جائزة "ستينين".. الطفل العراقي ومصوره يحكيان عن "الشغف في الحياة"

صورة قاسم وهو يدأب لمُلاحقة الكرة ليست بنادرةٍ في محيطنا العربي، لكنها مشهد يختصر مُعاناة الطفولة في الحرب، وفي الوقت عينه إرادة الحياة، ومن هنا كان عنوانها "الشغف في الحياة".

الطفل قاسم محمد وهو يشاهد صورته تحت عنوان "الشغف في الحياة"

ساقه مبتورة. يتّكئ على عكّازيه. يسير صوب الكرة بزيّه الرياضي وأصدقاؤه المنافسون من حوله. يبدو عليه التصميم رغم الإصابة. هذا ليس مشهداً من فيلمٍ روائي. هذه صورة الطفل العراقي قاسم محمّد، إذ قرَّر أن يتناسى ما سبّبه له الإرهاب من آلامٍ ويُكمل الطريق صوب هدفه.

صورة قاسم وهو يدأب لمُلاحقة الكرة ليست بنادرةٍ في محيطنا العربي، لكنها مشهد يختصر مُعاناة الطفولة في الحرب، وفي الوقت عينه إرادة الحياة، ومن هنا كان عنوانها "الشغف في الحياة"، لذا فازت بالمرتبة الأولى عن فئة الرياضة بمسابقة "أندريه ستينين" التي تنظّمها الوكالة الدولية للإعلام روسيا – سيغودنيا بالاشتراك مع الميادين للمرة الثانية توالياً، بحضور السفير الروسي في لبنان ألسكندر زاسبيكن والقائم بالأعمال العراقي علي الهادي.

وفي المركز الثقافي الروسي في بيروت، حضر قاسم افتتاح معرض الصوَر الفائزة بجائزة ستينين لعام 2018، وجاء مع مصوّره العراقي تيسير مهدي يحدّثنا عن الصورة التي نالت أيضاً جائزة "مع الإنسان في كل مكان" التي تقدّمها الميادين.

"رغم الإرهاب الحياة مستمرة". بهذه الجملة اختصر قاسم معنى الصورة التي التقطها مهدي الذي بدوره أوضح للميادين أن الصورة المأخوذة في إحدى ضواحي مدينة كربلاء "تعني لي أن المُصوِّر قادر على تغيير الواقع من خلال عدسته.. فما تتضمّنه الصورة هو رسالة إلى كل العالم تفيد بأن أطفال وشباب العراق مستمرون في الحياة رغم كل الظروف".

رئيس قسم التصوير في وكالة الإعلام الروسية أندريه شتولتس قال للميادين نت إن "الصورة المُلتقَطة في العراق تظهر لنا أن هناك أناساً يعانون".

"رسالتي للمصوّرين هي الرسالة التي أوصلها أندريه ستينين.. هي رسالة إنسانية جداً"، أكّد شتولتس.

و"أندريه ستينين" مصوّر صحفي عمل في مناطق ساخِنة من العالم العربي مثل مصر وسوريا وليبيا وغزّة، وقُتِلَ في آب/أغسطس 2014 أثناء تغطيته الحرب في أوكرانيا، بعدما فاز بجائزة "الكاميرا الفضية" عامي 2010 و2013.

وتخليداً لذكراه، اتّخذت الوكالة من تاريخ ميلاده في 22 أيلول/سبتمبر موعداً سنوياً لبدء استقبال أعمال المُصوّرين الراغبين بالمشاركة في المسابقة.

وخلال إلقائه كلمة الميادين، أكّد المخرج طوني عون أن مسابقة "ستينين" باتت "مُنتظَرة كل عام وهي تكتشف المواهب الفنية والثقافية عندما تحفّز المشاركين فيها في البحث عن موضوعات مغمورة أو يجري التستّر عليها".

وختم عون كلمته بخبرٍ يُمثّل البُشرى، للطفل قاسم، عندما أبلغ الحضور بقرار الوكالة الدولية للإعلام في روسيا بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتركيب قدمٍ صناعية لقاسم.

هكذا ومع عيدها الرابع، تتقدّم جائزة "ستينين" في الساحة الإعلامية بعدما وصل عدد الصور المشاركة في هذه الدورة إلى نحو ستة آلاف صورة من سبع وسبعين بلداً حول العالم.