"أعظم رجل إستعراض" تحفة سينمائية راقصة

متعة مشهدية نفوز بها في أوقات متباعدة، نحاول بعدها الإحتفاظ بما شاهدناه أطول فترة ممكنة في ذاكرتنا. "the greatest showman" للمخرج "مايكل غراسي" هو الشريط التحفة الذي شاهدناه في عرض خاص بـ "بيروت سوق" سبقته إحتفالية راقصة لـ 20 راقصة وراقصاً قدموا لوحات إستعراضية صاخبة على إيقاع موسيقات الشريط بشكل نقل لأكثر من 500 مدعوأجواء الفيلم قبل مشاهدته.

يصعب إختصار أهمية هذا العمل النموذجي الذي أسرنا على مدى 105 دقائق، دونما لحظة واحدة خارجة عن السياق. في خليط من الميلودراما الإجتماعية بين الفقروالغنى، بين الحب والإخلاص لإمرأة واحدة رغم مغريات لا تُقاوم، وإختيار الدفء العائلي ملجأ آمناً لسيد الأحداث المبدع الفنان "بارنوم" يؤدي دوره بمهارة مطلقة النجم الأوسترالي "هوغ جاكمان"، بينما لحظ الكاستنغ (بإدارة تيفاني ليتل كانفيلد، وبرنار تيلساي) باقة من الفنانين المتميزين الذين خدموا توجّه الأحداث ، من الزوجة الرائعة "شاريتي" (ميشيل ويليامس) إلى مطربة الأوبرا "جيني ليند" (ريبيكا فيرغيسون – رُشحت للدور قبلها آن هاثاواي) إلى الشريك القوي في صنع النجاح "فيليب كارليل" (زاك إيفرون)، والراقصة المتميزة أداء وشكلاً "آن ويلر" (زندايا).

الشريط المدهش كتب نصّه "جيني بيكس" و"بيل كوندون" عن قصة للأول، تتمحور حول سيرة "بارنوم" الذي عرف حباً طفولياً مبكراً للجميلة الثرية "شاريتي"، لكن الصغير ظل وفياً لها وذهب طالباً يدها من والدها الذي كان متأكداً من عودتهما إليه لكي يصرف عليهما، لكن "بارنوم" فاجأه بكثرة مشاريعه الفنية وتحصيله المال الكافي لشراء منزل مستقل لعائلته، إستناداً إلى أفكار كثيرة يمتلكها حول المسرح الراقص والشعبي، وهو بكل بساطة كوّن فرقة جمع فيها مواهب من كل الأنماط، وأضاف عليها قزماً، ورجلاً طوله تعدّى المترين، وإمرأة سمينة لها ذقن وشاربين كثّين، وخاضت المجموعة الجديدة تمارين مكثفة إنضم إليها النجم في المسرح الرديف "فيليب" مما أشعل إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق، خصوصاً في الموسيقى الإيقاعية المعتمدة لعدد من المؤلفين (جون ديبني، بيني باسك، جاستن بول، جوزيف ترابانيز) مع رسم خطوات تذكرنا بالأعمال الكبيرة التي عرفتها الشاشات من قبل.

إكتشف "بارنوم"مطربة الأوبرا "جيني ليند" وسافر معها لإقامة عدة حفلات كانت ناجحة، حاولت خلالها "جيني" إغواءه لكنه صدّها، فأحرجته بتقبيله علناً، وكلفه ذلك غضب زوجته، وصدامات بين أعضاء فرقته أسفرت عن حريق أتى على كامل السيرك الذي يملكه. عاد وأصلح الأمرين معاً، تفهمت "شاريتي"، وأعلن "فيليب" أنه يقدم حصته من الشراكة لإستعادة الفرقة نشاطها الطبيعي، من داخل خيمة عملاقة، وهو ما جعل النجاح يتجدد، وتستمر الأمور على أفضل حال، في رحلة مع الفرح والموسيقى والرقص لم تتوقف حتى بعد إنتهاء العرض لأن كل مشاهدي العرض الخاص تكررت على ألسنة معظمهم كلمة واحدة: تحفة.