"ديك تشيني" هو الذي أشار على "بوش" بغزو وتدمير العراق
تعرض الشاشات الأميركية منذ 25 كانون الأول/ديسمبر 2018، شريطاً وثائقياً طويلاً (132 دقيقة) بعنوان "vice" نص إخراج وإنتاج الأميركي "آدم ماكاي" (51 عاماً) يتناول بالتفاصيل شخصية وحياة ومواقف وأدوار نائب الرئيس "ديك تشيني" في عهد "جورج دبليو بوش"، مُقدّماً إياه سيد اللعبة السياسية الأول، الذي كان يقترح والرئيس "بوش" ينفذ، خصوصاً في قضية غزو وتدمير العراق.
الفيلم الذي بلغت ميزانيته 60 مليون دولار أسهم في نسبة منها النجم "براد بيت"، جنى منها عند شباك التذاكر حتى 13 كانون الثاني/يناير الجاري حوالى 36 مليوناً فيما الإقبال يُبشر بالمزيد.ولعب الكاستنغ الدقيق والموفق في إختيار لاعبيْ الشخصيتين الرئيسيتين وإنجاز الماكياج الماهر لوجهيهما وشكليهما الخارجي دوراً مدهشاً في توصيفهما تقريباً لصورتيهما من الحقيقة: إنهما الإنكليزي "كريستيان بيل" (43 عاماً) في دور "تشيني"، والأميركي "سام روكويل" (51 عاماً) يجسّد "بوش" وكلاهما مع المخرج والفيلم حازوا ترشيحات لافتة لنيل الأوسكار، حيث أعجبنا المستوي الفني والتقني للشريط مع النص الجريء والمنساب للتعريف بجوانب الشخصيات المُضاء عليها لدعم توجّه الشريط في إظهار أمرين بالغي الأهمية: الأول خضوع "تشيني" لإرادة وتوجيهات زوجته "لين" (آمي أدامس) وسطوة "تشيني نفسه على الرئيس "بوش" الذي يُقدمه السيناريو إبناً لاهياً طائشاً وغالباً ما كان يسبب الحرج لوالده "جورج بوش" الأب.
"نائب" يدخل مباشرة في موضوعه، يُقدم "تشيني" شخصية ضعيفة ضائعة صوّبت بوصلة تصرفاته زوجته بعدما هددته بمغادرة المنزل نهائياً في حال لم يتوقف عن الإدمان على المشروبات الروحية والنساء والعبث، بينما لم يهتز عندما إعترفت إبنته "ليز" (ليلي راب) بأنها شاذة وتميل إلى بنات جنسها، وهو فرض على "بوش" عندما كان يُفاوضه للترشح معه في الإنتخابات، عدم الإقتراب من موضوع الشاذين في برنامجه الإنتخابي مخافة المس بمشاعرها، إضافة إلى أنه برر إعتذاره عن الترشح في البداية بأنه لا يريد منصباً صورياً لا فاعلية له، وإذا به يفوز بتعهد "بوش" الموافقة على إستلامه مهمات عديدة في مجالات الأمن، والسياسة، والإقتصاد، في حال الفوز بالإنتخابات، لذا جاءت إقتراحاته مُلزمة للرئيس رغم ما إعتراها من أخطار، ومن أبرزها تحادثه بصرامة مع "بوش" وقوله له "إذا أردت التخلص من "صدام حسين"عليك التحرك فوراً، ولوهلة بدا الرئيس واعياً لما يجري من حوله عندما سأل "تشيني" ألا نحتاج إلى مبرر لعمليتنا هذه"، فردّ النائب: "سنجده بسهولة"، ومع ذلك لم يكن الدليل (وجود أسلحة نووية في بغداد) مقنعاً لأحد، حيث يؤكد الفيلم أن كلا الشخصيتين كانت واثقة من عدم وجود أسلحة من هذا النوع في العراق.
ومن الشخصيات الحاضرة في العمل: "ستيف كاريل" (في شخصية دونالد رامسفيلد) "إيدي مارسان" (بول وولفوفيتز) "ليزا غاي هاميلتون" (كوندوليزا رايس) "بيل كامب" (جيرالد فورد) و"تيلر بيري" (في دور كولن باول).