المشروع بكامله، أهدى المحتفى به أغنية من تأليفه وتلحينه، يقول مطلعها: "سيد درويش خلينا نعيش  ومع الصنايعية المساكين.                                                                                                       الغلابة مالهومش معين غير الله وخير المحسنين".

وتناوب المغنون الثلاثة على أداء (يا شادي الألحان، خفيف الروح، سلمى يا سلامة، تنغي تنغي، بلح زغلولي، أهو ده اللي صار، الحلوة دي، طلعت يا محلا نورها، يا عزيز عيني، بلادي بلادي، أنا هويت وإنتهيت، منيتي عزّ إصطباري، وغيرها) والرائع في ليلة بيبلوس الإستثنائية هو التجاوب المنقطع النظير من الحضور الذي ملأ المقاعد بكاملها، حتى لو قورنت بحفلات كبار النجوم الجماهيريين في معظم مهرجانات صيف 2018 في عموم لبنان، مما حوّلها إلى إحتفالية بالغة التأثير في عموم الحاضرين من الجنسين ومن أعمار مختلفة.

وإذا ما أردنا التوصيف المباشر لا نتردد في القول إن "سيد درويش" نافس نجوم اليوم من كبار الفنانين رغم أنه غادر هذه الدنيا منذ 95 عاماً. والتعامل مع نتاج هذا الفنان الرائع خبره الفنان "روحانا" ميدانياً قبل 14 عاماً عندما سجّل وصوّر في أوروبا عملاً ضخماً بعنوان "موشحات سيد درويش" لم يطلع عليه المهتمون في لبنان أو في العالم العربي.